تتّجه مصالح مديرية التجارة الجهوية لناحية باتنة، إلى إلزام التجار من أصحاب محلات بيع المثلجات والمرطبات وكذا المقاهي، بتقديم فاتورة اقتناء مادة الحليب المستعمل في منتجاتهم لوضع حد لمشاكل ندرة هذه المادة الحيوية المدعمة والمخصصة أصلا لفئة المواطنين العادين وليس التجار لأنهم غير معنيين باقتنائها بسعرها المدعم. القرار كشف عنه مدير التجارة الجهوية لناحية باتنة، محمد سردون، خلال ندوة صحفية بمقر المديرية نظمها لعرض حصيلة نشاطات القطاع خلال الشهر المنصرم، المتزامن مع شهر رمضان المعظم. وأشار المدير إلى أنه سيُشرع في تنفيذ القرار قريبا من خلال تكثيف الخرجات الميدانية لفرق مراقبة الأسعار وقمع الغش، وذلك بعد شكاوى عديدة لمواطنين من مختلف ولايات الناحية، الذين اشتكوا ندرة في مادة الحليب الذي يتم اقتناؤه بكميات كبيرة من طرف أصحاب المقاهي ومحلات بيع المرطبات والمثلجات بسعره المدعم، في حين يجد المواطن العادي صعوبة كبيرة في الحصول عليه. وقد جاء القرار حسب مدير التجارة الجهوية كحلّ للتصدي لظاهرة استغلال حليب الأكياس المدعم، والذي يباع بسعر 25 دج للكيس الواحد من طرف فئة غير معنية به، وهي التجار الذين يستعملون كميات كبيرة منه ويسعون لتحقيق الربح السريع على حساب المستهلكين العاديين من المواطنين. وأكد مدير ناحية باتنة للتجارة الجهوية التي تضم 7 ولايات هي باتنة، خنشلة، ام البواقي، تبسة، قسنطينة، بسكرة وأولاد جلال أن القرار اتخذ بعد مشاورات مع مصالح الرقابة التجارية بغية توفير الحليب المدعم، ومنع احتكاره والتلاعب بأسعاره المدعمة تزامنا وفصل الصيف، الذي يعرف استهلاكا كبيرا لهذه المادة من طرف محلات بيع المثلجات والمرطبات والمقاهي. وبخصوص تحضيرات عيد الأضحى المبارك، فأشار سردون إلى استكمال كل إجراءات التحضير له من خلال توفير أسواق رحمة لبيع الماشية بكل ولايات الناحية ال 7، وبيع أضاحي العيد مباشرة للمواطنين بالتنسيق مع مصالح قطاعات الفلاحة والجماعات المحلية، وذلك بعد نجاح تجربة أسواق الرحمة، والتي ستفتح أسبوعين قبل عيد الأضحى. وأرجع مدير التجارة الجهوية ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة بعضها على غرار الزيت، السميد، خلال الشهر الفضيل إلى لهفة المواطنين، وإقبالهم على اقتناء هذه السلع بكميات كبيرة تفوق احتياجاتهم الاستهلاكية، ما خلق تذبذبا في التموين بالأسواق والمحلات التجارية، كاشفا عن تراجع كبير في اقتناء مادتي الزيت والسميد بنسبة 30 و40 بالمائة بعد شهر رمضان. وعن حصيلة التدخلات لفرق الرقابة وقمع الغش بالولايات السبع التابعة لناحية باتنة، أكد سردون تجنيد 287 فرقة تدخلت 7 آلاف مرة، نتج عنها تحرير 5450 محضر أرفقت 160 منها بمقترحات غلق، معتبرا تدخل مصالح ايجابية ساهم في التخفيف من وطأة الاحتكار والمضاربة في الأسعار.