يرى الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، البروفيسور عكنوش نور الصباح، أنّ اجتماع اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في دورته ال17 في الجزائر، ينطوي على دلالات رمزية تاريخية، وأبعاد إستراتيجية ومنهجية تراكمية مترابطة فيما بينها، أفرزته مكانة وقوة الدبلوماسية الجزائرية في الشأن الدولي. قال البروفيسور عكنوش نور الصباح في تصريح ل«الشعب"، أنّ تحوّل الجزائر إلى عاصمة للقرار الإقليمي والدولي نظير تمتعها بالثقة والمصداقية والاحترام لدى الفرقاء السياسيين، جعلها ملاذاً آمناً وبوصلة العالم الإسلامي لحل الأزمات وإرساء التعاون والاستقرار والأمن في سائر الأوطان. وبناءً على رصانة الدور الدبلوماسي الجزائري، أبرز عكنوش، أهمية الارتكاز عليه لعبور المرحلة التاريخية الحالية المعقدة التي يمر بها العرب والمسلمون والعالم الثالث بغية تحقيق انتقال سريع من "الغثائية" إلى التنمية، مقترحاً بعث فكرة كومنولث إسلامي في الإطار الأفرو آسيوي كبعد إستراتيجي تنموي وحضاري متكامل، وكذا تحيين مفاهيم وأدوات العمل الإسلامي المشترك وفق معايير القرن 21. وتابع "العالم الإسلامي، اليوم، يمثل حزام أزمات من إسلام آباد إلى باماكو مرورا ببغداد ودمشق وبيروت وصنعاء ومقديشو والخرطوم وطرابلس وعواصم أخرى لا تزال بؤرا للتوتر المزمن، تنشد أزماتها حوكمة رشيدة عبر آلية العقل والحوار النابع من صميم ثقافتها وبيئتها ومعاييرها الأصيلة، تأمينا لها ولأمة الإسلام من إكراهات التدخل الأجنبي والتسويات غير الحميدة المستوردة من الفكر السياسي الغربي". بخصوص مبادرة ومقترحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الموجهة لدورة الإتحاد، اعتبرها الباحث السياسي، هادفة إلى تعزيز التعاون والتضامن الإسلاميَين ومنهجاً لتأصيل الحلول السياسية والبنيوية وفق مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وعلى أساس تُراث وتقاليد المجتمعات المحلية في تسوية الخلافات وحل المشاكل وإصلاح ذات البين، بالاعتماد على حكمة كبار القوم وصفوة المجتمع في إدارة الأزمات والوقاية منها من جهة، ودرء المفاسد وتجنب الفتن داخل الأمة من جهة أخرى.