تنظّم جامعة "الشهيد حمه لخضر" بالوادي بالتنسيق مع بلدية دوار الماء، يومي 18 و19 نوفمبر الجاري، الملتقى الوطني حول "نشاط جيش التحرير الوطني على الشريط الحدودي للجنوب الشرقي للجزائر 1954- 1962" ؛ للوقوف على تفاصيل مهمة عن بعض المعارك الكبرى، وللتعريف بالمهام والدوريات عند الجبهات الشرقية، منها جبهة ليبيا. عرفت منطقة الشريط الحدودي للجنوب الشرقي للجزائر خلال فترة الثورة التحريرية 1954- 1962، نشاطا لجيش التحرير الوطني، كان من أبرز مظاهره تسجيل العديد من المعارك والاشتباكات والهجومات على المراكز الفرنسية. وأوّل هذه المعارك معركة حاسي خليفة "هود كريم" 17 نوفمبر 1954 بمنطقة وادي سوف، التي كانت مرتبطة تنظيميا وثوريا بالمنطقة الأولى بالأوراس. واستمر بعدها العمل الثوري بشقيه المدني والعسكري؛ حيث تم تأسيس جيش ضمّ الكثير من أبناء المناطق الحدودية، وتمركزوا داخل الأراضي التونسية على خطّ التماس مع التراب الوطني. وتتابع على قيادتهم حمه لخضر "عمارة لخضر"، والجيلاني بن عمر، والطالب العربي القمودي، والحبيب جراية، الذين تركوا أثرا وشواهد، ألحقوا من خلالها بقوات الجيش الفرنسي، خسائر مادية وبشرية، ساهمت في دحر الفرنسيين، والوصول إلى استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962. ويتضمّن الملتقى عدّة محاور؛ منها "التأسيس للعمل الثوري على الشريط الحدودي 1954- 1956 (بن عمر الجيلاني- حمه لخضر)، و"معارك جيش التحرير الوطني بقيادة الطالب العربي القمودي 1956- 1957"، و "نشاط جيش التحرير الوطني بقيادة الحبيب جراية على الشريط الحدودي، اشتباكات، هجومات، معارك" ، و«جبهة ليبيا بقيادة فرحات احميدة الطيب "سي زكريا" ، و"دوريات، واشتباكات". للإشارة، عرف جيش التحرير الوطني منذ نشأته في الفاتح من نوفمبر 1954، محطات بارزة في تنظيمه وهيكلته، كان لها دور إيجابي في تدعيم المرتكزات الاستراتيجية المعتمدة في ميدان المعركة؛ إذ أصبح جيشا نظاميا له قوانينه وضوابطه، وهذا بفضل قرارات مؤتمر الصومام، والتي كان لها أثر إيجابي في رفع الفعالية القتالية للمجاهدين، خاصة مع تزايد التصعيد العسكري الفرنسي تجاه الثورة التحريرية؛ من خلال محاولات قطع الاتصال بين الداخل والقواعد الخلفية لها، التي ستصبح النواة الأولى لجيش الحدود. ووُضعت تنظيمات هيكلية مختلفة في الحدود الشرقية والغربية، بداية بتأسيس لجنة العمليات العسكرية في كلتا المنطقتين؛ أي الحدود الشرقية والغربية إلى غاية توحدهما تحث قيادة هيئة الأركان العامة، والتي كان لها دور بارز في تنظيم وتأطير جيش التحرير الوطني على الحدود، بالإضافة إلى دعم الولايات بالسلاح. كما كان على عاتقها توحيد جيش التحرير الوطني، وتنظيمه وفق أسس عصرية، تستهدف اختراق الحواجز المشيَّدة على طول الحدود الجزائرية (التونسية - المغربية)، والمتمثلة في خطي موريس وشال. في المرحلة الأولى كان جيش الحدود في شكل أفواج محدودة، أو وحدات، كل وحدة تمثل ولاية تنقل السلاح. وفي المرحلة الثانية تمكّن جيش التحرير الوطني من إقامة قواعد الدعم، وتوسيع شبكة الإمداد، وتعزيز قدراتها القتالية. أما المرحلة الثالثة فتميّزت بالتنظيم، والتأهيل، والتأطير.