دورات تكوينية وورشات لإنشاء مؤسّسات مختصّة في المجال اختتمت فعاليات صالون التجارة والخدمات الالكترونية، بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، وسط إقبال كبير للزوار من مختلف الشرائح، خاصة الطلبة الراغبين في إنشاء مشاريع رقمية والتجار التقليدين، الذين يريدون الانطلاق من التجارة التقليدية إلى الإلكترونية. أكّد روّاد التجارة الإلكترونية الذين التقوا في الطبعة الأولى لصالون الخدمات والتجارة الالكترونية، المنظّم تحت رعاية وزارة التجارة وترقية الصادرات، والوزارة المنتدبة المكلفة باقتصاد المعرفة والشركات الناشئة والمؤسسات المصغرة، أنّ التجارة الالكترونية تؤدّي دورا في التنمية الاقتصادية، وأنّ الصالون يمثل نقطة التقاء الناشطين في مجال الرقمنة والخدمات عبر الانترنت. البيئة العامّة مساعدة أجمع المشاركون في صالون الخدمات والتجارة الالكترونية، أنّ البيئة العامة مساعدة على مزاولة أنشطة التجارة الإلكترونية، ينقصها القوانين التشريعية التي تضمن حقوق مستخدميها، وتتمثل في توفير مجموعة من العناصر لضمان الاستمرارية، تتعلق باعتماد شبكة معلوماتية متطورة، والنزاهة في تطبيق القوانين، الدخول في شراكة مع مؤسسات ناشطة في المجال لضمان الوصول إلى الهدف، والنظام المالي المعتمد الذي يعتبر من أهم عناصر نجاح هذه التجارة. الملاحظ خلال جولتنا بين أجنحة المعرض، أن التوجه أصبح رقميا من قبل جميع الشرائح سواء مواطنين، تجار أو طلبة، ما يؤكّد أنّ الذهنيات تغيرت وأصبحت التجارة الإلكترونية تستهوي الكثيرين، خاصة الباعة الذين وجدوا أنفسهم خلال جائحة كورونا يمتهنون هذا النوع من التجارة دون علمهم، بالإضافة إلى الطلبة الراغبين في إنشاء مشاريع رقمية، حيث كان الصالون فرصة لتقديم الشروحات حول كيفية دخول هذا المجال. أكّد بعض المتعاملين، أنّ التجارة الإلكترونية للسلع والخدمات ازدهرت في بلادنا، ما دفع الكثير من المستهلكين إلى الاعتماد على المنصات الرقمية من أجل التسوق عبر الإنترنت، ما يؤكد فرضية توسيع رقعة الاستثمار في هذا القطاع، الذي يعززه الاهتمام بالتكنولوجيا، والتحول نحو رقمنة المشاريع التجارية. أوضح النّاشطون في المجال، أن هذا النوع من التجارة ازدهر وتطوّر في غضون السنتين الماضيتين بسبب جائحة كورونا، إلا أن السوق ما زال في بداياته، ويمكن الاستثمار فيه من أجل تحقيق مداخيل كبيرة تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، لكن هذا بدوره يحتاج إلى توحيد الجهود وتحفيز القطاع للنهوض بالتجارة الإلكترونية، وإعطائها البعد الاحترافي الذي تطمح إليه السلطات. تطرّق أصحاب المؤسسات خلال اختتام فعاليات الصالون، إلى الإطار القانوني لنشاط هذه المؤسسات، وكيفية إنشاء شركات مختصة في التجارة الالكترونية، بالإضافة إلى مرافقة الشركات الناشئة في هذا المجال من خلال حضور خبراء مختصين في التجارة الالكترونية والخدمات عبر الانترنت، على غرار شركتي «ايكوزنات» و»زيمو» للتجارة الإلكترونية، وغيرها من المؤسسات الرائدة في