إرساء بنى تحتية لإدارة مخاطر الثروة الحيوانية تقترح الجمعية الوطنية للأطباء البياطرة الجزائريين، وفي إطار تثمين منتجات الثروة الحيوانية، استيراد الأبقار من إفريقيا بغرض التكاثر وليس للاستهلاك، وهذا لتطوير الشعبة والوصول الى خفض أسعار هذه المادة التي فاقت 2700 دينار للكيلوغرام الواحد. أوضح رئيس الجمعية الدكتور محمد نشار أمين في تصريح ل»الشعب»، أن تطوير شعبة تربية الأبقار يرتكز على إنشاء مزارع ومستثمرات بالجنوب في إطار دعم الدولة الذي يصل الى 90٪، وهو ما يسمح، بحسب ما جاء في الجلسات الوطنية للفلاحة بتوفير مناصب شغل للكثير من الأطباء البيطريين، الفلاحين وكذا المربين. ودعا المتحدث الى الاعتماد على الأعلاف المحلية والاستثمار في الزراعة الصحراوية، من خلال استعمال آليات جديدة لتنمية هذه الثروة الحيوانية، بما يضمن توفير عجول محلية الولادة مع مراقبة بيطرية في غضون سنتين أو ثلاث تزود السوق المحلية باللحوم الحمراء، وتتخلى الدولة تدريجا عن استيراد اللحوم الحمراء. وأكد الدكتور أن الثروة الحيوانية الهامة من العجول التي يمتلكها المربون، يمكن استثمارها في المناطق الصحراوية لدعمها أكثر والوصول الى تحقيق الاكتفاء الذاتي، ابتداء من سنة 2026، مثلما صرح به رئيس الجمهورية، وذلك بتوقيع عقود ثلاثية الأطراف بين الديوان الوطني للأعلاف والجزائرية للحوم الحمراء والمربين. ويجب أن ترافق العملية -بحسبه- بآليات فعالة لتسويق اللحوم خارج هذه الولايات لتغطية الطلب الوطني من هذه المادة، التي شكلت أزمة للمواطن الجزائري، خاصة في المناسبات كشهر رمضان، لكثرة الطلب عليها، بشكل جعل السلطات تلجأ للاستيراد لتغطية الاحتياجات الوطنية، لكن اعتماد هذه الإستراتيجية يضمن توفيرها في غضون ثلاث سنوات. وعرّج الدكتور محمد نشار أمين، في سياق آخر، على موضوع الصحة الحيوانية والأمراض التي تصيب العجول وتؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الحيواني، وكانت محور يوم دراسي بسيدي بلعباس، تتعلق بأمراض الجهازين الهضمي والتنفسي، موضحا أنها تعتبر من أهم المسببات التي تؤدي إلى نفوق العجول خلال العام الأول من عمرها، وإسهال العجول الرضيعة، وتأتي في مقدمة المشاكل الكبرى التي يواجهها المربون وأصحاب المزارع في مجال تربية العجول. وأبرز ذات المتحدث، أهمية هذه العوامل في نجاح مشاريع تنمية الثروة الحيوانية، وفي أسس الربح والخسارة، حيث تشير بعض الإحصائيات أن 75٪ من إجمالي حالات نفوق العجول تحدث خلال الشهر الأول بعد الولادة، و80٪ من الحالات تحدث في الثلاث الأسابيع الأولى بعد الولادة، وتكون بسبب الإسهال. ولأجل أن يكون للطبيب البيطري دور واضح وفعال في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة، أبرزت الجمعية مدى أهمية إنشاء وزارة منتدبة للثروة الحيوانية، وهي الجهة المختصة بقطاع الثروة الحيوانية، الذي يعتبر قطاعا رئيسيا لأهميته الاقتصادية ولاعتماد عدد كبير من المواطنين والمربين عليه كمجال للعمل والإنتاج وأسلوب الحياة، وذلك في مجالات الإنتاج المختلفة «اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، الحليب الطازج بالإضافة الى بيض المائدة». وأكد رئيس الجمعية، على ضرورة وضع الخطط والدراسات والتجارب والبحوث التي تهدف الى تنمية وتطوير القطاع، ومن ثم رفع مستوى إنتاج المواد الغذائية المختلفة ذات الأصل الحيواني، بالإضافة الى تنظيم التراخيص للشركات وإبداء الرأي في دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع، واقتراح تنفيذ مشاريع جديدة في المجال وتطبيق القوانين التي تنظم سير العمل داخل القطاع.