دافع النّاخب الوطني جمال بلماضي خلال النّدوة الصّحفية التي عقدها، أمس، بمركز سيدي موسى عن خياراته بخصوص القائمة التي استدعاها تحسّبا للمواجهة المزدوجة أمام الكاميرون في تصفيات مونديال قطر 2022، وأكّد أنّه مقتنع بالخيارات التي قام بها، خاصة بعد استبعاد بعض العناصر التي شاركت في كاس إفريقيا الأخيرة. من جهة أخرى، تحدّث بلماضي عن المواجهة المقبلة أمام الكاميرون، ورغم أنّه تحاشى الدخول في التفاصيل إلا أنّه لم يخف أهمية الهدف المنشود بالنسبة للشعب الجزائري واللاعبين وله شخصيا، وهو التأهل إلى المونديال الذي يعد منافسة لها مكانة خاصة لدى الشعب الجزائري. في نفس السياق، أبدى الناخب الوطني رضاه عن حالة الأرضية التي ستجري عليها مباراة الذهاب، خاصة أن اللاعبين يعرفون الأرضية جيدا بحكم أنّهم لعبوا عليها من قبل ثلاث مباريات في كأس إفريقيا الماضية. على اللاّعبين التّحلّي بالاحترافية يدرك النّاخب الوطني أنّ بعض العناصر لم تتقبّل عدم تواجدها في القائمة النّهائية، حيث استغل الأمر لتوجيه رسالة لها بقوله «أعلم أنّ بعض اللاّعبين لم يتقبّلوا عدم تواجدهم في القائمة، وهو أمر طبيعي ورد فعل أي لاعب منتظر، لكن على اللاعبين الذين لم يتواجدوا في القائمة عليهم تسيير هذه الفترة بنجاح من أجل العودة بقوة، وأود أن أكشف شيئا مهما، وهو أنّني أبلغت اللاّعبين بأنّهم متواجدين في القائمة، وتحدّثت مع كل واحد منهم، ونفس الأمر انطبق على اللاعبين الذين لن يتم استدعاؤهم إلى التربص لأنّه من حقّهم معرفة أنهم غير متواجدين في القائمة منّي شخصيا وليس من خلال وسائل الإعلام». التّسريبات التي حدثت غير طبيعيّة تأسّف بلماضي على تسريب مكان تربص المنتخب، وطالب الصحفيين بضرورة التحلي بروح المسؤولية، حيث قال في هذا الخصوص «أتأسّف على التّسريبات التي حدثت، خاصة أن الكثير منكم كان يبحث عن مكان التربص، وفي مثل هذه الوضعيات يجب التحلي بروح المسؤولية لأنّه من غير الطبيعي أن نعلم الجميع ما نقوم به في كل مرة، وهناك الكثير من الأشياء التي لا يجب ذكرها من قبل..صحيح أنّ الجميع كان سيعلم مكان التربص، لكن منح المعلومة مبكرا أمر غير طبيعي، ويضر بالمنتخب الوطني قبل أن ينفعه لأن الطرف المنافس علم بالأمر وما نخطّط له من خلالكم». قديورة لاعب مهم في المنتخب وصف بلماضي عدلان قديورة العائد إلى التّشكيلة باللاعب المهم، مؤكّدا أنّه مستعد نفسيا للدّفاع عن حظوظ المنتخب بقوله «أتواصل بصفة يومية مع اللاعبين لأنّني مدرب منتخب وطني، ولا أرى اللاعبين كثيرا مثل مدرّبي الأندية، وهو الأمر الذي يدفعني إلى العمل معهم على الأقل من خلال الحديث والتواصل من حين لآخر، وهو الأمر الذي حدث مع قديورة، وهو أمر طبيعي أن أتواصل معه للتعرف على قدراته واستعداداته النفسية قبل الحديث عن الأمور الفنية والبدنية لأن اللاعب إذا كان غير جاهز نفسيا لن يقدّم الإضافة حتى إذا كان جاهزا من الناحية البدنية». أتابع بن يطو منذ ثلاثة مواسم لمح بلماضي أنّه يراهن على بن يطو، خاصة أنّه يمر بفترة إيجابية مع فريقه في البطولة القطرية حيث قال «بن يطو أعرفه جيدا وأتابعه منذ ثلاث سنوات، كان من الصّعب منحه الفرصة في السابق بسبب ضيق الخيارات، وهو في الفترة الحالية يسجّل كثيرا من الأهداف ويلعب في بطولة قوية، حيث واجه مدافعين أقوياء في البطولة القطرية كانوا يلعبون في أندية عريقة في أوروبا، إلا أنّه استطاع التفوق عليهم، والأمر الجميل هو أنّه يسجّل من مختلف الوضعيات الصّعبة، ولا يمنح