المجال. تفعيل التّحوّل الرّقمي «الشعب» زارت أجنحة الصالون، واقتربت من بعض ممثلي الشركات، بينهم مسؤول العلاقات العامة بشركة «ايكوزنات»، المتعامل في خدمات الوصول إلى الانترنيت والحلول السحابية، التي تمكن الشركات التي ترغب في إجراء التحول الرقمي، أن تستفيد من خدماتها من خلال مركز حفظ البيانات التي تمتلكها. وتساعد الشركة من خلال خبرتها التي تفوق عشرين سنة في المجال، التجار الذين يقومون بالبيع الإلكتروني، الذين يرغبون في إضفاء الطابع الاحترافي على أعمالهم، من خلال مختلف حلول الاستضافة والتعاون السحابي، مثل استضافة التجارة الإلكترونية بالإضافة إلى التجارة الإلكترونية، حزمة الأدوات، كما أنها تساعد الشركات الكبيرة والصغيرة على تنويع قنواتها التجارية، ودعمها في هذه الخطوة الحاسمة. تعمل أيضا على مرافقة المتعاملين الاقتصاديين من أجل تفعيل تحولهم الرقمي، وبالتالي تنويع قنواتهم التجارية، من خلال الالتقاء بشركاء موثوق فيهم يساعدونهم في تطوير مشروعهم، وهذا من خلال خدمة الوصول إلى الانترنيت العالية التدفق، حلول الاتصالات الموحّدة، الأمن السيبراني والخدمات السحابية مع مراكز البيانات الموجودة في الجزائر. ورافقت الشركة بعض الشباب خلال المعرض لتعريفهم بالفريق المتعدد التخصصات، الذي ساهم في إنجاح المؤسسة التي تطمح إلى جلب المزيد من المنخرطين وتنويع خدماتها أكثر، من خلال إقامة علاقات اقتصادية مع مختلف الفاعلين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المستويين الوطني والدولي. وعن إقبال الزوار، قال ضياح محمد إلياس إن الصالون كان ناجحا من حيث الإقبال، لاسيما وأنها الطبعة الأولى لهذا النوع من المعاملات التجارية، تمّ من خلالها توقيع اتفاقيات وشراكات تسمح بتوسيع وازدهار هذه التجارة مستقبلا، كما أنها فرصة لتطوير القطاع التجاري الرقمي، وتسهيل الحصول على الموارد والتمويل اللازم للاستثمار في هذا المجال. المشاريع الرّقمية تستقطب الطّلبة من جهتها، أكّدت مديرة العلاقات التجارية بشركة «زيمو» للتجارة الإلكترونية في تصريح ل «الشعب»، أن الصالون شهد توافدا كبيرا للطلبة الراغبين في دخول مجال التجارة الإلكترونية، حيث تحصّلوا على شروحات حول هذا النوع من التجارة خاصة ما تعلق بشروطها، على غرار السرعة الممثلة في منصات التجارة الإلكترونية، والتي يكون من السهل تنفيذها، سهولة الاستخدام، يجب أن تكون التجارة الإلكترونية سهلة على العملاء للتنقل، الدمج في التقنيات لتقليل المصاريف، وكذا دمج تقنياتها القديمة في المنصة لخفض التكاليف، التأمين والحماية. وتتمثل خدمات مجمّع «زيمو» للتجارة الإلكترونية في التوصيل، جمع البريد، التخزين والتوزيع، الأرضية الرقمية، التسويق الالكتروني، مركز الاتصال والتواصل، وجمع الأموال وغيرها من الخدمات التي ترافق صاحب الشركة الراغب في اعتماد التجارة الإلكترونية. أوّل منصّة لتأجير العقارات بدورها ممثّلة منصّة «كريلو» المختصة في إيجار الشقق، والتي تنشط منذ أكثر من 6 أشهر، أكّدت أنّ هذا التطبيق