ثمن عبد الرزاق دكار الصحفي السابق بجريدة «الشعب» إنجازات الرياضة الجزائرية طيلة الخمسين سنة التي مرت بعد الإستقلال وإعتبرها مرحلة جد إيجابية بالنظر إلى المعطيات التي كانت موجودة وذلك على هامش الندوة التي نظمت بمقر الجريدة صباح أمس والتي كانت تحت عنوان «50 سنة لكرة القدم الجزائرية». ورفض دكار وضع مراحل لتلك الفترة لأنها سارت حسب الظروف والمعطيات التي كانت متوفرة في قوله «أنا لا أقسم المرحلة لأنه علينا أن نركز على جوانب أهم في هذا الاطار والتي تتعلق بالقيم الأخلاقية والإنسانية بالدرجة الأولى، وهذا ماساهم في تحقيق نتائج إيجابية وباهرة من طرف فريق جبهة التحرير الوطني في الستينات لأنه كان هناك إطارات ومؤطرين في المستوى المطلوب. «في حين نلاحظ في الوقت الحالي وجود نوع من نكران للذات ما ساهم في ما نحن نعيشه الآن مع الكرة الجزائرية». أما في سؤالنا عن الأمور التي تغيرت بين تلك الفترة الأن قال محدثنا الأمور تطورت من مستوى لآخر حسب الظروف ولهذا الجزائر سايرت عدة مراحل، حيث أنه بعد الإستقلال كان يجب أن نبني دولة في كل المجالات ومن بينها المجال الرياضي. وبعد أقل من عشر سنوات بدأنا نفكر في أمور أخرى من أجل مواكبة التطور بشكل عادي مثلما هو حاصل في العالم حسب الواقع حيث إكتسبنا ملعب ضخم مثل «5 جويلية» وذلك راجع إلى أن القرار السياسي أصبح يفكر في التوجه نحو هذه الظاهرة لتطوير الرياضة والمتمثل في قانون الإصلاح الرياضي والذي تضمن مد الأندية والرياضيين بالوسائل والإمكانيات، والذي جاءت نتائجه خلال سنوات الثمانينات». عاد إلى تداعيات الأزمة الإقتصادية التي كانت في الثمانينات والتي مست قطاع الرياضة بشكل مباشر أدت الأزمة الإقتصادية إلى تدحرج في المستوى لدى الرياضة بعد نقص الإمكانيات. ولكن عدنا إلى المسار من بعد ذلك في حين نجد بأنه الآن أصبحت هناك أمور وقرارت تفرض علينا من الجهات الخارجية بحكم التطور الحاصل في العالم على غرار موضوع الإحتراف في مجال كرة القدم والذي فرضته الفيفا على الإتحادية الجزائرية، وبالتالي أصبح واجب علينا أن نراعي هذا التطور الرياضي. ''للإعلام دور بارز في الترويج للرياضة'' كما تطرق إلى أهمية الإعلام في مجال الرياضة وعلاقة التكامل الموجود بين القطاعين قائلا «للجانب الإعلامي دور كبير في تطوير الرياضة بالجزائر طيلة الخمسين سنة الماضية من خلال مواكبته لكل المراحل التي مرت بها الرياضة وأهم الأحداث والتظاهرات على كل المستويات والأصعدة، لأنه كان يقوم بالمناقشة والتحليل والتعريف بالرياضيين والرياضة في نفس الوقت والترويج لمختلف التظاهرات.. ولهذا أفاد وإستفاد خاصة في عهد التسيير الإشتراكي والتي كانت تفرض على المشاهد أن يتابع التلفزة قراءة الجرائد التي لم تكن كثيرة في ذلك الوقت، ولهذا فإن الإعلام بكل اشكاله مسموع ومقروء والسمعي البصري كان في المستوى المطلوب من ناحية التغطية والذي عرف تطورا مع الوقت أين نجد الآن تعدد الجرائد والقنوات مؤخرا وهذا كله في خدمة الرياضة والجمهور». ''العنف نتيجة غياب التوعية'' أما فيما يخص ظاهرت العنف التي أصبحنا نشاهدها في ملاعبنا قال دكار «ظاهرة العنف ليست مختصرة على الرياضة.. وليست في الملاعب الجزائرية فقط وهي قضية تربية وتحسيس تجاه الشباب، وبالتالي ضرورة وجود رعاية خاصة بهذه الفئة من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت متفشية بشكل رهيب وهي تشكل خطرا على الرياضة الجزائرية بصفة عامة». كما وجه نداء للإعلاميين خاصة الأجيال القادمة طالبا منها أن تحرم الماضي وتواكب الحاضر من خلال الإندفاع وفقا لأخلاقيات المهنة مثلما كان في زماننا أين كنا نشتاق إلى الجو العائلي الذي نعيشه في فترة العمل، وبالتالي المساهمة في تطوير الرياضة في المستقبل.