بهدف تطوير العلاقات، وبحث مساعي الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، شارك الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس الجمعة، مع قادة عرب في السعودية في قمتين واحدة خليجية-صينية والثانية عربية-صينية وصفتا بأنهما «معلم» في تاريخ العلاقات الصينية-العربية والعلاقات الصينية- الخليجية. جاءت اللقاءات في ثالث وآخر أيام زيارة قام بها الرئيس الصيني إلى السعودية للمرة الأولى منذ 2016، وثالث رحلة له إلى الخارج منذ ظهور جائحة كوفيد-19، التقى خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ووقعا بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين المملكة والصين»، واتفقا كذلك على عقد اجتماع لقادة الدولتين كل عامين. وبالمناسبة، قال الرئيس الصيني حسبما نقل عنه الاعلام الرسمي الصيني إن بلاده تتطلع إلى « بذل جهود مشتركة مع الجانب السعودي والدول العربية، لتصبح القمتان حدثين كبيرين كمعلم في تاريخ تطور العلاقات الصينية العربية والصينية الخليجية، يسهمان في الارتقاء بالعلاقات الصينية العربية والصينية الخليجية إلى مستوى جديد». اتفاقيات تجارة مهمة قمتا، أمس، شكلتا فرصة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي الست التي بدأت في 2004. وسيشكل تحقيق اختراق في اتفاق التجارة خطوة ستساعد السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم وأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، في تنويع الاقتصاد في توافق مع «رؤية 2030» الإصلاحية التي قدمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وذكرت وسائل إعلام سعودية أن الزيارة شهدت توقيع اتفاقيات بنحو 29,3 مليار دولار في مجالات عدة، في وقت تريد فيه الصين تعزيز اقتصادها لمواجهة التحديات التي يفرضها كورونا والحرب الأوكرانية. وكان البيت الأبيض حذر مما وصفه «النفوذ الذي تحاول الصين تنميته حول العالم»، إذ قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين الأربعاء «نحن مدركون للنفوذ الذي تحاول الصين توسيعه حول العالم». وتابع كيربي «لا نطلب من الدول الاختيار بين الولاياتالمتحدةوالصين، لكن كما قال الرئيس مرّات عدّة، نعتقد أن الولاياتالمتحدة هي بالتأكيد في وضع يتيح لها القيادة في إطار هذه المنافسة الاستراتيجية». القمّة الخليجية ال43 هذا، وعقد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس، قمتهم الاعتيادية ال43 في العاصمة السعودية الرياض. وبعقد القمة الخليجية ال43 والقمة الخليجية الصينية الأولى، ترتفع عدد القمم الخليجية إلى 70 قمة منذ أول قمة خليجية عقدت في العاصمة الإماراتية أبوظبي في ماي 1981. أيضا بعقد هاتين القمتين يرتفع عدد القمم الخليجية التي تم عقدها على مدار 5 شهور إلى 3 قمم، بعد عقد القمة الخليجية العربية الأمريكية (قمة جدة للأمن والتنمية) في 16 جويلية الماضي، وهو أكبر عدد من القمم يعقد خلال تلك الفترة القصيرة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي. وشهدت مسيرة القمم الخليجية منذ تأسيسها انعقاد 42 قمة اعتيادية، بالإضافة إلى قمة الجمعة ال43، و17 قمة تشاورية.