يعتبر الاحتفال بمناسبة رأس السنة الأمازيغية من العادات المرتبطة بالكثير من مناطق الوطن عكس ما هو شائع لدى البعض والذين يربطونها بمناطق محددة، وإن اختلفت الروايات حول الدافع الأساسي من الاحتفال برأس السنة الأمازيعية، إلا أن الأكثر شيوعا فيها هو الانتصار الذي حققه الملك الأمازيغي شاشناق على الملك الفرعوني «رمسيس الثالث» واحتل عرش الحكم الفرعوني، ناهيك عن حكاية «العجوزة» التي انتقمت منها الطبيعة لاستهزائها بها، أما عن فترة إحياء هذه المناسبة فتتراوح ما بين 11 و12 و13م ن شهر جانفي، ويرتكز الطابع السائد فيها على الاحتفالات التي تقوم بها الكثير من العائلات من مختلف مناطق الوطن ورغم اختلاف بعض التفاصيل فيها، إلا أن طابعها وهدفها يبقى واحدا وهو لم شمل العائلات والتفائل بالسنة الجديدة . فيما تختلف العادات من منطقة لأخرى العائلات البومرداسية بين محافظ ومتخل عن الاحتفال بيناير المصادف لعام 2962 للسنة الأمازيغية تحتفل اليوم العائلات البومرداسية بيناير أو ما يسمى برأس السنة الأمازيغية المصادف ل12 من سنة 2962 لهذا العام حسب التقويم الأمازيغي وتختلف العادات من منطقة لأخرى في أنواع العادات والتقاليد التي تحييها في مثل هذه المناسبة من إعداد أطباق ومأكولات والحلويات، وبين المحافظ والمتخلي عن هذه العادة تبقى الاحتفال بهذه المناسبة وفق الإمكانيات المادية لكل عائلة. وحسب تصريحات بعض العائلات فإن ربات البيوت تقمن بالتحضيرات أسبوعا قبل حلول المناسبة، فهناك من تقوم بإعداد وتحضير الكسكسي أي الفتيل من أجل طبخه في اليوم المحدد، كما تتفنن كذلك في إعداد أو اقتناء بعض التوابل والفواكه الجافة كالتين والزبيب والتمر الجاف وغيره من أجل استعماله في تحضير بعض الأطباق. كما تقوم بعض العائلات بإعداد طبق الكسكسي بالدجاج أو طبق الرشتة بالدجاج كطبق رئيسي إضافة الى صنع بعض المقبلات والحلويات كالمسمن والخفاف وإعداد حلوة الخشخاش أو المقروط وتشتهر مثل هذه الأكلات في المناطق الواقعة بالجهة الشرقية لولاية بومرداس كبلدية شعبة العامر، يسر، برج منايل، الناصرية، تيمزريت وبني عمران وعمال باعتبار أن معظم سكانها يتكلمون اللغة الأمازيغية والكثير من العائلات مازالت محافظة على العادات والتقاليد التي يقومون بها في مثل هذا اليوم إلى جانب ذلك فإن الكثير منها تقوم بتنظيم ولائم وسهرات عائلية وذلك بدعوة الأقارب والأهل من أجل تناول وجبة العشاء في يناير وخلال هذا اليوم تجتمع النسوة من أجل سرد الحكايات والقصص التي حدثت في السنوات الماضية على أحفادهم من أجل غرس روح الثقافة التي ورثوها عن أجدادهم فيهم للمحافظة عليها والتقيد بها. كما أكدت بعض العائلات أن إحياء هذه المناسبة بدأ يتراجع، فالعديد من العائلات تخلت عنها نظرا للظروف الاجتماعية التي تعيشها أو بسبب التغيرات التي عرفها المجتمع وبات الاحتفال بيناير يقتصر على الكبار في السن، أما الشباب فإن الكثير منهم لا يعرف أو يسمع بمثل هذه المناسبة بعد ما كان في السابق الاحتفال بيناير تدوم تحضيراته تقريبا موسما كاملا كتجفيف بعض الفواكه وحتى اللحوم من أجل طبخها مع الكسكسي أو الرشتة، ولكن في السنوات الأخيرة تم تعويضها بلحم الدجاج بدل لحم القديد الذي كانت تتفنن الأمهات والجدات في إعداده إضافة إلى إقامة أعراس وأفراح تفاؤلا بالسنة الجديدة مع التمنيات التي يتمنونها عن طريق المدائح التي تنظم في الدشرة أو القرية التي تليق بمثل هذه المناسبات. فرح.ب »الشخشوخة«و »الدراز« من عادات عائلات المدية في يناير تحتفل الكثير العائلات من ولاية المدية بيناير في طقوس لا تختلف كثيرا عن سابقته،ا حيث تقول نسيمة من وسط المدينة أنهم يحرصون على تحضير عشاء ليلة يناير، أين تكون «الشخشوخة» المصنوعة من قطع المعارك المفتتة بعناية وقطع «الداند» سيدة مائدة العديد من العائلات في ذات الولاية بما فيها المناطق الغربية وضواحيها. ومن العادات التي توارثوها عن أجدادهم ما يعرف ب»الدراز» والذي يكون حاضرا في هذه الليلة والمقررة في 13 من شهر جانفي حسب العادات وهو طبق يضم مختلف أنواع الحلويات والمكسرات يستعمل في الاحتفال بالمناسبة، حيث يأتون بأصغر واحد من أهل البيت ويجلس أرضا بعد أن يفترش له إزار أو يوضع داخل «قصعة»، ثم يجتمع أهل البيت حوله ويرمون عليه تلك الحلويات وما وقع في حجره