تجاوزت حصيلة ضحايا زلزال تركياوسوريا حتى نهار أمس، أزيد من 25 ألف قتيل وما يقارب مائة ألف جريح، فيما قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن الطاقة المنبعثة من الزلزال المدمّر الذي بلغت قوته 7.7 درجات والذي يعتبر أسوأ الكوارث التي تشهدها هذه المنطقة منذ قرن، تعادل 500 قنبلة ذرية، في الأثناء تتواصل جهود الإغاثة والإنقاذ وتتسابق عملية إيصال المساعدات للمنكوبين الذين يعيشون وضعا مريعا. وفقا لأحدث البيانات الرسمية أمس، فإن عدد قتلى الزلزال في تركيا ارتفع إلى 21 ألفا، فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 80 ألفا. وقالت السلطات التركية إنها أجْلت 93 ألف شخص من المنكوبين، فيما أوردت إدارة الكوارث التركية أنها سجلت أمس هزة ارتدادية بقوة أربع درجات على مقياس ريشتر في كهرمان ماراش، ليصل عدد الهزات الارتدادية منذ الاثنين الماضي إلى أكثر من 890. أما في سوريا، فقد ارتفع عدد القتلى المعلن أمس، إلى 4 آلاف و487 قتيلا، وزاد عدد المصابين إلى 7 آلاف و396. ورغم أن العدد الأكبر من الضحايا سُجل في تركيا، فإن التحذيرات تتوالى من ارتفاع مطرد في عدد القتلى شمالي سوريا، وسط ضعف الإمكانات وقلة الموارد وتأخر وصول المساعدات الدولية اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ. وقدر مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية عدد المتضررين في سوريا بما لا يقل عن ستة ملايين شخص، وذكر مصدر أممي بمحدودية الإمكانات من مُعَدّاتٍ ووقود وغيرهما، وقال إن ذلك يعرقل جهود الإنقاذ والإسعاف. ناجون رغم ضعف الأمل رغم مرور ساعات طويلة على الزلزال، ما زالت عمليات الإنقاذ تعيد إلى الحياة بعض المحظوظين، خاصة من الأطفال، حيث رصدت الكاميرات أمس السبت، إنقاذ الطفلة عائشة، 7 سنوات، في قهرمان مرعش التركية، وخرجت الطفلة بعد ستة أيام كاملة قضتها في ظروف مؤلمة تحت الأنقاض، وبدت على وجهها علامات الألم لدى خروجها، وتم نقلها إلى المستشفى للعلاج. وكانت فرق الإنقاذ قد أخرجت قبل ساعات شقيقتي عائشة اللتين تبلغان من العمر 8 و11 سنة على الترتيب، وولدت الطفلة عائشة من جديد بعد أن ضعف الأمل في العثور على ناجين في سورياوتركيا. جسور جوية وحملات تبرع شعبية في الأثناء، مازالت المساعدات الدولية تتدفق من عدة دول لمساعدة المتضررين في تركياوسوريا، حيث تطوعت دول من جميع أنحاء العالم لإرسال عاملين في مجال الرعاية الصحية ومساعدات لإغاثة المنكوبين. وجاءت صور الدعم العربي غير المسبوق، عبر إرسال فرق إنقاذ وتدشين حملات تبرعات رسمية وشعبية؛ حيث أعلنت الجزائر تخصيص مساعدات مالية بقيمة 30 مليون دولار لتركيا، و15 مليون دولار لسوريا. وتبرعت قطر ب50 مليون ريال قطري (14 مليون دولار)، وبلغ حجم التبرعات لحملة "سند وعون" القطرية الجمعة 168 مليون ريال قطري (46 مليون دولار) في يومها الأول عبر تلفزيون قطر الرسمي لصالح منكوبي الزلزال في تركياوسوريا. وفي السعودية، شارك 679 ألفا و830 شخصا في حملة تبرعات شعبية عبر منصة "ساهم" الحكومية لإغاثة سورياوتركيا، بحصيلة بلغت 239 مليونا و108 آلاف و668 ريالا (63.718 مليون دولار) حتى مساء الجمعة. وفي فلسطين، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري إن "حصيلة التبرعات التي جُمعت من مساجد الضفة الغربية بعد صلاة الجمعة بلغت نحو 3 ملايين و500 ألف شيكل (نحو مليون دولار)". كما أعلنت الخارجية الأردنية إرسال مستشفى ميداني عسكري إلى كهرمان مرعش، إلى جانب بدء إرسال قوافل برية إلى سورياوتركيا، للمساعدة في مواجهة آثار الزلزال الذي ضرب البلدين. وفي لبنان، أعلن وزير البيئة ناصر ياسين أن بلاده تعتزم إرسال بعثات إضافية إلى تركيا للمشاركة