أسفرت نتائج الطبعة الأولى لمسابقة «خطيب المحروسة الصغير»، التي نظّمها مجلس «اقرأ والتعليم المسجدي» للجزائر العاصمة، التابع لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للإمام، عن فوز الطفل منصف معروف الحافظ لربع القرآن الكريم، حيث أثبت على غرار أصحاب الأعمال المقبولة الستة، إتقانه فن الخطابة لاسيما براعته في الإلقاء التي أقنع بها لجنة التحكيم، ناهيك الحضور الذي استحسن جهود القائمين على المبادرة واصفين إياها ب «المبادرة النموذج». افتك الطفل منصف معروف عن جدارة واستحقاق المرتبة الأولى في مسابقة «خطيب المحروسة الصغير» في طبعتها الأولى، من بين 36 مشاركا، ويعتبر الأخير واحدا من المترشحين الستة الذين تم اختيار أعمالهم على أساس استيفائها شروط المسابقة كاملة، حسب ما جاء في الملاحظات والنصائح القيمة للجنة التحكيم عقب المسابقة، لاسيما خلال مرحلة الانتقاء التي تخللتها عملية فرز الفيديوهات المسجلة التي لم تتجاوز 07 دقائق. وبالمناسبة، أشاد منصف معروف صاحب اللقب في مسابقة خطيب المحروسة الصغير، بالمبادرة القيمة التي تزامنت مراسيمها على هامش الاحتفاء باليوم الوطني للإمام. الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون العام المنصرم، خلال افتتاح الملتقى الوطني 19 للشيخ سيدي الحاج محمد بن لكبير بعنوان «الإمام ..رسالة دينية وقيمة وطنية»، بولاية أدرار، حيث قال: «هي تجربة رائعة ومفيدة بفضل ما استمعت إليه لخطب عديدة للمشايخ، فتوضّحت لي الصورة لخطب الأئمة التي كنت أحضرها في المسجد، وفهمت أن الخطابة هي وسيلة للدعوة إلى الله عز وجل». وفي ذات الصدد، ذكر عضو لجنة تحكيم مسابقة خطيب المحروسة الصغير كمال تواتي قائلا: «لاحظنا اجتهادا كبيرا من طرف الأسر والأولياء لتقديم هؤلاء البراعم إلى المتابعين والمشاهدين أمام المنبر، من أجل التحدث في موضوع معين مع مراعاة الأسلوب في الخطابة وطريقة الالقاء الذي تعاقب عليه أصحاب الست فيديوهات التي استوفت أعمالهم كافة شروط المسابقة من جهة، ومن أخرى مراعاة اللباس اللائق اقتداء بجمالية الهندام عند خطيب الجمعة». ومن جهته اعتبر مدير الشؤون والأوقاف لولاية الجزائر زهير بوذراع في تصريحه، أن هذا النشاط هو تكملة للنشاطات المنظمة بمناسبة اليوم الوطني للإمام، مؤكدا أن هذا اليوم هو بمثابة التواصل بين الأجيال «بين أبنائنا وبين السادة الأئمة لمواصلة غرس معاني الفضيلة والأخلاق والتوجيه والوعي والإرشاد». للإشارة، منصف معروف ذو 10 سنوات فصيح اللسان، متفوق في الدراسة، فعلى غرار بروز موهبته في المسرح والتقديم أمام الجمهور، له مواهب أخرى مثل كتابة الشعر وإلقائه، كما في جعبته كم هائل من الخواطر عن فلسطين، هو حصاد تشجيع أسرته وعلى رأسها الوالدين، وهو واحد من بين آلاف بل ملايين أطفال الجزائر أصحاب المواهب، والذين ينبغي مرافقتهم ودعمهم من أجل استكمال مسيرة بناء أواصر الجزائر الجديدة.