الحارس أي فرصة للتفكير في كيفية الدفاع عن مرماه، وأتمنى أن يواصل التألق خلال المواجهتين المقبلتين أمام الكاميرون». الإخفاق في كأس إفريقيا مسؤوليتي عاد النّاخب الوطني للحديث من جديد عن الإخفاق في كأس إفريقيا، وقال إنّه مسؤولية الجميع مع أنّ المدرّب تكون له المسؤولية الكبرى بقوله «الإخفاق في كأس إفريقيا هو مسؤولية المدرب، ولا علاقة للاعبين بهذا الأمر والعناصر التي تمّ إبعادها لم يتم ذلك لتحميلها بطريقة غير مباشرة مسؤولية الإخفاق في كأس إفريقيا، والأكيد أنّ الإخفاق كان موجودا والمسؤولية جماعية رغم أنّني قلت وأعيد أنّ المدرّب هو من يتحمّل المسؤولية بعد الإخفاق». لن أركض وراء أي لاعب رفض بلماضي الحديث عن العناصر التي كانت مرشّحة للتواجد مع المنتخب، وأكّد أنّ اللاعب الذي أبدى رغبته في التواجد مع التشكيلة تم استدعاؤه، حيث قال «العناصر الجديدة التي تم استدعاؤها كانت محضّرة نفسيا لتلقي الدعوة لأنّها كانت ترغب في التواجد مع المنتخب الوطني عكس العناصر الأخرى التي لا ترى نفسها الآن في حاجة إلى التواجد مع المنتخب الوطني، وهو أمر يخصهم وهم أحرار في ذلك، لكنّنا أيضا أحرار في استدعاء العناصر التي نرى أنّها نفسيا جاهزة للدفاع عن الألوان الوطنية، ومن لا يريد ذلك أن نجبره على التواجد معنا لكن في الأخير الأيام ستثبت أنّنا كنّا على خطأ أو على صواب، ولكن الأكيد أنّنا مقتنعون بما نقوم به». تعويض خيبة الكان اعترف بلماضي أنّ اللاعبين مرّوا بفترة صعبة بعد كأس إفريقيا لكن التعويض يبقى ممكنا حسبه من خلال التأهل إلى المونديال بقوله «معنويات اللاعبين مرتفعة وهذا من خلال تواصلي معهم رغم أنّ مرارة الإخفاق في كأس إفريقيا من الصعب نسيانها، لكنهم عازمون على قول كلمتهم وقيادة المنتخب إلى المونديال من خلال العمل بصفة جماعية، وتجاوز فترة الفراغ التي مر بها المنتخب خلال كأس أمم إفريقيا، والأكيد أنّ الأهم بالنسبة لهم هو المستقبل، والذي يمثل لهم هو التأهل إلى كأس العالم، خاصة أن العديد منهم كان يريد إفراح الشعب الجزائري، ولحسن حظهم أنّهم يستطيعون تدارك الإخفاق في كأس إفريقيا سريعا من خلال التأهل إلى كأس العالم، وهم يعلمون أيضا أهمية هذه المنافسة بالنسبة للشّعب الجزائري». لا تعليق على تعيين سونغ مدرّبا للكاميرون رفض مدرّب المنتخب الوطني التعليق على تعيين سونغ مدربا لمنتخب الكاميرون، وأكّد أنّه قرار يعني هذه الاخيرة فقط بقوله «قرار تغيير الجهاز الفني لمنتخب الكاميرون يعود إلى الاتحادية المحلية، وهي كانت تعلم مخاطر التغيير في هذا الوقت، نحن نركّز أكثر على المباراة ولا نريد الدخول في هذه الأمور التي لا تعنينا بطريقة مباشرة لأنّنا مطالبون بالتفكير في التأهل إلى المونديال وفقط، والتغيير على مستوى الجهاز الفني في هذا الظرف الحساس بالطبع نحن نتمنى أن لا يكون لها أثر إيجابي عليهم». أرضية جابوما في حالة أفضل أبدى بلماضي رضاه عن حالة الأرضية في جابوما، وأكّد أنّه من غير المقبول لعب مواجهة حاسمة من هذا النوع على أرضية غير صالحة، حيث قال «من صالح المنتخبين الجزائري والكاميرون أن تكون الأرضية في وضعية جيدة..لكن الأمر الايجابي أنّنا لعبنا على هذه الأرضية ثلاث مباريات منذ شهرين فقط، واللاعبون يعرفون الأرضية جيدا، وأنا متأكّد أنّها ستكون أفضل بكثير من الأرضية التي لعبنا عليها مبارياتنا الثلاث في كأس إفريقيا الماضية، وأثّرت سلبا على مردود المنتخب حيث كان من الصعب تطبيق طريقة لعبنا على أرضية من هذا النوع».