يجسد المركب الأولمبي الجديد رفيع المستوى الذي دشنه الرئيس تبون يوم الخميس الماضي، والمزود بمنشآت رياضية جد عصرية، إرادة الجزائر لاحتضان ضيوفها في أفضل الظروف وتوفير اقامة جد مريحة لهم، مثلما أكده رئيس الجمهورية في عديد المناسبات. شهد حفل الافتتاح الذي كان حفلا كبيرا زاهي الألوان، حضور عديد ضيوف الشرف والشخصيات السياسية الكبيرة، على غرار أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثان، وكذا ممثلين عن عدة فيدراليات رياضية دولية وعن اللجنة الأولمبية الدولية. وبالنسبة لهذه الطبعة، فقد أوضح سمير دادا موسيقار ورئيس لجنة حفلي افتتاح واختتام ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران-2022، أن «حفل الافتتاح الذي جرى في ملعب ممتلئ عن آخره، سيكون استثنائيا لعديد الأسباب. وأفاد في السياق، أنه تم العمل على جعله مصدرا للفخر والبهجة والحماس، وحفلا يذكر بالعمق التاريخي للجزائر والجزائريين وتجذرهم ككيان ونفوذ في منطقة البحر المتوسط، وبإسهام بلادنا في فضاء هذه الضفة». واستعان الموسيقار بأفضل العناصر، مؤكدا أن الجزائر شهدت حفلا كبيرا يتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين (60) لاسترجاع السيادة الوطنية. البرنامج الفني كان ثري بهذه المناسبة، تضمن موسيقى تزامنية وعرضا بالألعاب النارية، عمل فني متكامل استعملت فيه أحدث التكنولوجيات العالمية». ونشطت الحفل أوركسترا سمفونية ضمت حوالي 100 موسيقي. كما تضمن العرض حركات فنية جماعية على ارضية الملعب على مساحة 9 آلاف متر مربع باستعمال 500 طائرة بدون طيار (درون). و ضم العرض الفني لحفل الافتتاح 20 لوحة بمشاركة 800 شخص من فنانين وراقصين وتقنيي الصورة والإضاءة. وأبرز نص السيناريو مختلف أوجه الثقافة الجزائرية، بصفة عامة، ومناطق غرب البلاد ومدينة وهران بصفة خاصة، علاوة على أثر الثقافة الجزائرية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وإسهام الشخصيات الجزائرية في الحضارة الإنسانية على مستوى البحر الأبيض المتوسط. وعلاوة على المركب الأولمبي «ميلود هدفي» الذي يتربع على مساحة 105 هكتار، انجزت قرية أولمبية جديدة تتوفر على كل متطلبات الاقامة لفائدة جميع المشاركين من رياضيين ورسميين. وتحتوي القرية المتوسطية على 2.263 غرفة تتسع ل 4.266 سريرا و4 مطاعم و55 مكتبا طبيا مخصصا للوفود إضافة إلى عيادة متعددة التخصصات تم إنشاؤها بمناسبة هذه التظاهرة الرياضية الدولية. وبهدف السماح للرياضيين بإجراء تدريباتهم، تم تجهيز القرية المتوسطية بثلاثة ملاعب بالإضافة إلى خمس قاعات رياضية وفضاءات للراحة. وقد وفرت جميع الظروف المناسبة لإنجاح هذه الطبعة التاسعة عشر (19) للألعاب المتوسطية والتي تعتبر الثانية من نوعها بعد تلك التي نظمتها الجزائر في 1975. ويشارك في الطبعة التاسعة عشر لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، 3.390 رياضي من 26 دولة، منها 18 دولة أوروبية و5 افريقية و3 آسيوية. ''الباهية'' تضيء حوض المتوسط يأتي تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط بعد 47 عامًا من المرة الوحيدة التي استضافت فيها البلاد هذا الحدث الرياضي الذي يجمع بلدان ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط في عام 1975 بالجزائر العاصمة، لتحمل وهران على عاتقها مهمة استرجاع بريق الألعاب الذي افتقدته منذ عدة سنوات. وتراهن اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط بقوة على هذه النسخة لإعادة بعث الحدث الذي يجمع 23 دولة وثلاث إمارات فيما يمثل تحديا كبيرا، حيث رفعت الجزائر التحدي والتأكيد مرة أخرى على أن المستحيل ليس جزائرياً. ومع تقدم التحضيرات، أصبحت كل العقبات من الماضي، فكل التركيز حاليا منصب على إنجاح الحدث. وبدأت بوادر النجاح تظهر بالفعل بعد وصول الوفود الرياضية المختلفة