حركية تجارية نشطة، تشهدها، وهران، على إيقاع الإستعدادات المتأصلة لعيد الفطر المبارك؛ حيث تبحث جميع الأسر عن تأمين ما يحتاجونه من ملابس لأطفالهم. أرقام قياسية وإقبال منقطع النظير مع ساعات الصباح الأولى، ولحظات بعد الإفطار على تشهدها الأسواق والفضاءات التجارية التي تبقي المحلات فيها مفتوحة إلى ساعة متأخرة من الليل، كأحد أهم مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، سيما بالنسبة للأطفال. على مستوى سوق "المدينة الجديدة" الشهير، أسبوع قبيل حلول عيد الفطر المبارك؛ سجلت مؤشرات أسواق الملابس تباينا، بالرغم من استمرار صعود أسعار السلع المختلفة، بسبب ارتفاع الطلب عليها، في وقت تعرف فيه الملابس الصينية إقبالا كبيرا، إذ يمكن شراء طاقم كامل من الرأس إلى أخمص القدم ب 2000 دينار فقط، بما في ذلك الأحذية وحقائب اليد والملابس من سراويل وتنانير وفساتين وأقمصة. تعرض بكثرة الملابس المستوردة في السوق، خاصة التركية والتي تبدأ أسعار القطعة منها للفئة العمرية (10 سنوات، فما فوق) من 250 دينار إلى أكثر من 800 دينار، أما ملابس الأطفال الرضع فتبدأ من 180 إلى أكثر من 300 دينار، مع طرح أشكالا جديدة هذا العام، لم تكن معروضة من قبل. على ضوء ذلك، اعتبر مسؤول عن مركز تجاري بحي المدينة الجديدة، أنّه '«لا يمكن تمييز العلامة التركية عن الماركات العالمية التي تحملها المنتجات الأوروبية، والتي تكلف القطعة الواحدة 10 ألاف دينار على الأقل"، أيضا أنّ "المركز يشهد إقبالا قبل حلول الشهر الفضيل، لاسيما خلال فترة التخفيضات التي دأب عليها مع المنافسة التي يواجهها من مراكز أخرى." من جانبهم، أكد بعض بائعي ملابس الأطفال، أنّ الأسعار، لم تسجل أيّ ارتفاع بمناسبة العيد، وإنّما تباع بالأسعار المتداولة قبل الشهر الكريم، منوّهين إلى أنّ السوق الوهرانية، تستجيب لجميع موازنات الأسر؛ فهناك علامات تجارية أصلية وهناك ملابس مقلدة، وأخرى من نوعية مقبولة وتروّج بأسعار تنافسية. وبالمقابل، تشهد محلات بيع الألبسة القديمة إقبالا كبيرا للعائلات ذات الدخل الضعيف، ناهيك عن طاولات الباعة الموسميين الذين يحتلون الشوارع والأزقة بالأسواق الشعبية والفضاءات الفوضوية؛ ما يشكل منافسة حقيقة للمحلات التجارية. يقول سمير "أعمل منذ سنوات في تجارة الملابس القديمة، وألاحظ أنّ الإقبال على هذا النوع من الملابس المستعملة يتزايد باستمرار؛ فالزبائن يبحثون على ما يناسب جيوبهم"، وتقاطعه امراة بيدها سروال رجالي "لا يهمني أن أعرف مصدر هذه الملابس ونوعيتها، فكل ما يهمني هو توفير بضعة دنانير عند شرائي هذه الملابس". تؤكد سيدة أخرى، موظفة أنها تفضل شراء الملابس المستعملة طول السنة، نظرا لضيق الحال، موضحة "أنا أم لثلاث بنين في الطور المتوسط وبنت في الأولى ابتدائي وزوجي بدون وظيفة، لذلك أضطر لشراء النوعين: الجديد والمستعمل، بسبب عدم قدرتي على تغطية تكاليف رمضان والعيد والمتطلبات الروتينية الأخرى."