يلعب الإعلام الجزائري دوراً محورياً هاماً في دعم القضية الفلسطينية على كافة الصُعد، ولا سيما قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيونى، التي تحظى بمساحة واسعة في الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي والرقمي، تسلط الضوء على فلسطين وشعبها وحقوقها الوطنية ومعاناة أهلها بفعل الاحتلال الاستعماري الاستيطاني الكولونيالي الصهيوني. يرى الفلسطينيون على اختلاف مشاربهم، في الجزائر الدولة أنها كانت وستبقى قبلة المناضلين والمثقفين ونشطاء حركات التحرر، ومنهم المناضلين الفلسطينيين وتربطهم علاقة متينة معها على كافة المستويات. وينفرد الإعلام الجزائري بطرح قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وكل ما يخص القضية الفلسطينية في صحفها اليومية والأسبوعية والشهرية عبر ملف تعده سفارة دولة فلسطين في الجزائر. فقد خصصت صحيفة الشعب الجزائرية منذ أكثر من عقد ملحقاً خاصاً بعنوان «صوت الأسير الفلسطيني» يصدر أسبوعياً ويدخل كل بيت جزائري عربي بالصورة والتحليل، وينقل معاناتهم في سجون الاحتلال، ويصدر بالتوازي في أكثر من خمسة عشر صحيفة جزائرية يومية تغطي الجزائر كافة وفي مقدمتها «الشروق، الحوار، البلاد، الوسط، المواطن، الإخبارية، الحياة العربية، الوسيط المغاربى، الجديد اليومى، التحرير، القائد نيوز، الرائد، وغيرها من الصحف». ووفق مراقبين أن القضية الفلسطينية تحظى بمساحة واسعة على كافة المنابر الإعلامية الجزائرية في حين أن فلسطين تغيب عن بعض المنابر الإعلامية العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج أو تُذيّل في نهايات نشرات الأخبار. يُدرك الجزائريون أن الإعلام يلعب دوراً مهماً في انتصار الشعوب وثوراتهم ولا سيما ثورة التحرير الجزائرية في الفاتح من نوفمبر، ولا يختلف أصحاب الرأي والمثقفون أن الإعلام كسلطة رابعة يساهم في انتصار شعوب ودول وهزيمة آخرين وأقرب مثال على ذلك هو الحصار الإعلامي الغربي والأمريكي للاتحاد الروسي وحرمانهم من الفضاء الرقمي. ربما لا تتوقف الجماهير ومنهم الإعلاميون الجزائريون عن طرح قضية فلسطين وشعبها في كافة المحافل ولا سيما الرياضية، وكلنا نتذكر المباراة الشهيرة في ملعب الخامس من يوليو بين فريقي الجزائروفلسطين والتي حينها شجعت الجماهير الجزائرية منتخب فلسطين بل وهتفت عفوياً لتسجيل هدف على مرمى المنتخب الجزائري. هذه الحادثة واحدة من كثر ونحن نتذكر المعلق الرياضي الشهير حفيظ دراجي، ولم تقتصر على الملاعب بل طالت كافة المهرجانات والمنابر وبيوت الشعر وصالونات الأدب. ويدرك المراقبون أن إلتحام الإعلام والثقافة مع النضال الوطني، كإلتحام القلم والشعر مع البندقية. يحق للجزائر أن تفخر بفلسطينيتها، ففلسطين هي القلب النابض لكل الجزائريين وإعلام الجزائر صوت فلسطين وجرحها النازف، وقالها الزعيم الراحل هواري بومدين «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة»، وكان يردد أن «قضية فلسطين هي الاسمنت المسلح والقنبلة المفجرة للأمة العربية، وهي القضية المركزية التي وجب الالتفاف حولها في جميع الظروف».الجزائر ترد جميلها للفلسطينيين وأحرار العالم على وقفتهم الشجاعة ووفاءهم لها في نقل انتصار الثورة الجزائرية المجيدة إلى العالم أجمع، ونتذكر شعراء فلسطين ومنهم، فدوى طوقان، إبراهيم طوقان، راشد حسين، جودت عبد الهادي، سميح القاسم، توفيق زياد، محمود درويش، أسمى طوبى وغيرهم استطاعوا من خلال قصائدهم الكثيرة أن ينقلوا صدى الثورة الجزائرية العربية لشعوب العالم. إن ما يجمعنا بالجزائر وشائج متينة هي مقصدنا التاريخي بالثورة التي لا يعلو عليها علو، ذلك الحب العارم المفعم بالآمال. حيث توحدت فلسطين وثورتها مع الجزائر وثورتها على الاستعمار الكولونيالي الفرنسي، والاحتلال الاستعماري التوسعي الصهيوني، وتقاسما الوجع والألم في مواجهة الاستعمار والأبارتهايد، فانتصرت الجزائر وما زالت فلسطين وتساندها الجزائر، تناضل في ثورتها المعاصرة وستنتصر في نهاية الطريق نحو الأمل المنشود في الفوز بالحرية والعودة وتقرير المصير والاستقلال. فلسطينوالجزائر تلتحم سويةً كالجسد الواحد لا يمكن أن يفترقا، فكان الشعراء الفلسطينيون وكذلك الجزائريون الذين صنعوا مجداً لكلا البلدين، ونتذكر منهم الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي بشعره جاب المعمورة وحلقّ عالياً في نقل ثورة الجزائر المجيدة لربوع الوطن العربي وحتى أوروبا، ولا سيما قصيدة الأوراس الشهيرة الذي قدمها باسم الشعب الفلسطيني هدية للشعب الجزائري، قائلاً فيها «افتح ذراعك للجزائر، واحضن مسدس كل ثائر!، المدفع الرشاش في الاحضان يحفظ.. في المحاجر، خبئه في العينين.. في الشفتين.. في قلب الجزائر، وانصبه تمثالاً.. لها امطر الدنيا بشائر!، فسلاحنا مطر السماء، وليس موتاً أو مخاطر، فلينبت الزيتون، وليزرع زهور الحب في قلب الحرائر، وليخمر الخبز المملح بالكرامة والمفاخر، وليحرس الشطآن من ريح يحركها مغامر!، يا طائر الاشواق ضعني قشة عند البيادر، أو عشبة منسية في عرق دالية تسامر، حتى أغنى الريح، والهضبات، والجبل المفاخر: أوراس يا اولمبنا العربي.. يا رب المآثر!، أنا صنعنا الانبياء على سفوحك.. والمصائر، أنّا صنعناها، وما أوحت بها أوهام ساحر، أو شاعر نسي التراب.. فراح يستجدي الخواطر، أوراس ! يا خبزي وديني.. يا عبادة كل ثائر!، افتح ذراعك للجزائر، في يوم أعراس الجزائر فعلى خيول الريح أسراجنا وعلقنا المنائر، وأتت عروس الشعب ترفل بالكواكب والأزاهر، أنا دفعنا مهرها مليون ثائرةٍ وثائر، وعلى صباح جبينها الوضاء أشعلنا المباخر، رفاً من الشهداء ليس تعيه ذاكرة المآثر، ومن الدم المسفوح حنينا الأنامل والضفائر!» .