كشف مدير المصالح الفلاحية عن قدرات كبيرة لولاية بسكرة في مجالات الإنتاج الفلاحي، حيث توفر حقول ومستثمرات بسكرة أكثر من 15مليون قنطار من الخضروات والفواكه على مدار السنة، منها شعبة التمور التي تنتج ما يفوق ال3.5 مليون قنطار، لكن مقابل ذلك تعترض عملية الإنتاج صعوبات ومشاكل تحول دون تطوير مستدام للفلاحة التي أصبحت أهم مورد لخلق الثروة وتزويد الأسواق الوطنية بمختلف أنواع المنتوجات الفلاحية. تحولت بسكرة إلى قطب فاعل للإنتاج الفلاحي شكلت محور زيارة استطلاعية لأعضاء من لجنة الفلاحة والصيد البحري وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الوطني، وهدفت الجولة الميدانية إلى الوقوف عند انشغالات الفلاحين والصعوبات والعراقيل التي تواجه مختلف الشعب الفلاحية والتعهد بإيصال انشغالاتهم إلى الجهات الوصية. اللجنة التي قادها رئيسها حواس محفوظ عقدت لقاءً مع مجموعة من الفلاحين من مختلف الشعب الفلاحية، ليؤكد خلالها رئيس البعثة، حواس بأن زيارة هذه الولاية تندرج في إطار الوقوف على واقع قطاع الفلاحة وتسجيل الانشغالات الحقيقية التي يعاني منها الفلاح والتي تحول دون السير الحسن لتطوير المنتوج بالولاية وكذا تحقيق الأهداف المرجوة والتنمية المنشودة، مذكرا في نفس الوقت بأن الأمن الغذائي هو رهان الدولة لاسيما في السياق الدولي الراهن. كما أبدى الفلاحون استحسانهم للزيارة واعتبروها فرصة لرفع أهم الانشغالات والنقائص المسجلة في قطاع الفلاحة، وقد أجمعوا على ضرورة إيجاد حلول لندرة المياه مقترحين نظاما لانجاز مناقب مائية جماعية، إضافة إلى إبراز حاجتهم لإيجاد حل مستعجل لمشكل الكهرباء الفلاحية والمسالك الريفية، كما طالبوا بضرورة الاعتماد على مخابر علمية لإيجاد حلول تمكن الزراعة من التأقلم مع تغييرات المناخية، إلى جانب تقديم الدعم للتوسع في استعمال المكننة وتسوية مشكل تأخر جلب البذور. في سياق ذي صلة، رُفعت أيضا مطالب أخرى متنوعة منها ضرورة اعتماد بطاقة الفلاح لتمكين الممارسين من الاستفادة من عروض التأمين الفلاحي، وتشجيع الاستثمار في تغليف عراجين التمور وكذا تفعيل صندوق دعم الصادرات، ودعم الشركات الناشئة المصدرة، ودعم الموالين بسبب ارتفاع تكلفة الأعلاف بالإضافة إلى أهمية وضع إستراتيجية للتوجه نحو الزراعة البيولوجية. وقد عاينت اللجنة خلال جولتها عبر بلديات الولاية عدة مستثمرات فلاحية في إنتاج الخضر والفواكه وتربية المائيات، ووقفت على واقع الإنتاج والصعوبات التي تعترض المنتجين، وحسب تصريح مدير الفلاحة فإن الفلاحة ببسكرة تعتمد تعتمد على السقي من المياه الجوفية والتي تشكل هاجسا للمنتجين، وذلك رغم المشاريع الكبرى المنجزة لاسيما عمليات الربط بالكهرباء التي بلغت نسبة الربط بها ال70بالمئة. وهي نسبة غير كافية بحسب ما ذهب إليه ذات المسؤول وذلك بسبب توسع المحيطات الفلاحية وارتفاع أسعار المازوت، يضاف إلى ذلك مشكلات تتعلق بالمسالك الفلاحية الوعرة وصعوبة انجاز المناقب المائية لتامين موارد إضافية للسقي الفلاحي، مذكرا بأن عدد الفلاحين المسجلين في غرفة الفلاحة يقدر ب44870 فلاح، وان المنتوج الفلاحي الذي يتم تأمينه يتطلب مرافقة عن طريق إقامة مخابر مراقبة للنوعية وضمان الجودة. وعن واقع شعبة التمور وخاصة عمليات التصدير استمعت اللجنة لعرض قدمه مدير المؤسسة العمومية «اغرودات» لتصدير التمور، حيث تطرق مدير المعمل إلى ضرورة تحسين مناخ عملية التصدير وتشجيع المصدرين، وكذا اعتماد محاصيل التمور كمنتوج استراتيجي خارج المحروقات من شأنها أن تساهم في جلب العملة الصعبة.