وتنقضي الشهور والأعوام، لتكتب بكل صدق ملحمة بطولية في عمقها الإخلاص والإصرار لعمالقة الصبر الأسيرات والأسرى العظماء الذين لم يدخروا جهدًا للتضحية من أجل فلسطين، تتوقف عند نضالاتهم العبارات وتعجز عن وصفهم الكلمات، وتصمت عن وصفهم الألسن، وتحتار فيهم الجمل والحروف والقوافي والكلمات عاجزة عن ترجمة ما تكنه النفس من مشاعر الفخر والاعتزاز بهم. أفنوا أعمارهم خلف القضبان وفي عتمة الزنازين وكانوا الأبطال الذين يسكبون في أرواحنا العزة والشموخ والانتصار نهديكم في شهر رمضان المبارك أزهار المحبة والوفاء من كل أبناء شعبنا وفي كل أماكن تواجده، ستظلون دومًا في ذاكرتنا، وصمودكم وتحديكم للمحتل الإرهابي الصهيوني النازي محل تقدير واعتزاز. السادة الأفاضل: لنخطف من الزمن لحظات، لنبحر في بحر البطولة والتضحية والفداء، لكم يا أبطالنا الأسيرات والأسرى سلام مغلف بالورود وأكاليل الزهور والياسمين، وبتحيات فاقت الجبال قوة وثباتًا، فأنتم و إن ضاقت بكم الحياة فرائحة فلسطين الوطن والهوية والأرض قلوبنا وضعتكم في حنايا القلب، فازداد الوطن بكم شموخاً وعزة وكرامة حتى أضحت أجمل بلاد الدنيا، صدحت بكم أناشيد فلسطين ورفرفت في الأفق أفراح الدنا وتلألأت كل العيون سعيدةً شوقًا إلى لقائكم المبهجِ وشفاه كل الناس تهمس فرحةً مزدانة البسمات في يوم عانقتكم الحرية، كفراشة بين الزهور، أدعو الله بأن نلتقي بكم قريباً ويزول عنكم كل ضيق، صمدتم وتعبتم، وقدمتم لفلسطين من عزة وصمود فكان صمودكم مشهودا، السادة الأفاضل: نحن أمام نماذج رائعة من المناضلين، أمام نماذج مشرفة يجب أن نقتدي بها، هؤلاء الأبطال هم أساس المستقبل والأمة.. فهم أثبتوا أن لكل شخص قوة كبيرة من الإرادة.. برغم التعذيب الصهيوني الإرهابي النازي الجهنمي كنتم الأوفياء للوطن وفاح عطر صمودكم وزهوركم الفواحة... فرأينا ما يعجب العين، ويثلج الصدر،وسمعنا ما يشنف الآذان، ويطرب الفؤاد، وإنه ليعز علينا الفراق في هذا الشهر الفضيل، فأنتم المنارة للعالم الذي بها نقتدي ونتوجه نحو العزة والكرامة والعلو، أنتم من تصنعون المستقبل بخلق جيل من العلماء والمثقفون النافعون للمجتمع، يا معلمون الأجيال القادمة، صمودكم لا زال حاضراً في كل مكان وزمان، فالتاريخ سيخلد أسماءكم، وشعبنا العظيم لن ينساكم، بكم أيها الأبطال، سنبني فلسطين، وبسواعدكم المبدعة لرفعة دولتنا أن شاء الله، ما أروعكم ايها الأبطال الشرفاء وانتم تثرون الإنسانية بشعاع الحرية، فأنتم من بعثتم فينا الحياة فما غرد بلبل وصدح، وما اهتدى قلب وانشرح، وما عم فينا سرور وفرح، إلا عندما رفعتم نور الحق في وجه المحتلين الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار، وما تراجع الباطل وتقهقر، وما سال نبع ماء وتفجر، وما طلع صبح وأسفر، إلا بصمودكم وتحديكم للقتلة من سجاني وسجانات الموت الصهيونية سلام لكم يا أصحاب الوجوه الطاهرة ويا تيجان رؤوسنا، يا أبطالنا، ما سارت سفينة للحق وأبحرت وما علا نجم في السماء وأبهر، إلا بتحديكم للاحتلال، وها هي سفينتنا تمخر عباب هذا البحر المتلاطم بأمواجه العالية، وكلها ثبات ورباطة جأش، على تحدي الصعاب، وتجاوز العقبات، لتصل لبر الأمان، ولترسو في ميناء بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، سفينتنا بعد أن غامرت، وصبرت وصابرت، وكان لزاما على غواصيها المهرة، واليوم يقود شعبنا النضال ضد الاحتلال الصهيوني الإرهابي النازي الفاشي وسيمضي قدماً نحو التحرير، إنها رحلة شاقة وصعبة ولكن ربانها قيادتنا الشرعية بقيادة السيد الرئيس محمود عباس يقودها بحكمة واقتدار وإبداع، رحلة معبدة بدماء الشهداء الأطهار، رحلة الكل الفلسطيني يناضل حتى اجتثاث المحتل الغاصب، رحلة باطنها الوفاء، ومعدنها الصبر، وأشرعتها اليقين، وقودها درب الأحرار والشرفاء، رحلة مع رياح المحبة، بمجاديف النضال، وهدير الثورة.. أيها الأبطال الأسيرات والأسرى، كنتم في قلوبنا وفي حنايا الروح والوجدانِ، وبكم ومعكم نحفر على جدار الزمن أجمل الألحان وانشودة التضحية والفداء، سلام لكم، المجد يركع لكم، النصر صبر ساعة .