توّج الكاتب الجزائري يوسف بعلوج بجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم المنظمة بإمارة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة في دورتها 39، وهذا بعد أن حقّق المركز الثاني في فرع الكتابة المسرحية عن نصّه الموجّه للكبار «التمثال». ليس هذا أول تتويج للكاتب يوسف بعلوج، في مجال أدب الطفل، حيث سبق وفاز بجوائز عديدة بعدة دول هي الجزائر، العراق، الإمارات، قطر وفلسطين. أعمال متنوعة بين القصة والمسرح ساهمت في تكريس اسمه في هذا المجال. وعن هذا التتويج، وفي تصريح ل «الشعب» قال: «سعيد بتحقيق التتويج السادس لي في مجال الكتابة المسرحية، جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم هي أعرق جائزة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد تكون الأقدم بين الجوائز المستمرة في العالم العربي، فهي تنظم للعام 39 على التوالي دون انقطاع. تتويجي في مجال النص المسرحي إضافة إلى مساري الإبداعي الذي لعبت الجوائز الأدبية ولا تزال دورا هاما فيه. 14 جائزة حققتها في 10 سنوات، وهذا رقم إن أردت له أن يختصر انطباعا عني فهو الجدية التامة التي أتعامل بها مع الكتابة عموما، والتأليف المسرحي على وجه الخصوص». وأشار الفائز في السياق ذاته، إلى أن نص «التمثال» هو مثل بقية نصوصه، بدأ بفكرة تبلورت إلى مسودة أولى، ثم مرت على عدد كبير من المراجعات على فترات متباعدة كافية للخوض في النص من جديد بعين الغريب الناقدة المتفحصة الباحثة عن مكامن الضعف التي تستوجب الإصلاح. وقد أنهى النسخة الأولى لهذا العمل عام 2018 بعد سنوات من الصعوبات التقنية التي واجهها منذ بداية العمل عليه عام 2012، وأضاف بأنه كان سعيدا جدا وقتها لأنه تمكّن على الأقل من تجاوز المصاعب التقنية التي استعصت عليه وقتا طويلا. ونوّه بعلوج إلى أن النسخة الأولى كانت عامرة بالثغرات الفنية التي تستدعي التنقيح، وهو ما استطاع العمل عليه العام الماضي، حيث وصل إلى نسخة أفضل بكثير من ناحية ضبط الأحداث وتقسيم المشاهد، والكثير من التفاصيل الأخرى التي صنعت فارقا كبيرا بالنسبة له. أما عن موضوع النص، قال المتوج بالجائزة «النص يتطرّق إلى شخصية «مدني ولد المحروم» وهو مواطن بسيط لا يتنبّه أحد إلى وجوده في مطحنة الدنيا، لكنه يتحول في وقت تجاذبات المصالح إلى أولوية في حرب استمالة بين ثلاث شخصيات رئيسية تمثل استغلال سلطات المال والسياسة والدين بشكل تعسفي. سنوات من التهميش وتغييب العقل الممنهج تسقط فجأة ليجد نفسه في مواجهة صريحة مع مسلّمات لم يجرؤ يوما على مساءلتها، «لا أحاول أن أفلسف الأمور كثيرا وأسوق فكرة خاطئة عن رمزية النص، أظن أني على العكس من سعي البعض للتورية والترميز، عولت على المكاشفة والعلاج بالصدمة، وهذا ما أتمنى أن يكون النص قد حقّقه». يجدر بالذكر أنّ جائزة «علاء الجابر للإبداع المسرحي» في فرع نصوص الأطفال المنظمة في مصر، قد أعلنت قبل أيام قليلة عن ترشيح الكاتب يوسف بعلوج للفوز بالجائزة، حيث تأهّل نصّه «تحدّي الصّداقة» لقائمة أفضل 10 نصوص في المسابقة، ومن المرتقب أن تعلن النتائج النهائية للمسابقة نهاية شهر أكتوبر الحالي.