تتواصل فعاليات الحملة التّحسيسية والتوعوية لمكافحة المخدرات والمؤثّرات العقلية والوقاية منها منذ السبت الماضي، حيث أجمع المشاركون على أهمية الوقاية والتحسيس بمخاطر هذه الآفة على كافة المستويات. تجوب هذه الحملة التحسيسية كل الشوارع المركزية للمدينة والأحياء ووسائل النقل، حيث من المنتظر أن تكون هذه الأيام الإعلامية، فرصة للحوار مع مختلف المتدخلين من مهنيي قطاع الصحة، بمن فيهم الأطباء والصيادلة والهيئات والمنظمات الناشطة في المجال الصحي وفعاليات المجتمع المدني، كما اعتبر والي الولاية مصطفى أغامير خلال افتتاحه لفعاليات هذه الحملة التحسيسية، بأنّ معالجة ومحاربة هذه الظاهرة تحديا لن يتأتى إلا بتظافر جهود الجميع وبمشاركة مختلف الفاعلين. وأطلق الصندوق الوطني للتأمينات الإجتماعية للعمال الأجراء من خلال وكالة ورقلة حملة موسعة، تهدف إلى توعية الرأي العام حول آفة المخدرات ومخاطر المؤثرات العقلية وآثارها السلبية على المجتمع، وضرورة محاربتها بالتركيز على تعزيز ثقافة الوقاية لدى المواطنين، والمساهمة في الحفاظ على صحتهم واستقراهم في بيئة عملهم ومحيطهم الاجتماعي. كما ستكون هذه الأيام فرصة لتسليط الضوء على الإجراءات المنتهجة من قبل الصندوق في سبيل تحسيس المؤمن لهم اجتماعيا، وإبراز التدابير المساهمة في التقليل من المخاطر الناتجة عن حوادث العمل، جراء تعاطي المهلوسات والمؤثرات العقلية، كما سيشمل البرنامج توعية مهنيّي الصحة المتعاقدين ولاسيما الأطباء والصيادلة بمسؤوليتهم في حماية ووقاية المواطنين من آفة المخدرات، وآثارها الوخيمة على الصحة العمومية. وبهذا الصدد أوضحت نورة ريغي مسؤولة خلية الإصغاء والاتصال والإعلام للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء وكالة ورقلة ل "الشعب"، أنّ عدة نشاطات إعلامية وتحسيسية ستتواصل على مدار أسبوع كامل، وفقا لبرنامج الصندوق وتتضمّن تنظيم أبواب مفتوحة والتقرب من الطلبة في كل من الجامعة ومراكز التكوين ومختلف الفئات عبر محطة نقل المسافرين، بالإضافة إلى تنظيم لقاء مع ممثلي المجتمع المدني بالولاية لتوحيد الجهود في مواجهة هذه الآفات الخطيرة. عمل وقائي ضد الإدمان في لقاء أجرته "الشعب" مع عبد الحميد بوعلي المدير الفرعي للأداءات الطبية في وكالة ورقلة، أكّد أنّ الظاهرة بحاجة إلى تحرّك على كافة المستويات، كما أنّ الجميع معني لتحقيق الهدف من هذه الحملة التحسيسية، خاصة أنّ مؤشّرات تفاقم هذه الآفة أضحى يستدعي دق ناقوس الخطر حسبه. ومن أجل تحديد مجال تداول أدوية علاج الأمراض العصبية في نطاقها غير القانوني، حدّد الصندوق الوطني إجراءات للمساهمة في الوقاية من الإدمان باعتباره فاعلا أساسيا في محاربة وضبط الاستهلاك المفرط لمختلف الأدوية، ولاسيما تلك المتعلقة بعلاج الأمراض العصبية والنفسية، تهدف إلى مكافحة التداول اللاّمشروع لهذه الأدوية، والتقليل من مخاطر هذه الظاهرة وتعزيز النطاق القانوني لاستخداماتها، وتتمثل في إخضاع أدوية علاج الأمراض العصبية إلى شروط خاصة للتعويض، حيث يتم إحالة كافة الوصفات على المراقبة الطبية مع إلزامية وصف هذه الأدوية من قبل طبيب مختص في المجال، كما تسلم الأدوية على مستوى الصيدليات الناشطة بولاية الانتساب حصريا، وفقا لما ذكره المتحدث. وأشار إلى أنّ الصندوق سيقدم تحفيزات مالية إلى الأطباء المعالجين المتعاقدين عن كل عمل وقائي ضد الإدمان لفائدة المؤمن لهم اجتماعيا وذوي حقوقهم، كما يتكفّل أطباء الصندوق من جانبهم بتحسيس المؤمن لهم اجتماعيا المرضى بمخاطر التناول المفرط لأدوية الأمراض العصبية والمهلوسات العقلية. وذكر الدكتور بوعلي بأنّ التحرك لتطويق هذه الظاهرة، يتطلّب نظرة بعيدة وحلولا استباقية لمواجهة المد الخطير الذي تسجله هذه الآفة، مشيرا إلى أنّ تعزيز ثقافة الوعي خطوة أساسية ولابد منها انطلاقا من فئة الأطفال والمراهقين عبر المؤسسات التربوية والمدارس القرآنية ودور الشباب والأسرة.