إلى وهران في «ظروف جيدة» بشهادة المعنيين أنفسهم. ويقيم حاليا ما يقرب من 2.000 رياضي بالقرية المتوسطية الضخمة التي شيدت بمقاييس القرى الأولمبية، في انتظار التحاق بقية الرياضيين مع اقتراب دخولهم في المنافسات الخاصة بهم وعددهم يقارب إجمالا 3.400 رياضي ورياضية، استدعى فتح موقعين آخرين لاستضافتهم مع مرافقيهم على مستوى المركب السياحي للأندلسيات بعين الترك وفندق «أ زاد» من تصنيف خمسة نجوم بولاية مستغانم المجاورة. وتمثل الأصداء الإيجابية الأولى المستقاة من ضيوف الجزائر مؤشرا لنجاح ألعاب وهران تمامًا مثلما تأمله اللجنة الدولية ورئيسها الجديد، الإيطالي دافيد تيزانو، الذي كان أول من أبدى إعجابه بالهياكل الكبيرة المسخرة من طرف السلطات الجزائرية بمناسبة الحدث المتوسطي الكبير خلال زيارتين سابقتين إلى وهران. ويتمثل النجاح الآخر في العدد الكبير من المشاركين الذي تجاوز 5.400 شخص بين رياضيين ومؤطرين يمثلون23 دولة وثلاث إمارات منخرطة في اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية. النجاح الكبير الذي انتظره الجميع حفل الافتتاح الذي أقيم بملعب كرة القدم للمركب الأولمبي الجديد ميلود هدفي، وهو واجهة أي حدث رياضي دولي كبير، حيث يثير الموعد الرياضي حماسة كبيرة بين سكان وهران وكل الجزائريين في كل مكان بالبلاد. ولعل ما أبرز هذه الحماسة نفاذ أكثر من 20.000 تذكرة خاصة بحفل الافتتاح والتي تم طرحها للبيع عبر الإنترنت يوم الأحد الماضي في غضون ساعة واحدة، وفق المشرفين على العملية. والواقع أن شغف الجزائريين لم يقتصر على حفل مساء السبت، حيث أصبحت وهران منذ بضعة أيام قبلة الجزائريين من مختلف المناطق وحتى الأجانب. ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة على مستوى نهج جيش التحرير الوطني بواجهة البحر الذي أضحى يغص بالمواطنين من ولايات مختلفة إلى ساعات متأخرة من الليل. من جهتهم، يسجل السياح الأجانب حضورهم في الموعد، مستفيدين من حسن ضيافة ساكنة وهران الذين يضعون أنفسهم لخدمة زوارهم مجسدين بالمناسبة قيم الكرم المعروفين بها في مدينة تشتهر بكونها إحدى المناطق الجزائرية التي تستقطب أكبر عدد من السياح المحليين والأجانب، خاصة خلال فصل الصيف. ضيوف الجزائر يتوافدون توافد ضيوف الجزائر من دول شقيقة وصديقة وهيئات ومنظمات دولية وإقليمية، أمس السبت على مدينة وهران، لحضور حفل افتتاح الطبعة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تحتضنها هذه المدينة من 25 يونيو إلى 6 يوليو. حل أمير دولة قطر الشقيقة، سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لحضور كضيف شرف، بدعوة من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مراسم افتتاح الدورة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط. وخص سمو أمير دولة قطر، لدى وصوله إلى مطار وهران الدولي أحمد بن بلة، باستقبال رسمي من قبل أخيه الرئيس تبون. كما حل بمطار وهران الدولي، نائب رئيس جمهورية تركيا، السيد فؤاد أقطاي، أين كان في استقباله، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة. و كان السيد لعمامرة قد استقبل أيضا، لدى وصولهما إلى وهران، كل من القبطانين حاكمي دولة «سان مارينو»، مارينو أوسكار مينا، والسيد باولو رونديلي. وبنفس المناسبة، استقبل لعمامرة الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، السفير كمال ناصر. كما حلت بوهران وزيرة الداخلية الايطالية، لوتشيانا لامورجيزي، التي كانت مرفقة بوزير لدى رئيس مجلس الوزراء مكلف بالرياضة، وكان في استقبالها بمطار أحمد بن بلة الدولي، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، السيد كمال بلجود. وفي نفس الإطار، وصل إلى وهران الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي، لحضور حفل افتتاح فعاليات هذا الحدث الرياضي.