لا يزال العشرات من سكان قرية تيكبوشت التابعة إقليميا لبلدية حيزر، 15 كلم شرق عاصمة الولاية، يعانون في صمت منذ عدة عقود من الزمن، جراء غياب عدد من المشاريع التنموية الهامة وتأتي في مقدمتها المياه الصالحة للشرب، قنوات الصرف الصحي، البناء الريفي، تراكم النفايات وغيرها. مشاكل عديدة جعلت السكان القرية في حالة غضب واستياء بسبب تأخر الجهات المعنية لاحتوائها، الأمر الذي وقفت عليه «الشعب» خلال جولة قادتها إلى القرية والتقائها بالمواطنين بعد إلحاح كبير منهم، للتعبير عن عدد من الانشغالات والاهتمامات التي تخص ثاني أكبر قرية بالبلدية التي يقطن بها مايقارب 6ألاف نسمة. الماء الشّروب يدفع بالسّكان للخروج إلى الشارع «نريد الماء الشروب في منازلنا»، هكذا قابلنا بعض المواطنين ممن التقين بهم بالقرية، الذين عبّروا لنا عن تذمرهم واستيائهم الكبير بسبب غياب الماء الشروب في حنفيات منازلهم، حيث قال عمي «أحمد» في الستينيات من العمر، أن السكان يعيشون حالة العطش الحاد منذ سنوات عديدة، بسبب شح توزيع المياه وقلتها، حيث لا تصلهم إلا مرة واحدة مدة ساعتين خلال 25 يوما، معتبرا أن هذا الأمر غير مقبول منطقيا، خاصة وأن جل العائلات ذات العدد الكبير، فلا تكفيها قطرات الماء التي تخزنها في الدلاء والأواني. في حين قال آخر إنّهم يقومون بكراء صهاريج المياه بأثمان باهظة تتجاوز 1000دج للصهريج الواحد، والذي لا يكفي لمدة 3ايام، بينما عبر عن المعاناة القاسية على ضوء الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة خلال صيف هذه السنة، وأضاف أن سكان القرية قاموا بوقفتين احتجاجيتين للمطالبة بالماء الشروب قبل أيام، ووعدتهم السلطات الولائية بتسوية المشكل تدريجيا بعد الانتهاء من إنجاز بئر ارتوازي وتهيئة أخر موجود بقرية تقصرا. إعانات البناء الرّيفي مطلب ملح ألحّ السكان على ضرورة توفير إعانات البناء الريفي للتخلص من أزمة السكن التي يعاني منها أهل القرية، مشيرين إلى أنهم أودعوا الطلبات وقاموا بتسجيل أنفسهم لدى مصالح البلدية منذ سنوات، غير أنه مثل ما يقولون العملية تسير بخطى بطيئة جدا، موضحين أن هذه الصيغة من السكن هي المخرج الوحيد لهم، على ضوء عدم وجود جيوب عقارية تستطيع البلدية من خلالها بناء سكنات اجتماعية، حيث أن معظم الأراضي تابعة للخواص، ومن الصعب التنازل عنها لصالح البلدية وعلى هذا الأساس فإنه من الضروري زيادة عدد الإعنات المالية المخصصة للبناء الريفي، خاصة وأن أخر عملية في هذا الإطار كانت قبل 6 أشهر، والتي استفاد منها 27 مواطنا من مجموع 800 طلب مودع بمصالح البلدية.
إنجاز شبكة الصّرف الصحي ضروري من جهتهم، يشير السكان إلى مطلب آخر، يعانون منه منذ عقود من الزمن، والمتمثل في إنجاز شبكة للصرف الصحي، غير أنه يقول بعض من السكان أن هذا المشكل يتحمل مسؤوليته أهل القرية أيضا، بسبب تعنت البعض منهم ورفضهم مقترحات مصالح البلدية، لأجل تمرير قنوات الصرف الصحي على أرضه، حيث قال هؤلاء أن مصالح البلدية سعت مرارا لإنجاز المشروع، وخصصت له مبالغ مالية لتجسيده. غير أنّها اصطدمت برفض البعض من سكان القرية، لذلك لازال عالقة إلى حد الساعة، ما جعلهم يدفعون ضريبة ذلك، والمتمثلة في تفشي الأمراض والأوبئة كأمراض الحساسية والجلدية وغيرها، ناهيك على الانتشار الرهيب للحشرات السامة كالناموس والذباب والرسائل الكريهة المنبعثة من مجاري الصرف الصحي. ويلح شباب القرية الذين يلحون على توفير أماكن وفضاءات تنسيهم شبح البطالة، وعدم توفر مناصب الشغل، والمتمثلة أساسا في تهيئة الملعب الوحيد بالقرية، والذي تحول إلى مفرغة للنفايات مع إهمال واضع لقاعة تبديل الملابس التي تعرضت للتخريب، حيث عدد من هؤلاء الشباب أن الملعب يصلح لكل شيء إلا لممارسة كرة القدم، بسبب النفايات المنزلية التي غزته حيث تحول إلى مكب لها، وهذه الوضعية المزرية حرمت هؤلاء الشباب من ممارسة الرياضة المفضلة لديهم وهي كرة القدم، وقد استغل عدد منهم الفرصة لتوجيه نداء للسلطات المحلية للإلتفات والنظر إليهم والتكفل بانشغالهم الأساسي. وعلى ضوء جملة هذه المشاكل، تعمل مصالح البلدية على قدم وساق لاحتواء مشاكل القرية، وتأتي في مقدمة هذه الانشغال الخاص بتزويد القرية بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من مشروعين هامين، شرعت في عملية تجسيدهم على أرض الواقع قبل أيام، حسب تأكيدات نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية حيزر الذي التقينا به بمكتبه. أوضح أن القرية تعاني من شح توزيع الماء الشروب خاصة في الفترة الأخيرة، وهذا ما دفع بمصالح البلدية إلى التدخل العاجل عن طريق إنجاز بئر ارتوازي بعمق 120متر وتهيئة بئر آخر بنفس العمق، للتقليل من حدة أزمة العطش الحادة التي يتخبّط فيها السكان، مشيرا إلى أن مشروع التهيئة سيدخل حيز الخدمة في غضون 10 أيام، والأشغال به تجري على قدم وساق.