ما يحدث ضد فلسطين غير مقبول.. ونأمل في تحول التشرذم العربي إلى قوة أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أن الجزائر استرجعت مكانتها في إفريقيا، مشددا على ضرورة أن يكون للجزائر تواجد فعال بالقارة. وقال السيد تبون إن الجزائر تعمل من أجل الرجوع الى عائلتها الكبيرة في إفريقيا، وهذا بعد أن كانت متواجدة شكليا وليس عمليا في القارة السمراء، واقتصار توجيه كل جهودها خلال العشر سنوات الأخيرة إلى ما وراء البحار، مؤكدا ضرورة التركيز على جهود تنمية القارة الإفريقية، وهذا - كما قال - «عكس باقي الدول الغربية التي يقتصر اهتمامها في القارة على الجانب الجيوسياسي». ولهذه الأسباب - يضيف رئيس الجمهورية - قررت الجزائر ضخ 1 مليار دولار من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من اجل التضامن والتنمية لتمويل العديد من المشاريع في القارة لاسيما المتعلقة بالتعليم والصحة والمياه، مذكرا بأنه «يوم أعلن عن إنشاء الوكالة في إثيوبيا منذ سنتين أمام القادة الأفارقة لقي المشروع ترحيبا من كل الحضور بالقاعة، لتأكدهم من حسن نية الجزائر». وبشأن القضية الفلسطينية، على اعتبارها قضية مركزية بالنسبة للجزائر، أكد رئيس الجمهورية أن ما يحدث من اعتداء على أولى القبلتين وثالث الحرمين في المسجد الأقصى المبارك، وتدنيسه من قبل جنود الاحتلال الصهيوني، دون أن يحرك أحد ساكنا «أمر غير مقبول»، معربا عن أمله في أن يتحول التشرذم العربي إلى قوة. ولفت السيد تبون، إلى أن «هناك نظاما دوليا فرض نفسه على الضعيف قبل القوي. أتمنى أن يتغير الوضع، وتتغير معه النظرة العربية، وأن يتحول هذا التشرذم الذي نعيشه الى قوة، والى نظام عربي، كما ذكرت في اجتماع الجامعة العربية، فمن المفروض نحن أول من نؤمن بقوتنا». تجسيد مشاريع تنموية بدول إفريقية وأكد الرئيس تبون، ان الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية ستشرع في «غضون شهر من الآن» في تجسيد مشاريع تنموية بدول إفريقية، بدءا بمالي والنيجر، مبرزا أن نشاط هذه الوكالة سيتركز أساسا على مجالات الصحة والمياه والتعليم. وقال رئيس الجمهورية: «لقد عينت قبل حوالي أسبوع مديرا جديدا للوكالة وفي غضون شهر ستفتح الورشات الأولى في مدينة كيدال في مالي ببناء مستوصف ومدرسة وحفر بئر لتوفير مياه الشرب»، لافتا الى أن هدف الوكالة هو «المساهمة في التخفيف من وطأة الفقر والعطش وقلة مرافق العلاج وتصريف المياه». كما أكد الرئيس تبون حرص الجزائر، على التموقع في إفريقيا، لافتا الى الجهود التي خاضتها السلطات خلال السنوات القليلة الأخيرة من أجل فتح خط بحري لنقل البضائع مع نواكشوط وكذا لفتح خط بحري نحو داكار ثم نحو كوت ديفوار. ولدى تطرقه الى الصادرات خارج المحروقات التي «ظلت مجرد شعارات منذ الميثاق الوطني 1976» اذ لم تتجاوز عتبة 1.8 مليار دولار منذ الاستقلال، قال رئيس الجمهورية ان الجزائر تمكنت من بلوغ نحو 7 ملايير دولار كصادرات غير نفطية خلال سنة 2022، مؤكدا ان السلطات العمومية سطرت هدفا «لبلوغ 13 مليار دولار كصادرات خارج المحروقات، ما يعني ان هناك منتوجا وطنيا قابلا للتصدير».