يتسبب إهمال اتباع العلاج أو الحمية الموصى بها، لمرضى السكري، في بروز أعراض وتعقيدات صحية نتيجة ذلك، لاسيما اعتلال الشبكية، وهو من الأمراض التي تصيب العين، تصل إلى فقدان البصر تماما، وذلك راجع عادة إلى اختلال التوازن المتكرر والمستمر لنسبة السكر في الدم، ما يجعل ارتفاع نسبته، تبلغ أحد الأعضاء الحساسة من الجسم، وهي العين، لتصيبها بأضرار متفاوتة الشدة، تعرف لدى العامية في المجتمع، ب"سكر العين". يحدث هذا المشكل الصحي، عادة، بين كبار السن، الذين لا يملكون مرافقة صحية وعناية جيدة من طرف شخص، يحرص على أخذهم العلاج أو اتباعهم للحمية الصحية اللازمة، وهو بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم لفترة طويلة. كل هذا أشار إليه الدكتور منصف فارس الدين لحبيبي، طبيب عيون، الذي أكد أن هذا المشكل الصحي، شائع بين كبار السن عادة، إلا أنه في السنوات الأخيرة، أصبح يهدد سلامة مختلف الشرائح العمرية، وهو راجع للإهمال وعدم الوقاية من هذا المشكل الذي هو تردد "لا مفر منه" ، للارتفاع المتكرر ولفترة طويلة، لنسبة السكر في الدم. أوضح الطبيب في تصريح ل "المساء"، أنه رغم معرفة أهمية تبني الحمية اللازمة، وأخذ العلاج للحفاظ على توازن نسبة السكر في الدم بالنسبة لمرضى السكري، إلا أن الكثير من المصابين يهمشون تلك القواعد الأساسية للسلامة ولصحتهم، وهذا ما يجعل حالاهم الصحية تتعقد بسبب ذلك. وأضاف الطبيب أن بعض المرضى يضربون تماما عرض الحائط، كل قواعد السلامة، ولا يعطون أهمية للحمية التي تستدعي تخفيض نسبة السكر، واستهلاك هذه المادة الخطيرة، ويتناولون كمية منه، تعرضهم للخطر، كالحلويات، العجائن، الخبز العصائر والمشروبات الغازية وغيرها، التي يعدها البعض عادة غذائية، لا يمكن تفاديها بالبيت. وأوضح الطبيب، أن اعتلال الشبكية السكري، هي نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم، بطريقة متكررة ولفترة طويلة، تصيب أوعية دموية في شبكية العين. وأعطى مثالا عن ذلك، عن القشة التي تستعمل للشرب، فكلما ارتفع فيها المحلول لفترة طويلة، وغير متقطعة، يبلغ المحلول القمة، وهذا تقريب لما يحدث في العين، فإذا تواصل ارتفاع السكر في الدم، دون التحكم فيه لتخفيضه، سوف يبلغ العين مباشرة ويصيبها بضرر قد يبلغ فقدان البصر والعمى. يقول الطبيب: "هناك سببان قد يضران بعين مريض دون آخر، فإذا كانت جداران أوعيته الدموية في الشبكية غير متينة، سوف يؤدي إلى تمددها، وهو ما يسبب تسرب الدم لشبكية العين، ومن ثم تتورم، إذ نلاحظ أحيانا بقعة داكنة مثل الدم على العين، وذلك يؤثر بوضوح على الرؤية، وقد يصيب أيضا بفقدان البصر. أما الحالة الثانية، وهي انسداد الأوعية لدرجة يحدث نقص في تدفق الدم إلى العين، ومن ثم تتشكل أوعية جديدة لتحل محلها، ويسبب ذلك ضغطا على العين، ومن ثمة تلف البصر. موضحا في السياق، أن حدوث هذا المشكل يبدأ ببروز أعراض مماثلة لأعراض ضعف البصر، من ضبابية الرؤية، عدم التمييز بين الألوان، أحيانا صداع، وقد يؤزم هذا الوضع ارتفاع ضغط الدم، بالنسبة لمرضى السكري. وشدد فارس الدين لحبيبي، على أهمية مراجعة مرضى السكري لطبيب العيون باستمرار، من أجل الاستشارة عن صحة أعينهم ومراقبة تدهور الحالة، إذا مسها مشكل، بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، وتكون الاستشارة، مرة واحدة على الأقل خلال السنة، للتأكد من سلامة البصر. وفي الأخير، دعا الطبيب، إلى أهمية مراقبة نسبة السكر في الدم باستمرار، لاسيما للذين يتبعون حمية غذائية فقط، لمراقبة حالتهم الصحية وتفادي تداعيات الإصابة وتحولها إلى مشاكل أخرى، لا تقل خطورة عن السكري.