استقطب الكثير من المواطنين الراغبين في استئجار سكنات من خلالهم، حيث تعمل الشركة عن طريق مختصين، ومن خلال تطبيق سهل الاستخدام يربط بأكثر من 30000 مستخدم يبحث عن منازل، كما تسمح للمالك بإيجار منزله أو عقارات دون دفع أي اشتراك للتطبيق. من جهته، يستفيد المستأجر من خلال هذا التطبيق سهل الاستخدام من الاطلاع على عدد كبير من الشقق المنتقاة بعناية، الإيجار بأفضل الأسعار وبدون دفع أي اشتراك للتطبيق، هذا بالإضافة إلى وضعه في قائمة الطلبات الخاصة في حال وجود طلبه، حيث استقطبت الشركة عددا كبيرا من زوار المعرض، الذين استفسروا عن طريقة تحميل التطبيق والمناطق المتواجدة بها. بدوره قال أحد زوار المعرض في تصريح ل «الشعب»، إنها تجربة فريدة تسمح بالاختيار المناسب من الشقق، الاستوديوهات، الفيلات والمنازل وحتى الإقامة المشتركة، مؤكدا أنه سبق وأن استعمل التطبيق في البحث عن منزل، لكنه لم يكن يعلم بالإضافة المدرجة على مستوى المنصة، خاصة ما تعلق بالدردشة مع مالك المنزل للحصول على مزيد من المعلومات حول الشقة. نقلة نوعية في الخدمات الرّقمية الملاحظ في الطبعة الأولى للصالون الخدمات المغرية المقدمة من مختلف الناشطين في المجال، وحتى أصحاب الشركات الناشئة والبنوك التي طوّرت منصاتها الرقمية من خلال إصدار تطبيقات جديدة لصالح المواطنين، حيث تعرّف المواطن من خلال إيجار السلام، خاصة المختصين في مجال الصحة على التطبيق الخاص الذي يسمح بشراء معدات طبية وسيارة نفعية. الاستفادة من خصائص السلام إيجار «ليزمد» من خلال تحميل الوثائق المطلوبة من الموقع الإلكتروني من أجل اختيار العتاد والموارد، لتتكفل فيما بعد بالبقية ويصبح صاحب الطلب مستأجرا، مع إمكانية امتلاك العتاد عند نهاية مدة الايجار مقابل قيمة رمزية، هي تطبيقات جديدة تساهم في تحسين الخدمات، وفتح آمال جديدة للكثير من المواطنين. هادف: التّجارة الإلكترونية أحد روافد مشروع التّحوّل الرّقمي أكّد الخبير في الرقمنة عبد الرحمان هادف، أن صالون التجارة الرقمية مهم في هذه المرحلة، تندرج ضمن مسار مواكبة التطورات الحاصلة في مجال التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، بالإضافة إلى كونه فرصة لوضع رؤية لتطوير هذا النشاط، الذي مازال متأخرا بالرغم من وجود شركات كبرى تمارس التسويق الالكتروني منذ سنوات. وشدّد الخبير على تطوير اللوجستيك يعني النقل التخزين، التعليب والتوريد، وهي عناصر أساسية لتحسين مستوى التجارة الإلكترونية في بلادنا، لاسيما وأنّ كبريات الشركات العالمية يقاس نجاحها بمدى تحكمها في تطوير قطاع اللوجستيك، مشيرا إلى أن الوقت حان أيضا لاستغلال الكفاءات، لأن هذا النشاط عرف تحولات وتغيرات كبيرة تتطلب أن تكون في نفس مستوى البرمجيات المعمول به عالميا. وخلص الخبير في الرقمنة عبد الرحمان هادف، أن الطبعة الأولى لصالون الخدمات والتجارة الالكترونية جاءت لتقييم مستوى تقدم هذا النشاط وآفاق تطوره، خاصة وأن هذه الأخيرة أصبحت وسيلة جديدة لتحقيق النمو الاقتصادي في بلادنا.