أكدت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو رفضها لأي مقاربة تهدف إلى مصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، معبرة عن إدانتها الشديدة لإرهاب الاحتلال المغربي، من خلال عمليات الإبادة بوسائل الدمار المتطورة في حق المدنيين الصحراويين العزل، وغيرهم من بلدان الجوار. جددت الأمانة الوطنية، في بيان توج أشغال دورتها العادية الثامنة، موقفها الثابت في رفض أي مسعى أو مقاربة تهدف إلى مصادرة حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال الوطني. وشددت في هذا الخصوص، على تمسك الشعب الصحراوي الثابت بحقه في الدفاع عن نفسه وعن سيادته على أرضه وثرواته الطبيعية بكل الوسائل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلح. تفعيل الدور الإفريقي وطالب بيان الأمانة الوطنية الصحراوية، الاتحاد الإفريقي بالإسراع في إنهاء حالة العدوان والاحتلال السافر الذي تتعرض له أراضي دولة عضو في المنظمة القارية، هي الجمهورية الصحراوية، من طرف دولة عضو أخرى، هي المملكة المغربية، واتخاذ الإجراءات الضرورية والعاجلة ضد هذه الأخيرة، حتى تمتثل لمبادئ وأهداف القانون التأسيسي للاتحاد، وخاصة احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال، ومنع حيازة الأراضي بالقوة. وأضاف البيان، «إن الأمانة الوطنية تشهد المنتظم الدولي على تمادي دولة الاحتلال المغربي في سياسة التعنت ومحاولة فرض الأمر الواقع، وما يمثله ذلك من تهديد خطير على السلم والأمن في المنطقة»، محذرة من مخاطر هذه الممارسات العدوانية، والتي تهدد بتوسيع مجال الحرب العدوانية الظالمة التي يشنها النظام الملكي المغربي. وأشار البيان، إلى أن «حقيقة دولة الاحتلال، التي دأبت على اللجوء إلى المخدرات ودعم عصابات الجريمة المنظمة والهجرة كأسلحة ضد جيرانها وشركائها، تتأكد اليوم أمام العالم من خلال استخدامها الإجرامي للتجسس وشراء الذمم والابتزاز، وهو ما يشكل العمود الفقري لسياستها الخارجية». تحذير من توسّع دائرة الحرب وعبرت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو عن إدانتها للممارسات التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين العزل، محذرة من توسيع دائرة الحرب العدوانية الظالمة. في السياق ذاته، حيت الأمانة الوطنية بشكل خاص مقاومة وصمود جماهير الشعب الصحراوي في الأرض المحتلة أمام جبروت وبطش الاحتلال وجرائمه البشعة التي عرفت تصعيدا غير مسبوق، لم يتوقف عند نهب خيرات الصحراويين، بل امتد إلى مصادرة أراضيهم وتحويلهم إلى لاجئين في وطنهم. وقالت، إن هذا يأتي في إطار سياسة استيطان ممنهج مقيت للاحتلال المغربي، موجهة بالمناسبة تحية خاصة إلى مجموعة «اكديم إيزيك» وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، مطالبة المنتظم الدولي بالتدخل العاجل لإطلاق سراحهم. التصعيد لدحر الاحتلال في الأثناء، أهابت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو بجماهير الشعب الصحراوي، في مختلف تواجدها، داعية الجميع إلى الوقوف وقفة رجل واحد لتقوية عرى التلاحم والوحدة الوطنية. وأضافت، أن المرحلة تتطلب نقلة نوعية شاملة لمواجهة التحديات الكبيرة والمتزايدة، والتصدي لمؤامرات العدو ومناوراته وتعنته، بما يقتضي ذلك من رص الصفوف والأهبة والاستعداد لكل الاحتمالات، وتأجيج النضال على كافة واجهات الكفاح، وفي مقدمتها جيش التحرير الشعبي الصحراوي وانتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة، حتى تكون 2023، سنة المؤتمر السادس عشر للجبهة وسنة الذكرى الخمسين لميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح، هي كذلك سنة التصعيد الشامل لدحر الاحتلال وتكريس سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.