استهداف الاحتلال الصهيوني الارهابي النازي المتواصل للمسجد الأقصى المبارك والمصلين، بتحريض مستمر من غلاة المتطرفين وعلى رأسهم الفاشي بن غفير الذي يدعو لتغيير الوضع الراهن للمسجد. وفي الحقيقة: عمليات التحريض مستمرة ليلاً ونهاراً على الوجود الفلسطيني برمته، وذلك لتكريس الاقتحامات وتوسيع دائرة المشاركين فيها، الامر الذي يظهر بوضوح من خلال الازدياد الملحوظ في اعداد المقتحمين. وغني عن التعريف القول أن العدوان الصهيوني المتواصل على المسجد الأقصى هو امتداد لمحاولات تغيير واقعه القانوني والتاريخي القائم بهدف تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانياً، وهو استخفاف صهيوني رسمي بالمواقف العربية والإسلامية والدولية والمطالبات العالمية للحكومة الفاشية بالكف عن إجراءاتها القمعية ووقف الاقتحامات الاستفزازية. وتداعيات حملات التحريض المتواصلة والممنهجة ضد القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك هو مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن الدولي الذي اتخذ ما يلزم من قرارات للحفاظ على الوضع التاريخي القائم وأي خطوات عملية هو مخالفة صريحة للقرارات الأممية ذات الصلة. الحكومة الصهيونية الإرهابية الفاشية تعطي تعليماتها للشرطة الصهيونية لعقد اتفاقات مع جماعات ما تسمى الهيكل المزعوم بشأن تمديد ساعات اقتحاماتها للمسجد الاقصى المبارك ولعل وجود الوزير الفاشي بن غفير على رأس المقتحمين الارهابيين يؤكد ذلك ويؤكد أيضاً أن المخطط يمضي بهدوء لتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، خطورة بالغة لهذا القرار الاستعماري التهويدي والعنصري باعتباره تصعيدا خطيرا في الاوضاع على ساحة الصراع، وانقلاب على التفاهمات الدولية والعربية بشأن خفض التوتر والتسهيلات التي يعطيها الإرهابي النازي بن غفير للمقتحمين يدل بما لا يدع مجالا للشك ان الحكومة الفاشية تسعى لإرضاء مؤيديها المتطرفين وحل أزماتها على حساب حقوق شعبنا، وفي مقدمتها ادخال تغييرات جذرية على الوضع القائم بالمسجد الاقصى والقدس ومقدساتها، وهو ما يتطلب تدخل المجتمع الدولي تدخلاً عمليا وحاسما يجبر الحكومة الفاشية على وقف جميع اجراءاتها أحادية الجانب وغير القانونية، وقبل فوات الاوان. ووفق الأوقاف الإسلامية ينفذ المستوطنون الذين يقتحمون الأقصى ويرافقهم أعضاء كنيست متطرفين ومنهم أيهودا غليك حيث يقومون بجولات استفزازية ويؤدون طقوساً تلمودية في باحاته، ويستمعون إلى شرح حول الهيكل المزعوم، وكل ذلك يتم بالتناغم مع شرطة الاحتلال التي تقوم بتأمين الحماية لهؤلاء المتطرفين وكعادتها تنشر عناصرها ووحداتها الخاصة منذ الصباح في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وتواصل التضييق على دخول المصلين، كما تمنع المصلين من الاعتكاف في المسجد وتعرقل دخولهم فجراً، أن اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك يا سادة يا كرام فيه استفزاز واضح لمشاعر الشعب الفلسطيني بشكل خاص وجموع الأمة الإسلامية بشكل عام، وهذه الاقتحامات الاستفزازية ليست سوى محاولة صهيونية يائسة لبسط سيادة موهومة على المسجد الأقصى، ولكنها لن تفت في عضد الشعب الفلسطيني ولن توهن عزم المقدسيين، وسوف يظل شعبنا ثابتًا في وجه هذه التحديات حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأن مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية، أعداد المقتحمين اليومية تزداد وبوتيرة عالية، ولنعرج على تاريخ الاقتحامات، فقد بدأت اقتحامات المتطرفين الارهابيين للمسجد الأقصى في إبريل/نيسان 2003 بقرار أحادي من قبل الشرطة الصهيونية الإرهابية دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، ومنذ ذلك الحين بدأت أعداد المقتحمين بالازدياد بشكل ملحوظ سنويا حيث سجلت أعلى الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية. وفي الفترة ما بين الأعوام 2004 و2013 كانت أعداد المقتحمين تتراوح ما بين 6 إلى 7 ألاف سنويا، وفي الفترة ما بين الأعوام 2014 و2016 كانت اعداد المقتحمين ما بين 11 إلى 14 ألفا أما في الفترة ما بين 2017 و2020 فإن أعداد المقتحمين تضاعفت بشكل ملحوظ حيث تراوحت ما بين 25 ألفا و29 ألفا، وفي العام 2018 كانت أعداد المقتحمين أكثر من 29 ألفا وفي العام 2022 كانت أعدادهم أكثر من 42 ألفا وهو ما يشير الى أن الأعداد تتضاعف كل عام إلى أن وصلنا الى العام 2022 الذي سجل رقما قياسيا بأعداد المقتحمين، وبما يدلل على الارتفاع المتتالي بأعداد المقتحمين فإن المعطيات التي وثقتها دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تشير الى أن اعداد المقتحمين على مدى العقد الماضي كانت كما يلي: عام 2011 اعداد المقتحمين 3694 عام 2012 أعداد المقتحمين 2915 عام 20130- أعداد المقتحمين 1688 عام 20140- أعداد المقتحمين 11870 عام 2015- أعداد المقتحمين 11589 عام 2016- أعداد المقتحمين 14870 عام 2017- أعداد المقتحمين 25630 عام 2018- أعداد المقتحمين 29801 عام 2019- أعداد المقتحمين 29610 عام 2020 وهو عام انتشار فيروس كورونا كانت أعداد المقتحمين 18526 عام 2021- أعداد المقتحمين 34117 عام 2022- أعداد المقتحمين 48238 وما قبل العام 2000 كان عدد قليل من اليهود يدخلون المسجد الأقصى كسياح ويلتزمون ببرنامج دائرة الأوقاف الإسلامية ولا يتم تمييزهم عن الأخرين باعتبارهم سياح، وتقف وراء الاقتحامات الصهيونية المتزايدة للمسجد الأقصى جماعات يمينية متطرفة تجاهر بالدعوة لإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى. وعلى ضوء تجربتها في تقسيم المسجد الإبراهيمي في الخليل، سيقع المسجد الأقصى ضحية للاحتلال فيمنع المسلمين من دخوله متى شاء وكيف شاء. السادة الأفاضل: الأقصى في خطر وعلى الكل الفلسطيني أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، فلا حياة الا بك يا أقصى، وسيظل الأقصى شامخاً شموخ جبال القدس، ولن يقسم لا زمانيا ولا مكانيا بإذن الله، فشعبنا العظيم الذي قدم ملايين الشهداء، سيفتديه بالأرواح.