النبتة الزيتية يمكن إنتاجها مرتين في السنة بهدف التقليص من فاتورة استيراد دوار الشمس وتحقيق الاكتفاء الذاتي من زيت المائدة، أطلقت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية برنامجا وطنيا خاصا بزراعة دوار الشمس أو (عباد الشمس) والذي سينطلق خلال شهر مارس الجاري، وتجسيداً لذلك كانت الوزارة قد أعلنت على لسان أمينها العام أنه تم تهيئة كل الظروف والمدخلات الفلاحية مع تحديد الولايات والمتعاملين والمتدخلين وتجنيد التقنيين لإنجاح هذه العملية وهذه زراعة التي لها مستقبل واعد في الجزائر، خاصة بعدما أثبتت أن التجارب التي تم إجراؤها في بعض الولايات مردود جيد لزراعة هذه النبتة الزيتية التي يمكن إنتاجها مرتين في السنة. يؤكد الأمين العام للمجلس المهني المشترك لشعبة الحبوب عبد الغاني بن علي، في حديث مع جريدة "الشعب" أن دوار الشمس، من أسهل المزروعات من حيث الإنتاج، فهو يدخل ضمن الدورة الزراعية، ولا تتجاوز مدة نموه مئة وعشرون يوم، كما أن التحفيزات التي وفرتها الدولة، تجعله في متناول الفلاحين وتمكنهم من الحصول على دعم ب 3000 دينار جزائري للقنطار الواحد، في حين يمكنهم الحصول على دعم بقيمة 3500 دينار جزائري للقنطار في حال تنظمهم في شكل تعاونيات فلاحية. فيما يحصل الفلاحون أيضا على دعم ب 200 دينار جزائري للقنطار، من طرف تعاونيات الحبوب من أجل خدمات النقل والتوصيل والتخزين، بينما يحصل المحول على دعم بقيمة 500 دينار جزائري للقنطار، وهذا ما يجعل من دوار الشمس زراعة تحفيزية للغاية، خاصة وأن عملية استزراعه غير مكلفة لا من ناحية الأسمدة أو السقي، بالمقابل يمكن أن يتراوح مردوده ما بين 15 و25 قنطارا في الهكتار الواحد، وهو بدوره ما يمنحه أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية. من جانب آخر، يفيد ذات المتحدث أن ما يسعى إليه المجلس المهني المشترك لشعبة الحبوب، هو إبراز أهمية هذا المنتج والتحفيزات التي يستفيد منها الفلاحون المنتجون له، وهذا بهدف الوصول إلى 45 ألف هكتار من الأراضي المزروعة بدوار الشمس على المستوى الوطني هذا العام، والذي يزرع في الشمال في الفترة الممتدة بين 15 مارس و15 أفريل، وفي الجنوب بعد حصاد حقول القمح مباشرة. ويضيف الأمين العام للمجلس المشترك، أن دوار الشمس ينتج إحدى أجود أنواع الزيوت الغذائية، بحيث يأتي في الترتيب مباشرة بعد زيت الزيتون، نظرا لخصوصياته الغذائية والصحية، وغناه بالأوميغا 3 والفيتامين "د"، ولهذا يشجع المجلس على تطوير زراعته واستحداث مؤسسات مصغرة تنشط في مجال التحويل الزيتي لدوار الشمس. من جهته، يوضح الدكتور أحمد علالي، أستاذ العلوم الفلاحية بجامعة الوادي، في تصريح ل«الشعب"، أن زراعة دوار الشمس تعد من الزراعات الزيتية التي تعتمد على استخلاص الزيت كمنتوج أساسي، وتثمين استغلال المنتج الثانوي لسحق بذور دوار الشمس (tourteaux) كأعلاف بدرجة ثانية، وهي تدخل ضمن الدورة الزراعية لمحصول القمح، لكن ما يعيب على هذه الزراعة، كونها زراعة صيفية تعتمد على السقي، أي أن المناطق الشمالية في فترات الجفاف يمكن أن تجد صعوبة في إنتاجها، في حال عدم توفر الموارد المائية الكافية. ويضيف الدكتور علالي أن تطوير زراعات الشعب الزيتية، يستدعي التركيز أيضا على عدة أصناف زراعية أخرى، على غرار السلجم الزيتي الذي يعتبر محصول رائد وجيد كزراعة قبلية للحبوب، حيث أثبت التجارب الميدانية التي قام بها "الدكتور محمد هارون" بولاية قسنطينة، ارتفاع مردود القمح إلى ما بين 42 وحتى 58 قنطارا في الهكتار الواحد، عقب زراعة الأرض بالسلجم الزيتي. علاوة على ذلك توجد أصناف من الفول السوداني تتعدى نسبة الزيت فيها 55 بالمائة، بالإضافة إلى العصفر، الذي يعد من البذور الزيتية التي تتعدى نسبة الزيت فيها 19 بالمائة، وقد أثبتت عدة تجارب نجاح زراعته في الجزائر، ناهيك عن الصوجا، التي لها أهمية وقيمة غذائية كبيرة، فهي مصدر لزيت غذائي عالي الجودة، ومادة علفية أيضا بامتياز، وعلى غرار العصفر، فقد أثبتت عدة تجارب على أصناف غير هجينة، نجاح هذه الزراعة في الجزائر، حيث أعطت نسباً جيدة من الزيت مع إمكانية إنتاجها على مدار موسمين في السنة وهذا من دون تلقيح بكتيري.