مبادرة الجزائر لحل الأزمة السودانية نابعة عن إرادة صادقة دور جزائري بارز بالمنطقة العربية والإفريقية وتاريخ حافل بالإنجازات الدبلوماسية لا تزال الأوساط السياسية في السودان الشقيق تتفاعل مع مبادرات السلام ووقف الاقتتال بين قوات الجيش والدعم السريع، ومن ضمنها مبادرة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، التي انبرت على محددات منطقية ذات مصداقية مُراعية لمصالح الدولة السودانية وشعبها، والنأي عن كل أشكال التدخل في الصراع. أكد الخبير في الدراسات الأمنية والإستراتيجية، الدكتور عماد الدين حسين بحر الدين، على صدق مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون لحل الأزمة السودانية، معللا ذلك بعدم تدخلها في الشأن الداخلي وعدم دعم أي طرف من الفرقاء على حساب الآخر. وأضاف عماد الدين، في اتصال مع «الشعب»، أن مبادرة الجزائر الموجهة للمنظمات الأممية والقارية الفاعلة ضمن رؤية وازنة مشتركة، خالية من التأثيرات والأطماع في موارد السودان، وبعيدة كل البعد عن تجاذبات المحاور الإقليمية والدولية الداعمة لطرفي النزاع. وأثنى الخبير الأمني والإستراتيجي على جهود الرئيس عبد المجيد تبون لإرساء الحوار والسلام في السودان، وسعيه لجمع الفرقاء بغية وقف الاقتتال الدائر وتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق والفوضى الخلاقة، مشددا على ضرورة الالتفاف حول مبادرته حقنا للدماء وحتى لا تكون مقدرات الدولة السودانية صيدا سهلا للطامعين. ووفقا للمتحدث، تتمتع الجزائر بدور بارز وواضح في المنطقة العربية والإفريقية، وتاريخ حافل بالإنجازات الدبلوماسية على غرار حل الصراع الإثيوبي الإريتري ومساهمتها في حلحلة العديد من الأزمات الإقليمية والدولية، فضلا عن جدارتها في قيادة جامعة الدول العربية وتمكنها من لمّ شمل الفصائل الفلسطينية وتحقيق المصالحة بين مكوناتها سنة 2022، وهو ما يُعزز من فرص نجاح مبادرتها الهادفة إلى إرساء الأمن والاستقرار بالسودان. وبخصوص مبادرات وقف إطلاق النار والتفاوض الأخرى، لفت عماد الدين، إلى وجود عدة مقترحات داخلية وإقليمية ودولية مطروحة أمام الطرفين، أبرزها مبادرة الأطراف السياسية السودانية التي تمثل طيفا عريضا من أحزاب الحرية والتغيير، المجلس المركزي، الكتلة الديمقراطية ممثلة في الحركات المسلحة فصيل الدكتور جبريل إبراهيم ومالك عقار ومني اركو مناوي، معتبرا إِيّاها جيدة من حيث المضمون ولكنها تفتقد لالتفاف الرأي العام السوداني الداخلي حولها، وكذا عجزها عن جمع المحاور الإقليمية والدولية المتورطة في دعم الفرقاء. كما طفت على سطح الأزمة مؤخرا، مثلما أشار محدثنا، مبادرات ووساطات من دول ومنظمات قارية ودولية قصد تقريب وجهات النظر ووقف إطلاق النار على غرار مبادرة الآلية الثلاثية. وناشد الخبير الأمني والإستراتيجي، الرئيس تبون، إلى مواصلة جهوده الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة السودانية والرمي بكل ثقله السياسي الدولي من أجل التأثير في المحاور والقوى الفاعلة والوصول إلى أرضية تفاوضية وحوار مُفضي إلى الاستقرار والسلم الدائمين. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الرئيس الحالي للقمة العربية، قد وجّه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي والأمين التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية -الإيجاد-، في مسعى مشترك وموحد من أجل وقف الاقتتال بالسودان الشقيق، وفقا لبيان سابق لرئاسة الجمهورية.