لم تمنع صعوبة وخطورة الوضع الوبائي في بلادنا من لجوء بعض موزعي الأدوية إلى القيام بممارسات غير أخلاقية، متسببين في تعطل عملية تموين الصيدليات، بحسب ما أفاد به مسعود بلعمبري رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص (سنابو)، في تصريح خص به «الشعب». أفاد بلعمبري، أنه تمت معاقبة 7 موزعين على المستوى الوطني، الذين كانوا يقومون بالبيع المقيد أو المشروط، متسببين بذلك في سوء توزيع الأدوية على الصيدليات، وبالتالي حرمان المرضى من الحصول عليها. مثل هذه الممارسات يضيف بلعمبري ساهمت في بعض الاختلال المسجلة في مجال التموين، بالرغم من أن وزارة الصناعة الصيدلانية قد وجهت تعليمات صارمة، حيث منعت العمل بمبدإ «مخزون الأمان». وأكدت ضرورة الافراج، في مدة لا تقل عن 48 ساعة، عن هذا المخزون ووضعه في متناول الصيدليات. وبالرغم من أن الانتاج المحلي للأدوية، خاصة المتعلقة بالبروتوكول الصحي من مضادات حيوية، مكملات غذائية كالفيتامينات لمواجهة الفيروس، وحتى المضادة لتخثر الدم، والتي تكفي، كما يؤكده المصنعون المحليون، لتغطية الحاجيات من 8 إلى 10 أشهر المقبلة، كما ان كل المصانع تعمل بطاقتها الانتاجية القصوى، الا ان الإشكال المطروح يتمثل في الموازنة بين العرض والطلب. في السياق، يقول بلعمبري إنه كان منتظرا ان تقع أمور كهذه، نظرا لارتفاع وصف الادوية والتوجه الكبير للمواطنين لاقتناء الادوية، خاصة وان هناك تشابها كبيرا بين أعراض انفلونزا الموسمية والمتحور أوميكرون الذي انتشر بقوة خلال الاسابيع القليلة الماضية، مذكرا بأن كل هذه الادوية التي تدخل في بروتوكول العلاج مصنعة محليا، مشيرا الى أن 10 مصانع تنتج 3 ملايين علبة مكملات غذائية في أسبوع، ويمكن بيعها للمواطنين بدون وصفة طبية، خاصة اذا كانت الأعراض خفيفة. «لوفينوكس»يطلب من المريض كما أثار المتحدث مسألة أخرى تتعلق بالأدوية المضادة لتخثر الدم وبالتحديد دواء «لوفينوكس»، هذا الأخير الذي لا يعطى للصيدليات إلا العلبة ذات ( 0,4 ملغ)، متسائلا عن السبب، خاصة وان هناك طلب على العلب (0,6) و(0,8) والتي لا تقدم سوى للصيدليات المركزية، في حين، يقول مستغربا، إن هناك مرضى بالمستشفيات لم يحصلوا عليها هناك وطلب منهم أن يقتنوها من الصيدليات؟. التطبيب الذاتي وراء الندرة ويعتقد بلعمبري، أن التطبيب الذاتي ساهم بشكل كبير في إحداث بعض النقص في بعض الأدوية الموجهة لعلاج أعراض الفيروس المتحور، على غرار البراسيتامول الموجه لمعالجة الحمى وتخفيف الآلام، الذي يشهد ندرة في الصيدليات التي تتلقاه بكميات قليلة 5 إلى 10 علب لكل صيدلية يوميا، بالرغم من أنه ينتج محليا 100٪. وأضاف، أن الصيادلة الخواص انخرطوا بقوة وقاموا بدور مهني، فقد ساهموا في عملية التلقيح، التشخيص السريع عن طريق الجينات، كما ساهموا في تخفيف القلق والخوف لدى المواطنين من خلال تقديم الأدوية وإرشادهم لكيفية استعمالها، وهذا ما سهل من جهة اخرى الحصول على الأدوية، كالمضادات الحيوية التي كانت في الأوقات العادية لا تقدم لطالبيها إلا بوصفة طبية، وهذا ساهم بحسبه كذلك في اختلال بين العرض والطلب، كما لم يخف استمرار الندرة بالنسبة للأدوية المعالجة للأمراض المزمنة، لأن المسألة متعلقة بحسبه بالاستيراد.