في أعمال الإغاثة، بينما انطلقت أمس حملة التبرعات بالكويت، وأعلن "طيران الإمارات" اعتزامه تسيير جسر جوي إنساني إلى تركيا، ومن جانبه، أعلن الجيش السوداني إرسال طائرة مساعدات إنسانية إلى تركيا لإغاثة المتضررين. تحركات عالمية وبعيدا على الدول العربية، أقيمت صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة في مساجد ألمانيا وهولندا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود على أرواح ضحايا كارثة الزلزال التي ضربت جنوبيتركيا وشمالي سوريا. وأعلنت ألمانيا، الجمعة، إرسال 90 طنا من المساعدات جوّاً، كما أطلقت الجاليتان التركية والسورية حملات تبرع لإغاثة المتضررين، بدوره دعا عمدة لندن صديق خان إلى المشاركة في حملات التبرع في بريطانيا، وأرسلت الصين – بدورها - مجموعة من فرق الإنقاذ والمواد الحيوية إلى تركياوسوريا، وبناء على طلب من السفارة السورية والهلال الأحمر السوري، أرسلت جمعية الصليب الأحمر الصينية إمدادات تكفي ما يصل إلى 5 آلاف شخص. كما استعدت كوبا لإرسال عاملين في مجال الرعاية الصحية، لتنضم بذلك إلى مجموعة متزايدة من الدول التي تقدم مساعدات إنقاذ ومساعدات طبية للمنطقة بعد الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي. أردوغان يعد بإعادة الاعمار حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس السبت، من أن بعض "الجهات" تحاول استغلال الأوضاع ما بعد الزلزال، "للصيد في المياه العكرة"، وفي خطاب موجه للشعب التركي، أعلن أردوغان "ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال والمتضررين، وقال إن "قوة الزلزال كانت مدمرة ولا يمكن مقارنته بما سبقه.. الزلزال الأخير أكبر بثلاث مرات من زلزال عام 1999". وحول الخسائر المادية، أوضح أن "مئات الآلاف من المباني لم تعد صالحة للسكن، والزلزال أحدث دمارا في مساحة 500 كيلومتر"، لكنه تعهد بمعالجة الضرر في أسرع وقت، وقال "سنبدأ إجراءات إعادة إعمار المدن المنكوبة خلال أسابيع". مجلس الأمن يناقش جهود الإغاثة هذا، ويناقش مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، هذا الأسبوع، إمكانية السماح للأمم المتحدة بتوصيل مساعدات إلى شمال غربي سوريا عبر أكثر من معبر حدودي تركي. ومع تجاوز عدد الضحايا في تركياوسوريا 25 ألف شخص، أعرب بعض الدبلوماسيين عن إحباطهم من تباطؤ المجلس المؤلف من 15 عضواً في التحرك، بعد أن شدّد الأمين العام أنطونيو غوتيريش من أجل مزيد من الوصول إلى شمال غربي سوريا عبر تركيا. وقال دبلوماسي بالأممالمتحدة، مطلع على المناقشات، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "هناك إحباط من التباطؤ في هذا الأمر. قال الأمين العام إننا بحاجة إلى المزيد من المعابر، يحتاج مجلس الأمن الدولي إلى تكثيف الجهود وإنجاز الم توقيف متعهّد بناء بعد انهيار عمارته أوقف متعهّد مبنى مؤلف من 12 طابقاً انهار جرّاء الزلزال، الذي تسبب بمقتل أكثر من 20 ألف شخص في تركيا، لدى محاولته مغادرة البلد. ويقدّر أن يكون 800 شخص تحت أنقاض مبنى رونيسانس السكني، الذي يضمّ 250 شقة في هاتاي في جنوب شرقي تركيا. وأوقف الرجل في مطار إسطنبول قبل أن يحاول مغادرة البلد إلى مونتينيغرو وبحوزته مبلغ كبير. وانهار المبنى السكني الفاخر بالكامل والذي كان يقدّمه على مواقع التواصل الاجتماعي على أنه "ركن من أركان الجنّة". وأشارت وسائل إعلام تركية، إلى أن لاعب كرة القدم الغاني كريستيان أتسو الذي يلعب لصالح نادي هاتايسبور والمدير الرياضي للفريق تانر سافوت، من بين العالقين تحت أنقاض هذا المبنى. ويندد الإعلام التركي، منذ الاثنين، ببعض المتعهدين الذين كانوا يستخدمون مواد رديئة أو لم يحترموا معايير السلامة.