لقد تعرضت القدس إلى هجمة مسعورة منظمة تقودها حكومة الاحتلال ومؤسساتها المختلفة سواء العسكرية أو الأمنية والمدنية التي أعدت الخطط المسبقة بالتنسيق مع وحدات جيش الاحتلال الصهيوني والمستوطنين من أجل السيطرة على القدس والعمل على تهويدها وفرض سياسة الأمر الواقع على أهلنا المرابطين الصامدين في القدس الشريف. المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى المبارك مستمرة في التصاعد وتطال كافّة المعالم العربية والإسلامية بالقدس ومعاول الهدم ماضية في تخريب المدينة بشكل شرس سواء تحت الأرض أو فوقها وبحسب مخططات طويلة الأمد وجدول زمني مدروس آخذه في التسارع لتحقيق الأطماع اليهودية في اختطاف القدس من أهلها وتحويلها إلى (أورشليم ذات الطابع الغربي) مدنياً واليهودي عقائدياً. إجراءات الاحتلال السافرة المتخذة بحق المسجد الاقصى تعد عدواناً مدروساً على الشعب الفلسطيني ومقدساته وخرقاً صريحاً لحقوق العبادة وممارسة الشعائر الدينية والعقيدة وحرية الوصول الى الاماكن المقدسة ودور العبادة التي كفلتها المواثيق والاتفاقات الدولية كافة. الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير المخطط الاحتلالي القاضي بتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانيا ولا يمكن للغة القوة الصهيونية ان تنال من القدس ومكانتها العربية الإسلامية وان كافة القرارات والقوانين والشرائع الدولية تعتبر القدس العربية مدينة محتلة وتحظى باعتراف أكثر من 137 دولة من دول العالم بأنها عاصمة الدولة الفلسطينية التي يستولي عليها الاحتلال بالقوة وبالتالي فإن أية خطوات يتخذها الاحتلال على الارض أو تلك التي يسميها (قوانين) وغير ذلك هي باطلة ولاغيه وتعتبر ضمن الإجراءات الاحتلالية التعسفية والجائرة. السيادة الصهيونية على القدس التي يتحدث عنها بعض المسؤولين الصهاينة لا تعني سوى الاحتلال القائم بالقوة، وبالتالي فهي إجراءات باطلة ومرفوضة ولا أساس لها بحسب كافة القوانين الدولية وعلى المجتمع الدولي وكافة المنظمات والمؤسسات الدولية وحكومات ودول العالمين العربي والإسلامي التحرك والعمل على كافة المستويات من أجل وقف الإجراءات الاحتلالية التي تشكل مساسا خطيرا بأماكن العبادة وبأحد أقدس مقدسات العرب والمسلمين إضافة الى ما تمثله من انتهاك صارخ وخطير لكافة القوانين والشرائع الدولية. بات من المهم اليوم تدويل قضية القدس وفضح مخططات الاحتلال وكشفها للرأي العام العربي والدولي من أجل التصدي لمخطط تهويد القدس التي تعمل حكومات الاحتلال على ممارسته فتدويل القدس يعني أن يتحمل كل العرب والمسلمين المسؤولية المتكاملة من أجل حماية القدس والوقوف الى جانب أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين الصامدين في القدس الشريف والتضامن معهم بدعم صمودهم اليومي في مواجهة مخططات تهويد القدس وتهجير ما تبقى من سكان عرب ومسلمين فيها أنها معركة القدس.. نكون أو لا نكون لا خيار أمامنا سوى أن تكون القدس إسلامية عربية فلسطينية فهي التاريخ والحضارة والقوة والكرامة والعزة والشرف والفداء.. القدس أغلى ما نملك والقدس هي عربية فلسطينية إسلامية كانت وستبقى عبر التاريخ.. ولن ينالوا من القدس ولن يهزم شعبها الأصيل فهم الصامدون المرابطون المتحدون والأوفياء للقدس ولفلسطين التاريخ والأصالة والحضارة. المجتمع الدولي والعربي والإسلامي مطالب الآن بالتدخل الفوري العاجل لوضع حد لتمادي الاحتلال في انتهاكه الصارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى حيث يعمل الاحتلال على تحويل الصراع السياسي الى صراع ديني الأمر الذي سيترتب عليه تبعات خطيرة ومدمرة ليس على فلسطين والكيان الصهيوني الاحتلالى فحسب، بل على أمن واستقرار المنطقة برمتها.