تناول الكاتب والإعلامي محمد بغداد، في كتابه الصادر حديثا عن منشورات ذاكرة الأمة «دماء الصحراء حروب القاعدة في الساحل الإفريقي»، والذي جاء في خمس فصول، أوضاع الساحل الإفريقي والأزمة التي تشتد يوما بعد يوم من خلال إعطاء مقاربة، وتقديم استراتيجيات الترهيب، قاعدة الدم المسفوح. كشف امس محمد بغداد على هامش تقديم عرض كتابه بالمركز الثقافي الاسلاميئ ان الهجوم الارهابي علىئ المنطقة النفطية في مدينة عين امناس هو اعتداء على السيادة الوطنية والهدف منه هو جر الجزائر الى حرب رافضة لها، حيث قال «ما يمكن الحديث عنه الآن هي النتائج الوخيمة المتعاقبة على ذلك وهي تكاليف هذه الحرب التي لا ندري الى غاية الساعة متى ستنتهي، بالاضافة الى تداعيات البلدان الغربية حول الهجوم الارهابي على عين امناس، منها حديث البعض منها عن ضعف حماية المنشئات النفطية وهذا في حد ذاته خطر يهددنا». وأضاف ذات الاعلامي والكاتب «الخطر يزيد حدة اذا تم استهداف قواعد نفطية أخرى»، مرجعا ذلك الى نقص في المادة الاعلامية التي تزودنا عن حقيقة ما يحدث سواء في الحرب المعلنة على مالي و عن سير عمليات الجيش والكيفية التي تم القضاء على هذا الاعتداء وهو بحد ذاته يضيف بغداد رد اعتبار للجندي و الجيش الجزائري الذي قدم بطولات يشهد لها التاريخ وبالتالي طمأنة الشعب عن حقيقة ما يحدث بجنوبنا، وأن الجيش يستطيع ان يحمي منشآتنا النفطية في ظل الخطر الذي يهددنا، ومتأسفا على افتقار الجزائر الى مؤسسة اعلامية تصنع الخبر داعيا في سياق حديثه الى ضرورة رد الاعتبار للصحفي الجزائري. وعن النتيجة المنتظرة من هذه الحرب على مالي، أكد بغداد ل «الشعب» أن مالي ستكون افغانستانالجديدة والخوف اذا امتد الخطر الى نيجيريا. كما عالج الكاتب محمد بغداد انطلاقا من هذه المعطيات، خطر الساحل مقدما خلاصة مسار الجماعات الإرهابية ومواجهاتها مع الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي والإسلامي، بالإضافة إلى تصوير الأزمة التي انتهت باعلان الحرب على مالي. ويرى محمد بغداد في كتابه /دماء الصحراء/، أنَ الأزمة في الساحل الإفريقي لا يمكن أن تنتهي وفق كل الاحتمالات الواردة سواء تدخل الغرب عسكريا، أو اذا قضت حكومات المنطقة على قادة الجماعات الإرهابية، أم ألقت عليهم القبض. وضمن محمد بغداد العمل صورة مقاربة لبعض النماذج في العالم التي عرفت الإرهاب وتدهور حالها الاجتماعي والإنساني والاقتصادي، حيث يعتقد أنَ منطقة الساحل ستكون النموذج الجديد لهذه المناطق في المستقبل. كما أجرى الكاتب في/ دماء الصحراء/ مسحا لجغرافية وتضاريس الساحل وكذا قراءة الأوضاع الأمنية، حللَ فيها حركة وحالة الكتل الإرهابية، التي تمزج بين الثقافة الدينية وطموحات معيشة إنسان. و يرى الكاتب أن الأمر لا يتعلق اليوم بتطورات منطقة جغرافية وإمكانية تغيير خارطتها السياسية أو الديمغرافية فذلك مقدور تكاليفه مهما كانت نتيجة هذا التغيير ولكن الموضوع المطروح اليوم، يتضمن اعمق التفاصيل المتعلقة باستراتيجية الامن القومي وفي مختلف أبعادها والذي سيكون له تأثير غير محصور تكاليفها في الأجيال القائمة، بل تتجاوزها أجيال أخرى.