بدأت المخاوف تشتدّ مع تصاعد التوتر جرّاء الاعدامات المتتالية واقتحامات المستوطنين للأقصى تحت حماية قوات وشرطة الاحتلال،وإخراج المعتكفين عنوة من المسجد، وتشتدّ حدّة المخاوف من مواجهة محتملة، مع اقتراب عيد "الفصح اليهودي" الذي يصادف الأربعاء ويستمر لأسبوع". اتهمت الرئاسة الفلسطينية، الكيان الصهيوني، بافتعال تصعيد في المسجد الأقصى بهدف جر الأمور إلى مربع العنف في شهر رمضان، وذلك بعد قتل الشرطة الصهيونية شاباً من النقب عند أحد أبواب المسجد، بدعوى أنه هاجم شرطياً، وهي رواية فندتها عائلته، متهمة الشرطة بإعدامه، ومتحدية إياها أن تنشر تسجيلات الحادثة. وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، من «التصعيد الخطير لسلطات الاحتلال، في المسجد الأقصى المبارك»، وقال إن هذا التصعيد الصهيوني المفتعل هدفه الرئيس توتير الأجواء وجر الأمور إلى مربع العنف في الشهر الفضيل، بعد الأعداد الكبيرة من المواطنين التي زحفت للصلاة في المسجد الأقصى المبارك. وحمل أبو ردينة، سلطات الاحتلال الصهيوني، مسؤولية هذه الاستفزازات، وطالب الجميع، خصوصاً الإدارة الأميركية، بالتدخل والضغط على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها واعتداءاتها قبل فوات الأوان. إعدامات واقتحامات أفادت دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس باقتحام عشرات المستوطنين، صباح أمس الأحد، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من الشرطة الصهيونية التي أخرجت المعتكفين عنوة من المسجد وأبعدت الشبان عن مسار الاقتحامات. وقالت دائرة الأوقاف، في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا)، إن "المستوطنين اقتحموا ساحات الأقصى على شكل مجموعات، ضمت كل واحدة 40 مستوطنا، وذلك بعد انتشار أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال في ساحاته". وذكرت أن "المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن الهيكل المزعوم، وقاموا بتأدية طقوس تلمودية في الجهة الشرقية من الحرم وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا من جهة باب السلسلة". وبالتزامن مع اقتحام المستوطنين، "اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، وأخرجت المعتكفين منه عنوة، فيما تواصل شرطة الاحتلال فرض إجراءات مشددة على دخول المصلين لساحات الحرم" طبقا للوكالة. وأشارت إلى أن "قوات الاحتلال اعتدت على المصلين، ممن سُمح لهم بالدخول لساحات الحرم، وذلك تزامنا مع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى". ووفق الوكالة "شرعت شرطة الاحتلال في القدس، بتنفيذ حملة اعتقالات وإبعادات مكثفة عن الأقصى، طالت عشرات المرابطين والمرابطات، وذلك كإجراءات استباقية اتخذتها، عشية عيد "الفصح اليهودي" الذي يصادف الأربعاء المقبل، ويستمر لأسبوع". وقالت الوكالة إن "سلطات الاحتلال حولت القدس إلى ثكنة عسكرية واستنفرت قواتها في القدس القديمة وحول الأسوار، ونصبت الحواجز في مناطق مختلفة بالمدينة المحتلة". شهيد وعملية دهس ميدانيا، قال الجيش الصهيوني إن سائقا فلسطينيا اندفع بسيارته نحو مجموعة من العسكريين في الضفة الغربيةالمحتلة أمس الأول، فأصاب ثلاثة قبل أن يطلق العساكر الصهاينة النار عليه ليرتقي شهيدا قرب بلدة بيت أمر. وأفاد مسؤول فلسطيني، أن الشهيد هو الشاب محمد رائد برادعية (23 عامًا) وكان ضابطًا في قوات الأمن الفلسطينية. وفي القدسالمحتلة، هاجمت قوات من الشرطة الصهيونية الفلسطينيين في القدس، وقتلت لاحقاً محمد العصيبي (26 عاماً) عند باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى. وزعمت الشرطة الصهيونية، في بيان، إنها «أوقفت المشتبه به لإجراء فحص، وبعدها هاجم أحد الضباط، وانتزع سلاحه الناري، وتمكن من إطلاق رصاصة، فشعر الضباط بالتهديد وردوا بإطلاق النار مما أدى إلى تحييده على الفور». لكن الرواية الصهيونية قوبلت برفض وتشكيك كبيرين من قبل الفلسطينيين وعائلته التي تحدت شرطة الاحتلال بنشر تسجيلات الحادثة. واتهم عضو الكنيست أيمن عودة، الشرطة، بإعدام العصيبي، بعدما «ذهب لتخليص إحدى الفتيات من اعتداء شرطة الاحتلال عليها». وأضاف: «كان أعزل ولكنّ الاحتلال أعدمه ميدانياً". وأكدت العائلة إعدام ابنها بدم بارد، وقالت في بيان: «ابننا محمد قتل بدم بارد بدون أن يشكل أي خطر، هو شاب ناجح، درس الطب، ولم يفكر بالمرة بالاعتداء على أحد". الفصائل تبارك العمليات الفدائية ويتصاعد التوتر بين الصهاينة والفلسطينيين بعد عنف استمر على مدى شهور في مناطق بالقدسوالضفة الغربيةالمحتلة. وبحسب معطيات فلسطينية، استشهد نحو 91 فلسطينياً بنيران صهيونية منذ بداية العام الحالي، فيما قتل 15 صهيونياً في هجمات منفصلة خلال الفترة نفسها. هذا وباركت الفصائل الفلسطينية، عملية الدهس التي نفذّها الشهيد "محمد رائد برادعية" بالقرب من بلدة بيت أُمر شمال الخليل، والتي أسفرت عن إصابة 3 عسكريين من جيش الاحتلال الصهيوني، بينهم اثنتان بحالة خطيرة. الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس، محمد حمادة، أكد "أن عملية الدهس هي رد طبيعي على جرائم الاحتلال وآخرها قتل الطبيب الشهيد محمد العصيبي على أعتاب المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه". وأشار حمادة إلى "أن شعبنا سيواصل الرباط والاعتكاف في الأقصى والدفاع عنه بكل السبل أمام هجمات الاحتلال ومستوطنيه، وأبطالنا يعرفون كيف تكسر الحواجز الصهيونية". وشدّد على "أن المقاومة مُتأهبةً دومًا للدفاع عن شعبنا ومقدساته وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى." بدورها، باركت حركة الجهاد الإسلامي عملية الدهس البطولية، مُعتبرةً "أن هذه العملية هي رد طبيعي وأولي على جريمة إعدام الشهيد محمد العصيبي وعلى اقتحامات الأقصى المبارك". وأكد المتحدث باسم الحركة طارق عز الدين أن "جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا في الضفة والقدس واقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الاقصى المبارك لن تمر دون رد؛ فالمقاومة ستبقى للاحتلال بالمرصاد". وشدّد على أن "كل محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد بالقدس وفي الأقصى ستفشل تحت ضربات المقاومة الفلسطينية في كل مكان". من جهتها، عبّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن فخرها الشديد بعمليّة الخليل، مُؤكدةً أن "هذه العملية انتصارٌ لدماء شهداء شعبنا، خاصة الشهيد محمد العصيبي الذي أعدمته شرطة الاحتلال، "، بدمٍ بارد بالقرب من باب السلسلة عند المسجد الأقصى المبارك".