أعلن كبير مفاوضي إيران في المفاوضات النووية في فيينا علي باقري كني، أن بلاده استجابت للمقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي. قال إن إيران ردت على اقتراح جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران عام 2015 مع الدول الكبرى، وتسعى إلى اختتام سريع للمفاوضات. كما أضاف: «تبادلنا الأفكار التي اقترحناها سواء من حيث الجوهر أو الشكل لتمهيد الطريق للتوصل لنهاية سريعة لمفاوضات فيينا». وتابع «نحن كإيران على استعداد لاختتام المفاوضات في وقت قصير إذا كان الجانب الآخر مستعدا لفعل نفس الشيء». مسودّة تسوية وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قدم مسودة تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني، ودعا الأطراف المشاركة في محادثات فيينا إلى قبولها لتجنب «أزمة خطيرة». وزار جوزيب بوريل، طهران في 25 جوان للقاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. وأعلن المسؤولان وقتها استئناف المحادثات «في الأيام المقبلة» في فيينا. ويتناول الحل الوسط الذي قدمه بوريل «بالتفصيل» رفع العقوبات المفروضة على إيران، والتدابير النووية اللازمة لإحياء الاتفاق النووي الذي يعرف أيضاً بخطة العمل الشاملة المشتركة. كما كتب بوريل في مقال نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» أن النص «ليس اتفاقاً مثالياً»، لكنه «يمثل أفضل اتفاق أعتبره ممكناً، بصفتي وسيطا في المفاوضات». كما لفت إلى أن الحل المقترح «يتناول كل العناصر الأساسية، ويتضمن تسويات استحصلت عليها جميع الأطراف بصعوبة»، محذراً من أنه في حالة الرفض «فنحن نجازف بحدوث أزمة نووية خطيرة». اتفاق 2015 يذكر أن الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران وست دول (الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا)، أتاح رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحادياً منه في 2018، معيداً فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردت بعد نحو عام ببدء التراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها النووية الأساسية. وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق، مباحثات لإحيائه في أفريل 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولاياتالمتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي. وبالرغم من تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، فإن المباحثات علّقت في مارس الماضي مع تبقي نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم يتم المعنيون من ردم الهوة بشأنها بعد.