كشف إستطلاع للرأي نشرت صحيفة "لوموند" نتائجه، اليوم الأربعاء، أن أكثر من رُبع الناخبين الفرنسيين ليسوا متأكدين من إختيارهم للمُرشح للإقتراع الرئاسي الذي ستجري دورتهُ الأولى الأحد المقبل. ومنذُ أسابيع عديدة ترسخت ظاهرة التردد في صفوف الناخبين الفرنسيين الذين يبلغ عددهم 47 مليونا ، فمنهم من يقول إنه ليس مُتأكدا من التصويت الأحد المقبل ، ومنهم من ينوي التصويت لكن رأيه لم يستقر بعد على مُرشح يُناسب تطلعاتهُ ، وقد يحسم رأيه في الساعات الأخيرة. وتوقع الإستطلاع أن تبلغ نسبة العزوف عن التصويت 28 في المائة، وهو رقم قياسي يشبه نسبة العزوف في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2012. كما أكد الإستطلاع، الذي أنجزته مؤسسة " إيبسوس-سوبرا " في صُفوف عينة من الفرنسيين المسجلين في اللّوائح الإنتخابية، أن المنافسة باتت على أشدها في المربع الأخير من السباق الرئاسي بين مُرشحة حزب "الجبهة الوطنية"، اليميني المُتطرف، مارين لوبان، والمرشح الوسطي زعيم حركة "ماضون قُدُما"، إيمانويل ماكرون، ومرشح اليسار الراديكالي زعيم حركة "فرنسا غير الخاضعة"، جان لوك ميلانشون، ومرشح حزب "الجمهوريين" اليميني المحافظ، فرانسوا فيون. ومنح الاستطلاع المرتبة الأولى إلى ماكرون بنسبة 23 في المائة، متراجعاً نقطتين، وهو يشكو من توجه شريحة من ناخبيه لا سيما الشباب، نحو منافسه ميلانشون. كما يعاني ماكرون من عدم استقرار ناخبيه واحتمال تغيير خيارهم في آخر لحظة، وهذا ما يزيد عليه الضغوط في يوم الاقتراع. وعادت المرتبة الثانية إلى لوبان بنسبة 22,5 في المائة، أي بفارق نصف نقطة فقط عن ماكرون، الذي باتت تتناوب معه على المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي الأخيرة. ويسجل الاستطلاع أن لوبان إن نجحت بالفوز في الدورة الأولى، فإنها ستُهزم في الدورة الثانية بغض النظر عن هوية المرشح الذي ستواجهه، أي ماكرون أو فيون أو ميلانشون، ذلك أن لوبان تواجه إمكانية تحالف ناخبي اليسار واليمين ضدها في الدورة الثانية، كما حدث في إنتخابات المجالس الإقليمية الأخيرة. وحل ثالثاً مُرشح اليمين المُحافظ فيون بنسبة 19,5 في المائة، وسجّل تقدماً طفيفاً جعله يعود لإحتلال المرتبة الثالثة، التي كان فقدها في الإستطلاع الأخير لصالح ميلانشون. وسجل الإستطلاع أن فيون بات المُرشح الأفضل للناخبين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً. كما سجل تقدما في صفوف ناخبي الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي الذين كانوا يترددون في التصويت له. ومن المرجح أن يكسب فيون المزيد من أصوات قاعدة ساركوزي الانتخابية بعد أن دعا هذا الأخير الإثنين الماضي مناصريه للتصويت بكثافة على مرشح حزب "الجمهوريون". وفي المرتبة الرابعة حل ميلانشون الذي منحه الإستطلاع 19 في المائة. ورغم أن هذا الإستطلاع أفقده نقطة واحدة مقارنةً مع استطلاع الأسبوع الماضي، فهي نسبة تؤكد تقدمه السريع في الفترة الأخيرة واستقراره في مربع الأربعة الأوائل، وهو يحظى بفرص قوية للفوز في الدورة الأولى.