اختار، أمس، الفرنسيون خلال الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية نواب البرلمان، بعد دورة أولى جرت في 12 جوان الحالي، ودورتين لانتخابات الرئاسة في أفريل، أبقتا إيمانويل ماكرون في الإليزيه خمس سنوات إضافية. دُعي نحو 48 مليون ناخب للتصويت، في ظل موجة الحر التي تشهدها فرنسا، وسط امتناع التصويت، على غرار ما حصل في الجولة الأولى. اختار الناخبون الفرنسيون، منهكين، ليس فقط من ثلاث دورات انتخابية سابقة متقاربة، بل من ارتفاع حدة السجالات والملاسنات والتحريض الانتخابي، واستمرار شيطنة المتنافسين بعضهم لبعض، مع إفراز الرئاسيات لثلاثة أقطاب جدد، أصبحوا يحتكرون المشهد السياسي في البلاد: حزب ماكرون «الوسطي»، الجمهورية إلى الأمام (أو «النهضة»)، اليسار الراديكالي بزعامة جان لوك ميلانشون، واليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان. ويبدو فارقاً هذه المرة، ومنذ عقود، اختلاف أجندات هذه الأقطاب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، جذرياً، من دون أن تثير كثيراً حماسة الناخبين. وحصل تحالف ميلانشون «الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد» (نوبس)، المؤلف من حزب ميلانشون «فرنسا الأبية» والاشتراكي وحزب البيئة والشيوعي، في الدورة الأولى على 25.78% من الأصوات، مقابل 25.75% لتحالف الرئيس.