السماح بتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة في مداخلة له بمناسبة إحياء يوم الأممالمتحدة، صرح لعمامرة قائلا: «على غرار كل الأمم المحبة للسلام والمتمسكة بالقيم والمبادئ المتضمنة في ميثاق منظمة الأممالمتحدة، تحيي الجزائر هذا العام يوم الأممالمتحدة الذي شهد، قبل 77 سنة، بداية مرحلة مفصلية في التاريخ المعاصر. كما أن هذا الاحتفال يأتي في ظرف موات بالنسبة للجزائر كونه يتزامن مع التاريخ المزدوج الرمزي للذكرى الستين لاستقلالها وانضمامها إلى الأممالمتحدة كدولة عضو». في نفس الشأن، قال لعمامرة إن البشرية تحتفل «بهذا اليوم المرجعي في ظرف عالمي متوتر يضع مبادئ وقيم هذه المنظمة العالمية على المحك مضيفا أن هذا الظرف الدولي الحساس يستدعي توحيد الجهود وتعزيز التضامن والتعاون بين جميع الدول لاستعادة السلام والاستقرار في العالم والقضاء على الفقر والحد من الفوارق والسماح بتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة». وبهذه المناسبة، أكد الوزير أن «الجزائر تجدد تمسكها بالدور المحوري للأمم المتحدة وبتعددية الأطراف كمنتدى لتنسيق رؤى وتطلعات الدول الأعضاء التي تطمح إلى إقامة نظام دولي عادل ومنصف يسمح للجميع بالعيش في سلام وفي رفاهية مشتركة». كما أضاف قائلا «وفاء لهذه المقاربة، تحافظ الجزائر على تعاون مثالي مع منظومة الأممالمتحدة من خلال أعمال متعددة الأبعاد تهدف إلى تعزيز مساهمتها أكثر في الحفاظ على السلام والأمن وحماية حقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة». في هذا الإطار، ذكر لعمامرة بأن «التزام الجزائر وعملها» قد توجا هذه السنة بانتخابها عضوا في مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2023-2025 مما يشكل اعترافا من المجتمع الدولي بدورها في حماية وترقية حقوق الإنسان والحقوق الأساسية «. ويرى رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن «الانضمام إلى هذه الهيئة الأممية المهمة سيمكن الجزائر من مضاعفة الجهود في هذا المجال وترك بصمة قناعاتها والتزاماتها ضمن الجهود الواجب بذلها بغية تحقيق تقدم معتبر في مجال ضمان حقوق الإنسان لصالح جميع الشعوب». وأضاف أن «تطلع الجزائر للانضمام إلى مجلس الأمن كعضو غير دائم للعهدة 2023-2024 يترجم طموحها في المساهمة في العمل العالمي من أجل السلام، من خلال تركيز الجهود على ترقية الحلول السلمية وتعزيز مبادئ عدم الانحياز وإعادة بعث نظام تعددية الأطراف». وتتميز هذه السنة كذلك «باستضافة القمة 31 لجامعة الدول العربية يومي 1 و2 نوفمبر 2022. وستوفر الجزائر لرؤساء الدول والحكومات العربية وقادة الدول والمؤسسات الدولية والإقليمية أرضية لإعطاء فرصة أخرى للدبلوماسية والسلام في تسوية النزاعات التي تعرض الأشخاص للخطر وتهدد رفاهية الجميع «. وفي هذا الصدد، أكد لعمامرة أن القمة العربية «ستعطي فرصة فريدة لتعبئة الجهود والنوايا الحسنة لكافة الأطراف الفاعلة قصد تعزيز التضامن العربي بشأن القضايا الجوهرية وبلورة رؤية مشتركة من أجل وضع منطقتنا في منأى عن التوترات وتوفير مستقبل واعد للشباب العربي». واعتبر الوزير أن هذه القمة ستكون كذلك «فرصة لتجديد انضمام وتمسك الجميع بمبادرة السلام العربية وبالحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس»، مضيفا أن «الأمر سيتعلق كذلك بتعزيز مسار التسوية السلمية للأزمات في الدول العربية، لاسيما في ليبيا وسوريا واليمن، وذلك للحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضي هذه الدول الشقيقة». وقال لعمامرة إن «مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في هذه القمة من شأنها تعزيز العمل العربي المشترك والتعاون المثمر بين الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية حول المسائل المدرجة في جدول أعمال المنظمتين». وخلص الوزير إلى القول بأن «الجزائر، سنة 2022، ستمنح فرصة ثمينة للمجتمع الدولي للاستلهام من التراث التاريخي لإحدى الشعوب التي أعطت نضالاتها وتضحياتها معنى حقيقيا لوجود الأممالمتحدة. وتبقى الجزائر، في عيد الأممالمتحدة هذا، شعلة لإنسانية حية تتجاوز وضعا مضطربا وخطيرا للتصالح مع نفسها والمحافظة على تمسكها بهذا البيت المشترك لكافة الشعوب كملجإ دائم لأملهم في مستقبل أفضل». لعمامرة يتحادث مع رئيس الأساقفة بحاضرة الفاتيكان تحادث وزير الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، رمطان لعمامرة، يوم الثلاثاء بالجزائر، مع رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، الكاتب المكلف بالعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية بحاضرة الفاتيكان. أكد لعمامرة في تصريح للصحافة، أن زيارة بول ريشار غالاغر تصادف الاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر ودولة الفاتيكان، مشيرا إلى «تطلع الطرفين إلى المزيد من التشاور والتعاون والحوار والتفاهم». وأضاف، في ذات السياق، أن الجزائر «تعتز» بتوافق الرؤى مع الفاتيكان حول العديد من القضايا الدولية التي تمتد إلى القضايا المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتطوير العلاقات الدولية. كما أبرز أن المواطنين الجزائريين المسيحيين «يتمتعون بكافة حقوق المواطنة في الجزائر»، معبرا عن «اعتزاز» الجزائر بإسهاماتهم في تحرير وبناء دولة الجزائر المستقلة العصرية. وبخصوص القضية الفلسطينية، رحب رئيس الدبلوماسية الجزائرية باعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين وبمواقفها المبدئية فيما يتعلق بمدينة القدس باعتبارها مدينة محتلة وينبغي أن يطبق عليها القانون الدولي. ومن جهته، أعرب رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر عن «قمة سعادته» بزيارة الجزائر في هذا الوقت الهام في وقت «يحتاج فيه العالم إلى المزيد من التضامن والحوار». وإذ ذكر بأن الاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائروالفاتيكان يتزامن مع الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، ابرز أنه «على يقين» بأن هذه الذكرى المزدوجة تشكل «انطلاقة جديدة لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية أكثر فأكثر». واسترسل قائلا «ناقشنا بهذه المناسبة عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكدنا على العلاقات الدبلوماسية الطيبة بين الفاتيكانوالجزائر»، مؤكدا «تقديره» لتوقيع «إعلان الجزائر» بين الفصائل الفلسطينية.