أيها الجزائريون الشرفاء يا أحبتنا وتيجان رؤوسنا يا شعبنا الحبيب وسندنا الكبير نقدم لكم فيض من تحيتنا يا أحبتنا في الجزائر الحبيبة، رئيساً وحكومة وشعبا سلام تقر به عيون الناظرين، سلام مليء بالورود وأكاليل الزهور والياسمين، إلى أهلنا الجزائريين الأحرار، سلام مغلف بالمودة والوصال، سلام للجزائر الحبيبة التي سكنت في قلوبنا وفي حنايا الروح والوجدانِ، سلام وقد صدحت زغاريد الحب ورفرفت في الأفق أسمى آيات المحبة، سلام وقد تلألأت كل العيون سعيدةً شوقًا إلى الهناء المبهج، سلام من كل أبناء فلسطين وهم يهمسون فرحةً مزدانة بالبسمات، في يوم جميل عانقت هذا البلد الأصيل كفراشة بين الزهور، سلام لمعشوقتنا الجزائر التي تربعت على عرش الأمم وقد قدمت ثمرة جهود عظيمة تظافرت وانصهرت لتأسيس أرض المحبة والسلام، أرض الجود والعطاء، في هذا البلد الجميل الذي يتقدم به النهضة والنماء، في بلد أحببناه وعشقناه ونحن نزهو بهجةً وطربا فرحا بوطننا الثاني الحبيبة الجزائر، سلام للحبيبة الجزائر وهي تنسج شمس الحب من خيوطها الذهبية ظمأ الصحراء، وعندما تعزف الساقية بإنّاتها الحانية ألحان اللقاء، وعندما تفيض المشاعر الدافئة بمعان الصفاء.. عندما تحلّق الكلمة الصادقة ويسمو اللحن العذب وتحنّ الأسماع إلى شدو ِحادي الوفاء، سلام للجزائر العظيمة، وهي تمد اليد الكريمة، سلام يصل إلى السيد الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية، والى سعادة سفير الجزائر في السودان، والقنصل العام بالسفارة، وطاقم السفارة بأكملهم، لنحييهم ونشد على أياديهم، فقد كانوا مثالاً في دينهم وأخلاقهم وعروبتهم وإنسانيتهم، إذ لم يقبل سعادة السفير الجزائري أن يوصف الفلسطينيون ممن لجأوا إلى سفارة الجزائر في السودان بالأجانب، بل أصرّ على وصفهم بالجزائريين، وتعامل معهم مثل أبناء بلده، وشرع في تأمين احتياجاتهم بعد أن اطمأنّ إلى إجلاء المواطنين الجزائريين في الحافلة الأولى، وركب سعادة السفير وطاقم السفارة وعائلاتهم في الحافلة الثانية مع أهله الفلسطينيين الذين انقطع بهم السبيل، وتعرضت مناطق سكنهم للاستهداف، لقد انطلقت الحافلة التي تحمل العلم الجزائري وسط الاشتباكات والنيران والتحليق الجوّيّ المكثف، وقطعوا رحلة طويلة استمرت نحو عشرين ساعة حتى وصلوا إلى مدينة بورسودان على البحر الأحمر. السادة الأفاضل: لقد تحمّلت السفارة تكاليف الرحلة كاملة رغم ارتفاع أجرتها إلى أضعاف مضاعفة كما هو الحال في مثل هذه الظروف، وأدار السفير وطاقمه التحديات التي واجهتهم بحنكة ذكية وصبر مشهود ونَفَس طويل وصدر مفتوح وحسم رغم كل التوتر والإشكالات والقلق واختلاط المشكلات وتعقيدها. نرفع القبعة ونقف احتراماً وتحية لجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية ورئيسها السيد عبد المجيد تبون وقيادتها وشعبها ووزارة خارجيتها وسفارتها في السودان وسفيرها هناك ودبلوماسييها على موقفهم الكبير، وهو دَين في أعناقنا لن ننساه للجزائر التي نزداد لها حباً واحتراماً، سلام لك يا جزائر الحب والإخلاص والتضحية والفداء، فما أعذب الطير حين تشدو صداحة في أجواء وهرانوالجزائر.. وما أروع الزهر تميس طرباً في ظِلال بلد المليون شهيد. حقاً: ما أجمل الكلمات حينما تحمل عبارات الصدق والإخلاص وأسمى معاني الصفاء … نترنم بأهازيج السلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته يا جزائر الشرف والعزة والكرامة، أعطر تحية لقبلة الأحرار والشرفاء، لجزائر الحب والعطاء والبطولات، شكرا يا جزائرنا