رفيقاتي الأسيرات. يا بقية روحي بين جدران الدامون. بطريقة ما وصلت إلينا رسالتكن.. مُلغزة كما فهمتها يا واراثات قيدي في الشارون... في وقتها تماماً جاءت رسالتكن وفيها جرح يصنع الخبز للبلاد ويطعمها ويكتب على حجر عتيق قصة متنها أن الورد في بلادنا يتفتح قبل أوانه ويذوي كذلك. في رسالتكن المضبوطة على توقيت الكرامة سبع وصايا يعقوبية في أحزانها ولكنها جميلة: تقول الأولى: إن آرام الجليل تركض أبدياً بين أنياب ذئب، والثانية تقول: إن الآرام ذاتها ستظل تركض سرمدياً وإن أعياها التعب، ثالث الوصايا: خصلة شعر ذهبت الليالي بلونها فلا يُصلحها خضب، ورابعها: موسم دمع يومي يخط لنفسه طريقاً من نخل بيسان حتى فيافي النقب، خامس الوصايا: بقايا كتاب نسخته إحداهن في زمن مضى وذيلته باسم غريب...ربما اسم أخ أو رفيق كان حياً ثم شهيداً انقلب. وسادسها: ورقة من ذات الكتاب مدون فيها أن من خلق الدنيا لكل شيء جعل بداية ونهاية كَتب، سابع الوصايا وآخرها مُشفرة بلغة العسكر تقول: هل من تلقى فَهِم؟ وقبل أن تصل رسالتكن لمستقرها الأخير في أرشيف ذاكرتنا القصيرة.. يأتي ردٌ عليها مشفرٌ أيضاً... يقول من تلقى فهم.. ومن فهم عَلِم والعِلم في بلادنا عمل روحه خندق تحت الحدود وزنزانة أُعِدَت للميعاد جيء إليها بهدار وشاؤل وأبراهام وقبلهم جلعاد وإن مقاومتنا للبقية بالمرصاد.. فهل وصلت الإشارة يا بنات البلاد؟!.. إن وصلت ردوا بذات الطريقة المعهودة ونحن ننتظر الرسالة.