مثّلت زيارة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، إلى الجزائر، فرصة لرفع مستوى العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والعلمية، وتعزيز الحركية الاستثمارية والدبلوماسية، على ضوء السياقات الدولية الحالية وتبوإ الجزائر لوضع اقتصادي جيّد وتوجهها نحو الانضمام لمجموعة "بريكس"، كما يرى الباحث السياسي البروفيسور عكنوش نور الصباح. قال عكنوش نور الصباح في تحليل ل "الشعب"، إنّ العلاقات الجزائريةالأردنية نموذجية، تَتّسم بوجود إرادة سياسية قوية وصادقة لدى قادة البلدين، للارتقاء بها إلى آفاق أكثر توسعا على الأمد الطويل من خلال مأسسة العمل الثنائي وتفعيل ميكانيزمات التعاون المشترك في كل المجالات. ووفقا له، تعتبر الزيارة في حد ذاتها آلية دبلوماسية لتحريك وتطوير العلاقات بين الدولتين المركزيتين، بالنسبة للأردن في الشرق الأدنى، والجزائر في شمال إفريقيا وحوض البحر المتوسط، يعزز البناء عليها من فعالية مخرجات القمة العربية ويعطيها بعداً مستداماً، يحفظ معايير النظام العربي الذي استهلكته الأحداث ويحتاج لمثل هكذا تقارب نموذجي عربي-عربي، لتفعيل دوره بما يخدم القضايا العربية ويحقق الاستقرار والتنمية. يرى عكنوش، أنّ الأردن بمقدوره المساهمة في تفعيل مخرجات إعلان الجزائر التاريخي الخاص بلمّ الشمل الفلسطيني والمصالحة بين الفصائل، دعم العملية المؤسساتية القادمة على المستوى الإجرائي والشرعي والانتخابي، وكذا إتاحة فرص وأسباب تجسيد الإعلان على أرض الواقع انطلاقا من الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف. النموذج الإيجابي للعلاقات الثنائية بين الجزائروالأردن، يَمنح إشارات جيدة ومصداقية لفحوى مخرجات القمة العربية الأخيرة أمام العالم، ويُمهّد لنجاح القمة العربية- الصينية المنتظرة في السعودية خلال شهر ديسمبر الحالي، يُضيف البروفيسور عكنوش نور الصباح.