وانظر للمقيمين فيكَ كيف يعودون إلينا بعلمِهم.. ويشعلون القناديلا تعال يا موت.. وانظر إلينا نحنُ.. الباقون هنا مؤقّتًا.. كيف نصنع مِن الحرف عمرًا طويلًا تعال يا موت.. فبقدرِ غموضك.. علمتنا أن نعشق الكدح والتّفاصيلا ونحن في وطني نموت ولا نموت.. لأنّنا نحبّ الوطن إجمالًا وتفصيلا كانت الطّريق بلا طريق يا موت.. ورغم ذلك مشينا.. مشينا كثيرا للحياة أرصفةٌ.. نَسينا شكلها كانت تواعدنا وأصبحت بك قبورا وإن عدنا إليها.. وجدنا ظلّنا ملقًى هناك.. يفتقد النّورا فكلُّ هروبٍ منكَ هروبٌ إليك.. ولن نغضب من المتاهة والتّعب.. إذا تركت لنا من الخلود وهجًا يسيرا الموت كالمعاني.. وربّما أبعد أبعد من أسرار الحروف والله يشهد وكلّما قلنا: ازدانت الحياة بأفراحها يظهر وجه الموت وسطَها ويتوقّد وكلّما حاورناه، وقلنا: لا تستعجل.. بأخذ من نحبّ يصمِت عن القول ويرتد وهو حقٌ.. والأحقُّ في أن يصيبنا بالحيرة فله صفةُ الجلال والتّمرد أجل.. تغتالنا الذّكريات لكنّنا نحبّ كلَّ يوم جديدٍ.. رغم الحزنِ المارق على الملامح.. نتدرّب على النّسيان.. وما زالت الأيّامُ دليلا وكلَّ من غابوا حضروا.. في دواخلنا أضعاف الغياب.. وهذا يجعل الوجعَ ذليلا وهذا يجعل الوجعَ ذليلا.