تعتبر قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي ذات أهمية خاصة في البعد الكفاحي والوطني والاجتماعي والسياسي والقانوني والانساني والاخلاقي وذلك بالنظر لعدالة القضية الفلسطينية في الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي، وهذا الصراع لا يمكن أن يظهر عدالة القضية وابعادها الاقليمية والدولية إلا من خلال آليات عمل إعلامية تتبنى عدالة القضية وتقوم بمهام النشر والتأثير في صناعة الرأي العام وهذا ما نلمسه بشكل جدي وحقيقي مما تقوم به الصحافة الجزائرية في مواقفها القومية المناصرة لا بل المتبنية لقضايا فلسطين عامة وقضايا الأسرى بشكل خاص. تخصيص الصحافة الجزائرية لمساحات واسعة في صفحاتها لقضية الأسرى والأسيرات ما هو الا تعبير حقيقي من انتصار الجزائرلفلسطين ظالمة أو مظلومة، وإن دور الصحافة الجزائرية المتميز والريادي يستحق التقدير والاحترام من كل أحرار العالم ونتطلّع لأن يلتحق به الكتاب والصحفيون العرب لما لذلك من تعزيز للصمود وإظهار للحقوق الفلسطينية. عندما تتناول الصحف الجزائرية لهموم وقضايا الأسرى فهي تسلّط الأضواء على المعاناة الانسانية لذوي وابناء الاسرى نتيجة الحرمان من الزيارات واحتضان الاطفال وكذلك إظهار سياسة القتل البطيء بالإهمال الطبي لمئات الأسرى المرضى بما يتناقض مع القوانين الانسانية وذلك عدا عن تناول سياسية ومنهجية التعذيب الجسدي والنفسي المحرم والممنوع دوليا بالاستناد لاتفاقية مناهضة التعذيب ولعلّ إبراز الصحافة الجزائرية للاضرابات عن الطعام عامة وضد الاعتقال الاداري خاصة من شأنه إعادة تسليط الأضواء على عنصرية وعنجهية الاحتلال في التعسف بممارسة الاعتقال الاداري. بكل تأكيد عندما ننظر لما تنشره الصحافة الجزائرية لمختلف جوانب قضايا الأسرى والاسيرات فإننا نرى وراء كل قضية مأساة وبطولة، ألم وفرح، قيود وسلاسل ورغبة وتتطلّع نحو الانعتاق والحرية، كيف لا والجزائر بلد الكفاح الوطني ضد الاستعمار وبلد مليون ونصف مليون شهيد، وليس غريبا على هذا الشعب والبلد الشقيق أن يكونوا الرافعة والطليعة الأولى في الدفاع عن شرعية كفاح الحركة الأسيرة الفلسطينية بما يعنيه ذلك من التصدي ودحض لرواية الاحتلال والولايات المتحدةالامريكية، حيث يحاولون الترويج لوصم النضال الفلسطيني بالاجرام والارهاب والتعامل مع الأسرى بذلك المفهوم. إن تكثيف الجهود الاعلامية على المستوى القومي والاقليمي والدولي والذي نعتبر فيه الصحافة الجزائرية كطليعة متميزة في ذلك إنما من شأنه توفير الحاضنة القومية الاعلامية والسياسية والشعبية للحقوق الوطنية الفلسطينية والابقاء على قضية الأسرى ذات أولوية في الاهتمام العام باعتبارهم أسرى حرية ومقاومين من أجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير.