الشروع في تعويض المتضررّين الأسبوع المقبل خلف رماد كل نار يطفئها أبناء هذا الوطن تراهم يرسمون صورا ويجسدون المعنى الحقيقي للأمة ذات الجسد الواحد إذا اشتكى منها عضو تداعى له باقي الأعضاء بالسهر والحمى، فبعد ملحمة التضامن مع تيزي وزو العام الماضي، ها هي تيزي وزو الجريحة من نار أوت 2021 تضمد جرحى حرائق الشرق الجزائري في السنة الموالية رفقة عديد ولايات الوطن الواحد، فقوافل التضامن هبّت من كل الجهات للتخفيف عن ما أصاب ولاياتي الطارف وسوق أهراس ومناطق أخرى، فلم يتردد الجزائريون كعادتهم في التبرع بما يحتاجه المتضررون من الحرائق الأخيرة. عبر نداءات وقصص رُوّج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعية "الافتراضية" صنع الجزائريون واقعا جميلا في التضامن والتآزر لحظة الأزمة، فالعديد من الصفحات عبر الموقع الأزرق دعت للتجند والتعريف بقصص ضحايا الحرائق الأخيرة بالشرق الجزائري، ليعلن الكثير عن استعدادهم للتبرع والتواصل مع المصابين في أهلهم وأموالهم خصوصا من العائلات البسيطة المقبلة على مناسبات اجتماعية كالزواج أو مشاريع فلاحية. وبالرغم من إعلان الحكومة التكفل التام بجميع ضحايا الحرائق الأخيرة، إلا أن هذا لم يمنع أبناء الوطن في الجود على من كانوا بالأمس سباقين لكل مبادرة تضامنية لفائدة أبناء الوطن، ومن عنابة بادرت عديد الجمعيات والمجموعات الناشطة في المجال الخيري والتطوعي، إلى تقديم يد المساعدة للمتضررين عبر تنظيم مجموعة من القوافل التي تضم عديد المستلزمات الضرورية. ومن تيزي وزو، أعلن عن انطلاق قافلة مساعدات من مقر الولاية والأربعاء ناث إيراثن وفريحة وعين الحمام لفائدة ضحايا حرائق ولايتي سوق أهراس والطارف، وذلك بمبادرة من جمعيات إنسانية ومهنية مختلفة، ومن مستغانم انطلقت قافلة تضامنية باتجاه ولايتي الطارف وسوق أهراس تشمل مساعدات لفائدة العائلات المتضررة جراء حرائق الغابات الأخيرة، وقال بيان لخلية الإعلام والاتصال للولاية أن القافلة تتضمن ما يفوق 60 طنا من المواد الغذائية والأفرشة والأغطية والمواد الصيدلانية والطبية المحملة على عدة شاحنات مقطورة. انطلقت، بداية هذا الأسبوع، من قسنطينة عدة قوافل تضامنية محملة بمساعدات إنسانية نحو ولايتي الطارف وسوق أهراس اللتين مستهما حرائق الغابات الأسبوع الماضي، وذلك بمبادرة من الحركة الجمعوية المحلية. ويتعلق الأمر بعدة قوافل محملة على الخصوص بمواد صيدلانية ومنتجات غذائية ذات الاستهلاك الواسع وبطانيات وأفرشة، بالإضافة إلى ألبسة، وذلك في إطار مبادرة قامت بها جمعيات محلية ومواطنين بهدف مساعدة سكان المناطق المنكوبة. ومن جهة أخرى، شدد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، السيد كمال بلجود، اليوم الاثنين، على ضرورة الانتهاء من ضبط الخسائر الناتجة عن الحرائق التي عرفتها بعض ولايات الوطن حتى يتم مباشرة عمليات التعويض، بحسب ما أفاد به بيان للوزارة. وجاء في البيان "خلال ترؤسه اجتماعا تنسيقيا عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، جمعه بالولاة، عاد وزير الداخلية إلى حصيلة الحرائق التي عرفتها بعض ولايات الوطن"، حيث شدّد على "ضرورة الانتهاء من ضبط الخسائر بكل أنواعها حتى يتم مباشرة عمليات التعويض، مع الإبقاء على مستوى عال من التأهب واليقظة". وأضاف البيان أنه ومن أجل الوقاية من الأخطار الكبرى، نوّه الوزير ب "إلزامية مواصلة حملات النظافة الواسعة للمحيط والوديان والتكفل بالنقاط السوداء، بالتعاون مع مختلف المصالح، تجنبا لآثار التقلبات الجوية والفيضانات الموسمية المحتملة، لا سيما خلال هذه الفترة".