فهو من نصيبه وما وقع جانبا فهو من نصيب أهل بيته. جانفي الشهر المخادع حسب الأسطورة هذا ويرى بعض سكان مدينة المدية أن احتفالات يناير هي عادات أخذوها وهم يقلدون بها الأجداد، وعن الروايات التي تعددت بخصوص هذه الاحتفالات تروي لنا سمية عن الأسطورة التي سمعت بها والتي تقول «ما سمعناه من جداتنا هو أن شهر جانفي هو شهر مخادع لا يمكن الائتمان فيه مهما كان الطقس معتدلا، فإنه يعود وينقلب لا محالة، وقد جاء هذا الحكم انطلاقا من أسطورة العجوز التي قررت في يوم من أيام شهر جانفي وبعد أن رأت الجو مشمسا أن تذهب إلى البئر لتستحم وعندما فعلت ذلك تجمدت من شدة البرد رغم أن الجو كان جميلا، ومن هنا اشتهر جانفي بالشهر المتقلب الأحوال». بالرغم من وجود من لازالوا يحتفلون بيناير في ولاية المدية، إلا أن البعض يراه أنه ليس من عادات المنطقة، وإنما هو محصور على بعض المناطق فقط، حيث تقول إحدى قاطنات جنوبالمدية: «نحن لا نحتفل بيناير، لأنه لا يندرج في عاداتنا، بل هو يخص مناطق معينة»، أما آخرون فأكدوا أنهم لا يعلمون شيئا عن أساطير يناير أو احتفالاته . سميرة.ج - صبرينة.ب تعتبر فرصة للم شمل أفراد العائلة الكسكسي بسبعة أنواع من البقول طبق أساسي بمناسبة السنة الأمازيغية بتيزي وزو يتزامن تاريخ12 جانفي2012 مع حلول رأس السنة الأمازيغية الجديدةالموافق ل11 يناير 2962، حيث يعود الاحتفال بهذه المناسبة حسب المؤرخين إلى سنة 950 قبل ميلاد المسيح عليه السلام عندما هزم الملك الأمازيغي ششناق فرعون رامسيس الثالث و^يوشه الذين حاولوا عدة مرّات غزو بلاد الأمازيغ عبر الحدود المصرية الليبية إلاّ أنّ قوة الملك ششناق وجيوشة كانت أعظم وأقوى وكانت لهم بالمرصاد، ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا والأمازيغيون بما فيهم بلاد القبائل والشاوية والتوارڤ وكذا بني ميزاب بالإضافة إلى عدة مناطق أخرى عبر مختلف ربوع الوطن يحتفلون بالمناسبة، حيث أن لكل منطقة طريقتها الخاصة بالاحتفال، إذ تستعد عائلات ولاية تيزي وزو للاحتفال بحلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة قبل أيام قليلة من الحدث آملة أن يكون العام الجديد فأل خير عليهم ويرجون بداية سنة جديدة أفضل من سابقتها، ومن العادات والطقوس الموروثة أبا عن جد والمشتركة بين كافة سكان الولاية والتي لا زال تحييها كل العائلات سواء في المدن أو القرى على غرار منطقة بترونة، معاتقة، تيرمتين، بني دوالة وغيرها من المناطق الأخرى في ولاية تيزي وزو هي طبق الكسكسي المشهور مع سبعة أنواع من البقول الجافة وهي الفاصولياء، العدس، الحمص، الشعير، الفول، القمح، الأرز، ويكون الدجاج المذبوح في المنزل هو السيد في هذا الطبق والذي يكون قد اشتراه رب العائلة قبل يوم أو يومين عن بداية السنة وتكون عادة ذبح الدجاج في البيت وإسالة الدماء شرطا أساسيا للاحتفال برأس السنة الأمازيغية وذلك –حسبهم- لإبعاد العين والنحس و ل الأمور السيئة التي من شأنها أن تصيبهم خلال السنة الجديدة. إضافة إلى طبق الكسكسي، تقوم ربات البيوت بإعداد المعجنات ومختلف المأكولات التقليدية مثل المسمن البغرير الخفاف المطلوع وغيرها من المأكولات الشعبية التي تشترك فيها أغلب العائلات القبائلية، وتكون الغاية الأسمى من الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة لدى سكان ولاية تيزي وزو هو لم الشمل وكذا صلة الرحم، حيث يجتمع كل أفراد العائلة حول مائدة العشاء، كما تقوم العائلات أيضا بتبادل الزيارات فيما بينها وتبادل الأطباق المحضرة وهذا لتعميم الفرحة و رسيخ مبادئ الأخوة والتراحم بين الجميع، وللأطفال طريقتهم الخاصة بالإحتفال بالمناسبة و ذا باقتنائهم أجمل الملابس لارتدائها في هذا اليوم ليقابلوا السنة الجديدة في أحسن حلة، كما تتخذ بعض العائلات هذا اليوم عادة لحلق شعر الطفل الذي بلغ سنة واحدة من عمره، ومن جهتها تقوم عائلات أخرى بعملية ختان لأبنائها وسط جو بهيج من الفرحة بحضور الأقارب والأصدقاء،وفي السهرة تجتمع النساء فيما بينهن حول طاولة الشاي مرفوقة بالخفاف والمسمن لترديد الأغاني الخاصة بتراث منطقة القبائل، كما توزع في الأخير الحلويات والمكسرات على الذين حضروا الاحتفال شاكرين الله عز وجل على نعمه، متضرّعين له أن تكون سنة خير للجميع وأن يرزقهم من فضله ما يشاء . سامية إخليف