نظمت أمس السفارة الصينية بالجزائر حفل استقبال على شرف أعضاء جمعية الصداقة الجزائرية الصينية، ألقى خلالها كل من السفير ميوهي، والدكتور دبش كلمات تصب في تعزيز الروابط. ذكر سفير الصين بالمناسبة بالصداقة التقليدية الأخوية بين الجزائر والصين أسسها قادة البلدين، وتساهم فيها الأجيال المتعاقبة، لافتا إلى أن سنة 2012 كانت غنية بالأحداث في البلدين منها تنظيم انتخابات تشريعية ومحلية ناجحة بالجزائر رغم الظرف الجهوي والدولي بفضل الإرادة الشفافة لرئيس الجمهورية مثمنا حفاظ الجزائر على استقرارها وتطبيق ورقة طريق الإصلاحات على الطريقة الجزائرية، أما في الصين فان أهم حدث سجل يتمثل في عقد المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي سطر هدفين جوهريين، أولهما مضاعفة دخل الصينيين في 2020 التي تتزامن ومئوية الحزب وعصرنة الصين في 2050، وقبل ذلك لابد من رفع تحديات ظهرت خلال مسار الإصلاحات واقتصاد السوق. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة اعتبر دبش بأن جمعية الصداقة الجزائر الصين المؤسسة في العام 1993 بمثابة نموذج لجمعيات الصداقة الثنائية، وبعدما توقف عند الجانب التاريخي والدعم المتبادل في أحلك الظروف، إبان الثورة الجزائرية ولحصول الصين على مقعد بالأممالمتحدة ورفض الصين محاصرة الجزائر خلال سنوات الأزمة على غرار الدول الأخرى، لافتا إلى إقامة معلم عمراني بدار الدنيا بدالي إبراهيم، وتطرق دباش إلى ميلاد جمعية الصداقة بين الدول العربية والصينية التي يشغل فيها منصب نائب رئيس، مشيرا إلى أن حجم المبادلات بينهما قفزت من 80 مليار دولار قبل 4 أعوام إلى 150 مليار دولار في 2011 . من جهته أشار الملحق الدبلوماسي بالكتب الاقتصادي وانغ تسو إلى أن حجم المبادلات التجارية الثنائية بين الجزائر والصين ارتفعت إلى حدود 6,6 مليار دولار خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية أي بزيادة قدرها 32 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، مقابل 6,4 مليار دولار في 2011 و5 مليار دولار في 2010 مستندا في ذلك إلى إحصائيات مصالح الجمارك الصينية، وأصبحت بذلك الصين سادس شريك تجاري للجزائر، كما تولي الحكومة الصينية أهمية كبيرة إلى الموارد البشرية حيث شارك 197 جزائري في أشغال 72 ملتقى منهم 30 تلقوا تكوينا في المجال الفلاحي. وتجاوز حجم الاستثمارات الصينية في الجزائر حسب الملحق الاقتصادي مليار دولار، وعلاوة على الميادين المعروفة على غرار البترول والمناجم فان الاستثمار ما فتئ يتوسع إلى قطاعات أخرى حيث وقعت شركة «تسيانغ تان» اتفاق مع شريك جزائري لانجاز مركب للحديد والصلب بولاية غليزان سيكون الثاني من نوعه بالجزائر ويقدر حجم الاستثمار ب 20 مليون دولار، تضاف إلى مشاريع أخرى لا تقل أهمية منها انجاز مشروعي مسجد الجزائر والمدرسة العليا للفندقة، بالإضافة إلى انجاز عمارات وطرقات وسكك الحديدية، والمشاريع في طور الانجاز منها الإنارة في المناطق الحضرية عن طريق صفائح شمسية وانجاز دار أوبرا. وقدم زميله الملحق الدبلوماسي لدى المكتب السياسي السيد يو عرضا حول التعاون الجزائري الصيني، مذكرا بالعلاقات المتجدرة بين الصين وفرنسا مشيرا إلى دعم الجزائر للصين للحصول على العضوية الدائمة في الأممالمتحدة وبكون الصين أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة 3 أيام بعد الإعلان عنها في العام 1958، مشيرا إلى توجد 50 مؤسسة صينية بالجزائر البعض منها ينشط منذ 3 عقود، بالإضافة إلى منحة الطلبة التي تمنحها الحكومتين حيث قدم 10 طلبة من الين إلى الجزائر وتنقل من هذه الأخيرة 232 طالب بين 2001 و2011، كما تم إيفاد 23 فرقة طبية إلى الجزائر بمجموع 2800 طبيب، ولم يفوت المناسبة للإشارة إلى أن العام الداخل سيتزامن ومرور 55 سنة من عمر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.