تتجه الأنظار، مساء اليوم، إلى ملعب ميلود هدفي بوهران الذي سيحتضن نهائي كأس الجمهورية للموسم الرياضي 2022\2023 بين شباب بلوزداد وأولمبي الشلف، حيث يطمح كلّ فريق إلى تحقيق الانتصار ومعانقة الكأس والاحتفال مع الأنصار .. وتبدو المهمة صعبة لكلّ فريق رغم أنّ الشباب يمتلك الأفضلية على الورق، إلا أنّ واقع الميدان قد يكون له رأي آخر. نجح فريقا أولمبي الشلف وشباب بلوزداد في الوصول بجدارة واستحقاق إلى نهائي كأس الجمهورية الذي سيجمع بين فريقين من الرابطة المحترفة الأولى، ورغم أنّ الشباب هو المتصدر وأولمبي الشلف يتواجد في المركز العاشر، إلا أنّ هذا الأمر ليس له أيّ تأثير بحكم أنّ النهائي يبقى مفتوحا على كلّ الاحتمالات. عرفت منافسة كأس الجمهورية خلال النسخة الحالية العديد من المفاجأت التي تمثلت في خروج بعض الأندية الكبيرة والتي لديها تاريخ عريق في هذه المنافسة، على غرار وفاق سطيف ومولودية وهران إضافة إلى شبيبة القبائل ومولودية الجزائر ونفس الأمر ينطبق على اتحاد العاصمة، إلا أنّ الشباب والأولمبي عرفا كيف يشقان طريقهما بكلّ نجاح إلى غاية المباراة النهائية. الأهداف بين كلّ فريق تبقى متباينة فشباب بلوزداد اقترب كثيرا من التتويج بلقب البطولة وأنصار الفريق تعوّدوا على الأفراح عقب كلّ موسم بحكم أنّ الفريق حامل لقب البطولة للمواسم الثلاث الأخيرة، وهو ما يعكس قيمة ومستوى الفريق عكس أولمبي الشلف وأنصاره الذين لم يفرحوا منذ فترة طويلة. يعود آخر تتويج لأولمبي الشلف إلى سنة 2011 حين نال لقب البطولة ومنذ تلك الفترة لم يتذوّق أنصار الفريق طعم التتويجات والأفراح، وهو الأمر الذي يجعلهم متعطشين أكثر من أيّ وقت مضى من أجل مساندة اللاعبين من أجل تحقيق مشوار مميز في النهائي والتتويج بالكأس. شباب بلوزداد يقطف ثمار تولي مجمع "مدار" مسؤولية إدارة الفريق، حيث نجح هذا الأخير في تحقيق نتائج أكثر من مميزة أبرزها الحفاظ على لقب البطولة للمواسم الثلاث الأخيرة وهو يسير في طريق مفتوح لتحقيق اللقب الرابع له على التوالي في البطولة بحكم أنّه صاحب الصدارة وبفارق مريح عن أبرز الملاحقين. الهدف الأساسي للفريق خلال الموسم الحالي كان اللقب القاري، إلا أنّه فشل في تحقيق هذا المسعى ومن أجل مصالحة الأنصار بدأ مسؤولو الفريق في الترويج لإمكانية فوز أشبال الكوكي بالثنائية وهو ما معناه سيطرة الفريق على المنافسة الكروية في الجزائر في حال نجح في التتويج بلقب البطولة وأضاف له كأس الجمهورية. يراهن شباب بلوزداد على مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على صنع الفارق، حيث يمتلك الفريق في كلّ خط عناصر مميزة ولها مستوى دولي، حيث سبق للبعض منها التواجد في المنتخب الوطني للمحليين أو المنتخب الأول وهو الأمر الذي يعكس الجودة الفنية للفريق. لا يمكن إغفال الغياب المؤثر والبارز لأحد أفضل لاعبي الفريق، ويتعلق الأمر بحسام الدين ميريزاق الذي يعاني من إصابة وخضع إلى عملية جراحية ستبعده عن الميادين إلى نهاية الموسم، وهو ما يمثل غيابا مؤثرا في الفريق دون نسيان غياب اللاعب الآخر في وسط الميدان زكريا دراوي، وهو الأمر الذي سيؤثر لا محالة على المستوى الفنّي للفريق. المدرب نبيل الكوكي مطالب بإيجاد الحلول المناسبة لسدّ هذا النقص من خلال المراهنة على عناصر أخرى مثل ربيعي وهو الأمر الذي يمكن أن يساعد الفريق على الظهور بوجه فنّي أفضل رغم الغياب الوازن للثنائي ميريزاق ودراوي عن النهائي، حيث سيصعب على أيّ لاعب القيام بدورهما على أكمل وجه. أولمبي الشلف ظهر هذا الموسم بأوجه مختلفة، حيث نجح الفريق في تقديم مستوى جيد خلال مرحلة الذهاب، إلا أنّ التغييرات التي قامت بها الإدارة على مستوى العارضة الفنية انعكست سلبا على المستوى الفنّي ودخل الأولمبي في دوامة من النتائج السلبية، لكنّ الأمور عادت إلى نصابها بعد تولي المدرب المخضرم عبد القادر عمراني زمام العارضة الفنية. أنصار أولمبي الشلف يتفاءلون كثيرا بالمدرب عمراني، خاصة أنّ آخر تتويج بلقب كأس الجمهورية على حساب اتحاد سطيف كان في 2005، حينها كان المدرب عمراني يشرف على العارضة الفنية للفريق والمفارقة أنّ النهائي جرى في 21 جوان، أيّ يوم واحد قبل النهائي الذي سيجري اليوم. يمتلك أولمبي الشلف العديد من الأوراق الرابحة التي سيراهن عليها المدرب عبد القادر عمراني منهم عناصر الخبرة في صورة شمس الدين نساخ الذي سيواجه فريقه السابق إضافة إلى عناصر مميزة في الخط الأمامي على غرار سويبع وعليان إضافة إلى وسط الميدان المميز حمرة اللاعب السابق لاتحاد العاصمة. الحضور الجماهيري يرتقب أن يكون كبيرا، حيث "توجه" أنصار الفريقين إلى موقع "تذكرتي" من أجل الحصول على تذكرة النهائي، حيث ستجري المباراة أمام شبابيك مغلقة ممّا سيزيد من الشغف والحماس بين اللاعبين من أجل بذل كلّ ما لديهم للفوز بالكأس وإسعاد الأنصار الذين سيتنقلون بقوة إلى "الباهية" وهران.