قاد المدرب المخضرم عبد القادر عمراني فريق أولمبي الشلف، للمرة الثانية للتتويج بكأس الجمهورية في تاريخ مشاركاتها بالمنافسة، بعدما تمكن من الإطاحة ببطل النسخة المنصرمة فريق شباب بلوزداد بالنتيجة والأداء، وقلب عليه الطاولة ب (2 - 1) بعدما كان متأخرا في النتيجة. أبقى المدرب عبد القادر عمراني على هيبته في نهائيات كأس الجمهورية، حين تمكن، عشية الخميس، من معانقة اللقب الخامس في مشواره التدريبي مع أربعة فرق مختلفة، حيث أبان عن دهاء تكتيكي كبير خلال أطوار المباراة التي انتهت بعد مرور 120 دقيقة لعب، بتتويج جمعية الشلف بلقبها الثاني في تاريخ المنافسة بعد 18 عاما رفقة نفس المدرب. حافظ عمراني على لقب كأس الجمهورية الأخيرة التي نالها رفقة شباب بلوزداد سنة 2019، تاريخ آخر منافسة قبل توقفها بسبب جائحة كورونا.. عمراني الذي غادر فريق شبيبة القبائل هذا الموسم من الباب الضيق، ليعود للفوز بالكأس من جديد من بوابة فريق جمعية الشلف، الذي كان مهدّدا بالسقوط عند وصوله إلى الفريق، ليتمكن من إعادة الفريق تدريجيا إلى مستواه، بمجموعة من اللاعبين المخضرمين الذين يقتربون من نهاية مسيرتهم الكروية، وبالرغم من أنه لم يضمن بعد ورقة البقاء في الرابطة المحترفة، لكنه تمكن من إعادة الثقة إلى اللاعبين وجعلهم يسترجعون شبابهم في نهائي مثير، عادوا فيه من بعيد وتمكنوا من إهداء اللقب الثاني للجمعية، وإسعاد مدينة بأكملها قضت ليلة بيضاء في الاحتفال بلقبها الثاني. خبرة السنين وظفها أمام الشباب حرم صاحب ال 67 عاما المدرب التونسي نبيل الكوكي من معانقة أول لقب له بصفته مدربا رئيسيا، بعدما توّج في السابق بلقبين مساعدا للمدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة بألوان النادي الأفريقي التونسي، حيث لم يعرف المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لشباب بلوزداد، قيادة لاعبيه للحفاظ على لقب كأس الجمهورية، وتحطيم الرقم القياسي في عدد التتويجات بالكؤوس، وأكثر من ذلك أخرجهم من تركيزهم بعدما أكثر من الاحتجاج على قرارات الحكم، التي كلفته الطرد من المباراة بالبطاقة الحمراء، ليأتي بعدها هدف الفوز والتتويج للأولمبي. ظهرت في النهائي خبرة السنين وحنكة ابن مدينة تلمسان في تسيير المواعيد الكبيرة، حيث أنه خالف القاعدة التي تقول بأنّ النهائي يربح ولا يلعب، أين تمكن من تهدئة لاعبيه ومطالبتهم بتطبيق التعليمات التي أعطيت لهم قبل انطلاق المواجهة، بعد افتتاح وامبا باب التسجيل مبكرا من ركلة جزاء في (د 08). كسب الأولمبي الثقة في النفس مع مرور الدقائق، واستحوذ على وسط الميدان، لينتقل بعدها لبناء نسوج كروية جميلة، الأمر الذي نقل الخطورة تدريجيا إلى مرمى الحارس أليكسيس قندوز، قبل أن يعادل النتيجة في (د 67) بعد عمل رائع قاده نساخ على الجهة اليسرى ممررا للقائد بوسعيد، الذي وزع كرة لسويبع الأخير يرتقي فوق الجميع ويوزع كرة رأسية في الجهة المقابلة ناحية عدادي، الأخير انقض عليها برأسية أسكنها المرمى محررا الجميع. تغييرات المدرب عمراني كانت مدروسة وبدأت قبل نهاية المباراة بعشرة دقائق، حيث شرع في تعزيز خطي الوسط والهجوم بلاعبين ماهريين وسريعين بالكرة، ما جعل رفقاء شعيب كداد يتراجعون كليا للوراء، ويتحملون عبء الضغط العالي الذي فرضه رفقاء المخضرم شمس الدين نساخ، ليتكلل ذلك بمضاعفة النتيجة عن طريق البديل إبراهيم مرسلي، الذي وجد نفسه متحررا من الرقابة داخل منطقة العمليات، في ظل عدم قيام بلخيثر بعمله. تمكن عمراني بخبرة السنين أن يقود "الشلفاوة" للقب تاريخي جعلهم ينقذون موسمهم، ويعودون بفضله إلى المشاركة في كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، بعد غياب دام تسعة سنوات كاملة وتحديدا منذ نسخة 2015. يذكر أنّ عبد القادر عمراني يعد المدرب الأكثر تتويجا بلقب كأس الجمهورية على مر التاريخ، أين فاز باللقب رفقة وداد تلمسان (1998)، وجمعية الشلف (2005، 2023)، ومولودية بجاية (2015)، وشباب بلوزداد (2019.