أدانت حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أمس، الاشتباكات المسلحة بمناطق مدنية في العاصمة طرابلس، في حين دعت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا إلى خفض التصعيد، كما سجلت واشنطن قلقها إثر تجدد الاشتباكات وطالبت بتعيين مبعوث أممي جديد دون تأخير. شهدت العاصمة الليبية أمس يوما عصيبا بفعل المواجهات المسلّحة التي اندلعت منذ الفجر بين قوتين تابعتين لكل من المجلس الرئاسي ورئاسة أركان الجيش، أسفرت عن مقتل الفنان الكوميدي مصطفى بركة. ووفق مراسلين، جرت الاشتباكات في عدة مناطق بالعاصمة بين مجموعة تابعة «للواء 777» (رئاسة الأركان)، وأخرى تابعة لجهاز دعم الاستقرار (المجلس الرئاسي). وأدانت حكومة الوحدة في بيان: «ما يشهده وسط مدينة طرابلس من اشتباكات عنيفة في أحياء مكتظة بالسكان والمدنيين»، معتبرةً ذلك «غدر وخيانة للمفاوضات التي تخوضها للذهاب إلى انتخابات كحلّ للأزمة السياسية». واستطردت: «جلسة التفاوض الثالثة التي كان من المفترض أن تعقد الجمعة في مدينة مصراتة لمناقشة تفاصيل الاتفاق، أُلغيت وبشكل مفاجئ بالتزامن مع التصعيدات العسكرية في طرابلس ومحيطها». واتهم البيان، حكومة باشاغا «بالتهرّب في آخر لحظة، بعد أن كانت هناك مؤشرات إيجابية نحو الحل السلمي بدلًا من العنف والفوضى». دعوات لخفض التصعيد أمام هذه التطوّرات الخطيرة التي تنذر بعودة ليبيا إلى مربّع الحرب، دعت بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا إلى خفض التصعيد، كما سجلت واشنطن قلقها إثر تجدد الاشتباكات في العاصمة طرابلس، مع استمرار التجاذبات بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا. وقالت البعثة الأممية إنها تتابع «بقلق بالغ حشد القوات المتواصل والتهديد باللجوء إلى القوة لتسوية مزاعم الشرعية»، مجددة التأكيد على أن أي استخدام للقوة غير مقبول. من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، في بيان، بشأن ليبيا، إن الولاياتالمتحدة تشعر بقلق عميق من تجدد التهديدات بمواجهة عنيفة في طرابلس. ودعا إلى وقف التصعيد من قبل جميع الأطراف الليبية على الفور، كما دعا من قال إنهم يخاطرون بالانجرار إلى العنف لإلقاء أسلحتهم، حاثا قادة ليبيا على إعادة الالتزام دون تأخير بتحديد أساس دستوري للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن عدم الاستقرار المستمر يعد تذكيرا بالحاجة الملحة لتعيين ممثل أممي خاص في ليبيا لاستئناف جهود الوساطة. وتثير هذه الإشتباكات مخاوف من تحولها إلى حرب في ظل التحشيد المسلح المستمر في طرابلس من قبل قوات مؤيدة للحكومتين، ففي 16 ماي الماضي، وقعت اشتباكات مسلحة بينها عقب دخول باشاغا، للعاصمة آنذاك قبل الانسحاب منها. وتصاعد التوتر بين الفصائل المسلحة الموالية للقادة المتنافسين في الأشهر الأخيرة في طرابلس. وفي 22 جويلية، أودت المعارك بحياة 16 شخصاً وتسببت في جرح نحو خمسين آخرين. وقالت الأممالمتحدة الثلاثاء إنها «قلقة جدا» من «التعبئة العسكرية» ودعت إلى «وقف فوري للتصعيد».