لا تزال العادات والتقاليد الأمازيغية التي تعود إلى 950 سنة قبل الميلاد تغطي الحدث بمداشر وقرى بني سنوس 40 كلم جنوب غرب ولاية تلمسان، «الشعب» اختارت الموقع للوقوف على احتفالات يناير بهذه المنطقة وما يصاحبها من معتقدات التي ضربت بجذورها في عمق تاريخ قبائل بني سنوس. فوز الملك البربري ششناق على رمسيس فرعون وشخصية الأسد أهم مميزات الحدث لا تزال قبائل بني عشير، بني زيداز، الخميس محافظة على الاحتفال برأس السنة الأمازيغية التي بلغت عامها ال2963 هذه الاحتفالات المرتبطة بتاريخ انتصار الملك البربري ششناق على رمسيس مصر وتحرير بني سنوس من قبضة الفراعنة الذين استوطنوا بهذه الأرض وكانت لهم كنيسة في قرية بني عشير لا تزال شاهدة عليها، هذا الاحتفال الذي يدوم 3 أيام يبدأ بصعود السكان إلى الجبل لجلب معدات الاحتفال والتي تتمثل في نبات «البوف» و«البصيلة» حيث يجفف البوف ويستعمل كمشاعل في حين تستعمل البصيلة كأداة للدفاع من الأسد الذي يجسد شخصية أيراد ويقوم بارتداء القناع ولا يعرفه أحد من الدشرة بحكم سرية المهمة ويختار من العائلات التي تنتمى لعائلات الشرفة طمعا في البركة ،حيث يقوم الأسد بالتجوال وسط المدن ويدخل البيوت طلبا مدخرات فصل الخريف من لوز وتين جاف ،ومكسرات زائرا، في حين يردد مرافقوه العبارة الأمازيغية «تشاب لالا ،تشاب لالا» والتي تعني أعطيني الطعام مهددين السكان بالبصيلة ،هذا وبعد جمع هذه المدخرات يتم بيعها وشراء بثمنها فراشا للمساجد ومستلزماتها هذا وبقدر ما تكون هذه التظاهرة ثقافية بقدر ما تكون لها نتائج إيجابية خاصة وأن السكان يتجاوبون معها وتم إدراجها ضمن الثقافات خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.
موسم ''أيراد'' ضمان للبركة والخير هذا ويجمع سكان مداشر بني سنوس بمختلف أعمارهم ومستوياتهم أن الاحتفال بإيراد هو أحد المعتقدات الذي لن تتخلى عنه العائلات السنوسية مهما كان الثمن ولا تجد عائلة لا تحتفل به من اقتناء معداته حيث يرى الأستاذ حارك رشيد محامي لدى المجلس من بني سنوس أن الاحتفال بموسم أيراد هو احياء لأحدى الثقافات التي تعود إلى جدور التاريخ وتذكر بأصول بني سنوس وشهامتهم والهدف منه هو الإبقاء على روح الرجل الحر (الأمازيغي بصفة خاصة، والجزائري بصفة عامة) الرافض لجميع اشكال الاستغلال والاحتلال ، في حين ترى الأستاذة فائزة شيحا صحفية من بني سنوس أن الاحتفال بإيراد لأنها رسخت من الأجداد ونفرح بها لأنها تخلق جوا من الاتحاد حيث أن هناك عائلات تقيم في خارج الولاية تأتي لزيارة المنطقة لحضور الحفل كما تحفز هذه الاحتفالات بتشجيع زراعة أشجار اللوز والتين وبالتالي تشجع على العمل الفلاحي لضمان إنتاج المكسرات، هذا وتعتبر احتفالات موسم يناير ببني سنوس أحد الطقوس التي تفرض على كل من هم من أصول سنوسية على حضورها وهو ما يخلق العيد بالمنطقة التي لا يزال بعض سكانها يتكلمون اللهجة الأمازيغية على غرار سكان دشرة بني زيداز الذين لهم أقارب وأصهار من قبائل تيزي وزو وبجاية. المكسرات، الثريد، البركوكس الأبيض أهم الأطعمة تعرف الاحتفالات بموسم يناير بقرى بني سنوس مدة ثلاثة أيام كاملة تقوم ربات البيوت بإقامة مأكولات شعبية مرفقة ببعض التوابل الخاصة على رأسها وجبة البركوكس الأبيض التي يتم إقامتها بالبقوليات الخمس (فول، عدس، حمص، فاصولات، بزيلاء) وأثناء تقديمها تقوم الأم برمي حبة من الزفيزف وأخرى من التين الجاف في الصحن ومن يجد هذه الفواكه يكون محظوظا وفي المساء تقيم العائلات وجبة الثريد التقليدية والتي يجتمع عليها أعضاء الأسرة لتختم بقصعة المخلط من مختلف المكسرات في حفلة تبقى راسخة في أدهان الأطفال ليحافظ عليها طيلة حياتهم حيث تصنف هذه العادات إحدى معتقدات قبائل بني سنوس التي تعتبرها من مقومات تقافتهم.