أطلعت جمعية الصداقة الجزائرية الصينية أمس، على وتيرة أشغال إنجاز المركز الدولي للمؤتمرات بالقرب من إقامة الدولة بنادي الصنوبر المنجزة بهندسة معمارية آية في الجمال تزيد واجهة الساحل جاذبية وإغراء، وهو معلم ينجز خلال 2014. واستعمت الجمعية في زيارة موجهة لعين المكان إلى شروحات مسؤولي الشركة الصينية «سي.أس.سي.أسي» التي تتولى هذا الإنجاز الكبير بعد انتزاعها صفقة العقد وسط تنافس محموم من كبريات العلامات وأكثرها تجربة وصيتا. ومعلوم عن الشركة الصينية التي اقتحمت الجزائر في مسعى الاستثمار والأعمال، لأول مرة سنة 1982، أنها تنجز مشاريع من الوزن الثقيل، منها مسجد الجزائر الكبير، مطار هواري بومدي، ونادي الجيش ببني مسوس، وفندقي الشيراطون بالعاصمة ووهران، دون نسيان مشروع العصر الطريق السيار (شرق غرب)، من جهة البرج إلى أقصى الحدود الغربية. وذكر، السفير الصيني بالجزائر ليو هوي، في كلمة مقتضبة عن أبعاد الشراكة الثنائية وميزاتها وأهميتها وغاياتها، متوقفا عند الإنجازات جاعلا من كل محطة زمنية نقطة إنطلاق نحو الأبعد والأعلى. وقال، السفير في ذات المداخلة، أمام حضور أعضاء جمعية الصداقة وطلبة ما بعد التدرج، اختصوا في الدراسات الآسيوية والصينية نموذجا، أن هذه الشراكة امتداد لعلاقات ثنائية ضاربة في أعماق التاريخ، ولن تكون وليدة الظرف الطارئ والمتغيرات الفجائية. وعاد، السفير، إلى سنوات الاستقلال وكيف كانت الجزائر محطة أولى للاهتمام الصيني وواجهته دون تردد. وتحدث عن جهود الجزائر ومرافعاتها المستمرة من أجل استعادة الصين مكانتها الطبيعية في هيئة الأممالمتحدة ودخولها المنتصر تحت رئاسة الجزائر الدورية للجمعية العامة في ظل وزير الخارجية آنذاك عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجهورية حاليا، الذي لم يتوقف لحظة في الدفاع عن علاقات مثلى مع العملاق الآسيوي. من جهته، أكد د. اسماعيل دبش، رئيس جمعية الصداقة الجزائرية الصينية، أهمية العلاقات الثنائية المتمادية في الارتقاء دون البقاء أسيرة الجغرافيا وحواجز الحدود. وذكر في إجابته على السؤال الكبير، لماذا هذه الجمعية المنشأة في 1993 وتضم وجوها سياسية ورياضية ومقاولاتية، قائلا أن هذه الهيئة ترجمة واقعية لمسيرة شرع فيها من زمان بلدان يتقاسمان الطموح والهموم والتحديات. وأكد أن الجمعية تريد أن تعطي مساهمتها في الإبقاء على العلاقات الثنائية في حالة النقاء والاستقامة والتوازن، ليس فقط من زاوية المكاسب الاقتصادية والتجارية، لكن الإنسانية أيضا. وحسب د. دبش، فإن الصين يتميز على الآخرين كونه صادقا في ترجمة النوايا على أرض الواقع، والتفاني في الخدمة والإنجاز بعيدا عن حسابات ضيقة آنية. الصين لم تتأخر عن الركب.. لم يغادر الجزائر في الأيام الحالكات عندما كان الآخرون يمطروننا بحملات مسمومة مسعورة عن (من يقتل من). بقي الصين وفيا، وشركاته مجندة لإنجاز المشاريع في مجالات متعددة.. وليس غريبا أن يكون مقربا في انتزاع الصفقات.. وتشييد المشاريع، وليس بمفاجئ التذكير بالعلاقات مع الجزائر المرجعية للتعاون جنوب جنوب، والأرقام أصدق أنباء من التخمينات والكتابات. بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي 6 ملايير دولار العام الماضي بعدما كان لا يتعدى قبله 5 ملايير دولار. وسجل خلال السداسي الأول ما قيمته 8ر1 مليار دولار، بزيادة 51٪. وهذا دون حساب حجم الاستثمار والأعمال الذي يستمر في التصاعد للأعلى مجيبا على الأسئلة الثابتة، كيف ولماذا العلاقات بين الجزائر والصين نموذجية وستبقى إلى أبعد الحدود.