قال الكاتب الصحفي محمد بغداد، إن المشهد الأمني والسياسي في مالي ما زال “مشوشا" ولا يمكن بناء رأي أخير حوله، إلا أن هذا لا يمنع حكومتنا من تأسيس موقف دبلوماسي بعيدا عن الدبلوماسية التقليدية. كما أكد أن كتابه “دماء الصحراء" الصادر، مؤخرا، عند ذاكرة الأمة، هو محاولة إعلامية لتوثيق هذه البؤرة المتوترة من صحراء إفريقيا، ولكن بعيدا عن التقارير الجاهزة والموجهة. جلس بغداد في فضاء “موعد مع الكلمة" بالديوان الوطني للثقافة والإعلام، ظهيرة الثلاثاء المنصرم، استعرض فيها الخطوط العريضة لمؤلفه الجديد بعنوان “دماء الصحراء، حروب القاعدة في الساحل الإفريقي"، قال عنه إن يصدر في وقت “تعجز فيه نخبنا عن صياغة خطاب مفهوم لدى الرأي العام"، واضعا عمله ضمن مسعاه الخاص لأن لا يكون مجرد صحفي يتعامل آليا مع الأخبار، أو كما كتب يقول: “حتى نتمكن من بناء ثقافة توثيقية جديدة، يتحمّل مسؤوليتها الإعلامي الذي يتحوّل إلى طرف في مناوشة بقية كتل النخب الجزائرية". ويرى الكاتب أنه لتأسيس “اتجاه جديد" وبالتالي قراءة مغايرة لما سلف للأحداث في الساحل الفريقي، لا يجب الاكتفاء بالتقارير التي تصيغه دوائر أمريكية وأوروبية في مخابرها، وتوزعها على وكالات ومواقع لتوهم الرأي العام بوجهة نظر واحدة. وقال الكاتب إن التجربة الدولية في مجال الأزمات الكبرى بدءا بأفغانستان والعراق أثبتت فشل السياسة الأمريكية وأظهرت أن منطق مكافحة الإرهاب قد غير وجهته بعد ما اصطلح عليه بالثورات العربية. يرى الكاتب أن أكبر تحدٍ سيواجه القاعدة مستقبلا، هي “الجماهير التي عزفت عن الاستجابة للنداءات الجهادية التي أطلقتها القاعدة، ولم تتمكن من إسقاط نظام سياسي واحد، رغم حروبها الطويلة وتضحياتها الباهظة". يأتي الكتاب في الحجم المتوسط، في 169 صفحة، تضمنت 8 محاور رئيسية هي: مقاربة الرؤية، محارب شرك وأوثان السياسة، ساحل مخزون البارود، استراتيجيات الترهيب، قاعدة الدم المسفوح، أنصار الدين، جهاد الرؤية، تحرير قبيلة.