يُسدل، اليوم، الستار على فعاليات الطبعة ال 19 للألعاب المتوسطية بوهران من 25 جوان إلى 6 جويلية 2022، والتي عرفت مشاركة رياضيي 26 بلدا تنافسوا فيما بينهم في 24 اختصاصا بين الجماعية والفردية تألّقت أسماء كانت متوقعة وأخرى صنعت المفاجأة، في أجواء تنافسية عالية المستوى أعطت الموعد نجاحا باهرا. البداية كانت من خلال حفل افتتاح مميّز أدهش العالم من خلال العروض التي احتضنها الملعب الأولمبي الجديد في وهران. شاركت الجزائر بثاني أكبر وفد رياضي يتكون من 522، من بينهم 193 رياضي و136 رياضية، أي بمجموع 329 رياضي تنافسوا مع نظرائهم من الحوض المتوسط. أبناء الجزائر كانوا في الموعد، وتمكنوا من قول كلمتهم في هذه الطبعة التي جرت تحت أنظار الجمهور الجزائري، الذي عايش الحدث منذ البداية، وكان حاضرا في كل المرافق الرياضية المعنية سواء الاختصاصات الفردية مثلما كان عليه الحال في كل من الكاراتي، الملاكمة، رفع الأثقال، الجيدو، وكذا الكرة الطائرة، كرة اليد، كرة القدم، ألعاب القوى وحتى الملاحة الشراعية شهدت تواجد مناصرين. الجمهور أعطى دفعا مميّزا للرّياضيّين الأمر الذي دفع العناصر الوطنية إلى تقديم كل ما لديها فوق الميدان والبساط من أجل إسعاد هذا الجمهور الرائع، الذي أكد أنه متعطش لمثل هذه المواعيد الرياضية الكُبرى، حيث كان بمثابة الدافع المعنوي والنتيجة كانت رقما قياسيا من الميداليات بداية من الكاراتي الذي تألق وفتح الشهية أمام بقية الرياضات بحصيلة 4 ذهبيات وفضيتين، ليأتي الدور على الفن النبيل أين حصدت الملاكمة الجزائرية 13 ميدالية من بينها 5 ذهبيات، 5 فضيات و3 برونزيات، من جهتها أمّ الألعاب أيضا كانت حاضرة وتمّكنت من الفوز بالمعدن النفيس، إضافة إلى الفضة والبرونز، المصارعة صنعت الإنجاز ودخلت التاريخ في المنافسة المتوسطية. السّباحة لم تتخلّف وافتكّت ميداليات لها وزنها بالنظر لقوّة المنافسة لأنّ الأوروبيين جاؤوا بالفرق الأولى، الجيدو حصد ذهبية وبرونزية. نتائج سمحت للجزائر بالتواجد في صدارة الترتيب العام خلال أول يومين من المنافسة ب 6 ذهبيات، لترتفع الحصيلة في اليوم ال 7 من المنافسة إلى 20 ذهبية كاملة و16 فضية و16 برونزية، أي بمجموع 52 ميدالية. تنافس انطلق يوم 24 جوان برياضة كرة الماء التي غابت عنها الجزائر، ليختتم بفعاليات السباحة يوم 5 جويلية، التي عرفت تألق عدد كبير من الأسماء التي كانت مُنتظرة وأخرى صنعت الحدث في سماء وهران. تحتل إيطاليا المركز الأول بمجموع 147 ميدالية من بينها 44 ذهبية، متبوعة بتركيا بمجموع 42 ذهبية، لكن الأمر البارز في هذه الطبعة تألق الجزائر وتواجدها مع أصحاب المقدمة بنتيجة تاريخية في الألعاب المتوسطية من خلال عدد الميداليات المحققة من طرف الرياضيين، والتي حافظت على المركز الرابع بمجموع 20 ذهبية هذه الحصيلة عشية اختتام المنافسات، ما يعتبر مؤشرا جد إيجابي بالنسبة للقائمين على الرياضة الجزائرية، خاصة الإتحاديات والمديريات الفنية لأنهم الأقرب من الرياضيين، وكانوا خلف البرنامج التحضيري الذي سبق الموعد المتوسطي من خلال التربصات التي أقيمت في الوطن وخارجه، والتي تكللت ثمارها بهذا النجاح، والذي يعطي دفعا لتحضير التظاهرات القادمة قارية، عالمية، وخاصة الحدث الأولمبي بباريس 2024 الذي يفصلنا عنه سنتين فقط، ما يعني أن وهران كانت محطة الانطلاق نحو مستقبل أفضل للرياضة الجزائرية بصفة عامة، خاصة بالنسبة للرياضيين الشباب الذين برزوا. تنظيم رائع بإشادة كل الوفود التي شاركت في الطبعة ال 19 للألعاب المتوسطية، وبتأكيد من رئيس اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية دافيد تيزانو، الذي كان حاضرا في كل المرافق وعايش الأجواء التي صنعها الجمهور الجزائري في مختلف المدرجات، الأمر الذي يعطي صورة جميلة عن الجزائر، ويؤكد نجاحها الكبير بعدما تم تجنيد طاقات شابة وهياكل بمعايير دولية. في الطبعة الماضية بتاراغونا 2018، حقّقنا المركز ال 15 بذهبيتين فقط من إنجاز كل من سحنون أسامة في السباحة وحسين دايخي في الكاراتي، ما يجعلنا نتفاءل كثيرا بعد القفزة الكبيرة للرياضيين في وهران التي كانت محطة لإعادة إشعال الأضواء على أغلب الرياضيات التي سبق للجزائر أن تألقت خلالها أولمبيا وعالميا في صورة الملاكمة، الكاراتي، العاب القوى وعديد التخصصات. من جهتها كرة السلة الشاطئية هي الأخرى كانت في الموعد، وحققت نتائج إيجابية بالرغم من قلة الخبرة والتجربة، بينما يبقى عمل كبير ينتظر بعض الرياضات على غرار كرة اليد، التي عانت الكثير نظرا للمشاكل التي طالت الاتحادية.