عادل فريق اتحاد العاصمة عدد الانتصارات مع غريمه مولودية الجزائر على مرّ التاريخ، في الداربي الكبير بين الفريقين بالبطولة الوطنية برصيد 26 فوزا لكل واحد منهما، حين أطاح به بواقع هدفين نظيفين في أول مباراة تجمع بينهما على أرضية ميدان نيلسون مانديلا ببراقي بالعاصمة. حقّق أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة فوزا مهما، أمام غريمه مولودية الجزائر في الداربي رقم 88 بينهما في البطولة، سمح للاتحاد من القفز إلى المركز الثالث رفقة وفاق سطيف ومولودية الجزائر برصيد 39 نقطة لكل واحد منهم. دخل رفقاء المايسترو أسامة شيتة الداربي، بنفس العزيمة والروح التي لعبوا بها المباريات الأخيرة من كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، وسيطروا على وسط الميدان مبكرا وراحوا يضغطون على دفاع العميد، لتتجسد فرصهم العديدة بافتتاح باب التهديف بداية من (د 40)، بعد خطأ فادح في المراقبة من الدفاع والحارس إثر تنفيذ مخالفة غير مباشرة، وجدت قدم المهاجم بلقاسمي الذي أسكنها بدون انتظار في الزاوية البعيدة محررا زملائه والأنصار. استغلّ رفقاء القائد زين الدين بلعيد الاختيارات غير المفهومة، للمسؤول الأول على العارضة الفنية لفريق مولودية الجزائر، المدرب الفرنسي باتريك بوميل، الذي فضّل دخول المواجهة بثلاثة لاعبين يفتقرون للخبرة في المباريات الكبيرة من فئة الرديف في التشكيلة الأساسية، يتعلق الأمر بكل من (بينارة، بوشريط، بخوش)، رفقة متوسط الميدان طيب حمودي الذي لعب الجمعة ثاني مواجهة له منذ بداية سنة 2023، بالإضافة إلى الاعتماد على رضا حلايمية ظهيرا أيسر، كل هذا في ظل غياب الحلول الهجومية بعد انتهاء الموسم مبكرا للثنائي مرزوقي وإيسو بسبب الإصابة، وإصابة ثنائي الوسط محمد بن خماسة وبدر الدين توقي، وتسريح وكل من (شعال، مصمودي، فرحاني) قبل نهاية الموسم الكروي. بعد العودة من غرف تغيير الملابس، حاول الجهاز الفني للمولودية التدارك، بإقحام الظهير الأيسر الوافد الجديد حمزة موالي مكان عماد بينارة الذي خلفه رضا حلايمية في الوسط، ومتوسط الميدان الأيسر شعيب ذبيح مكان الشاب أنيس بخوش، ومتوسط الميدان منذر بوزكري مكان حمودي، وهو الأمر الذي أنعش طريقة لعب المولودية التي عاد إليها الاستقرار في وسط الميدان. في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع عودة المولودية في النتيجة بعدما بدأت تتحكّم في الكرة، قاد المهاجم عبد الرحمن مزيان هجمة من وسط الميدان، وقدّم كرة عرضية لزميله أوريبوني على الجهة اليمنى من هجوم الاتحاد، الأخير يوزّع كما جاءت لزميله لوصيف الذي أسكن الكرة في مرمى الحارس ليتيم برأسية رائعة، مضاعفا النتيجة في (د 63) وسط فرحة عارمة لأنصار الاتحاد. سير بعد ذلك رفقاء أكرم جحنيط باقي أطوار المواجهة بذكاء، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تسجيل أهداف أخرى لولا تسرّع مهاجمي الاتحاد، لينتهي اللقاء بتحقيق الاتحاد الفوز الحادي عشر لهم منذ انطلاق الموسم الكروي، مكبدين المولودية الهزيمة السادسة هذا الموسم. زميتي: اللاّعبون نضجوا كثيرا بعد التّتويج القاري أكّد مساعد مدرب فريق اتحاد العاصمة فريد زميتي بعد نهاية المواجهة، بأنّه كان لزاما على الاتحاد الفوز بنقاط الداربي أمام منافس مباشر على مرتبة رفقة ثلاثي المقدمة، وقال "لدينا مباريات متأخرة بينها لقاء المولودية، وكنا أمام حتمية الفوز بهذا الداربي". وأضاف "سيطرنا على المواجهة بالطول والعرض، وقمنا بمواجهة كبيرة خاصة في المرحلة الأولى، التي سيطرنا فيها على الكرة وسجلنا هدف السبق". وتابع "في المرحلة الثانية المدرب قام بإعادة تنظيم اللاعبين فوق الميدان، سيرنا جيدا الوقت وضاعفنا النتيجة في وقت جيد، فوزنا مستحق وسيجعلنا نحضر المواجهات المقبلة براحة". الرجل الثاني في الطاقم الفني للاتحاد، أوضح أن اللاعبين دخلوا اللقاء بنفس الصورة التي لعبوا بها كأس أفريقيا، وأفاد أن عقلية اللاعبين تغيرت جذريا بعد التتويج بكأس "الكاف"، بعدما كسبوا الخبرة القارية ونضجا تكتيكيا جراء المباريات الكبيرة التي خاضوها في المنافسة القارية، وقال "دخلنا المواجهة بنية الفوز وحقّقنا ما كان مسطرا في البداية". كشف زميتي أنّه من غير السهل إعادة اللاعبين إلى تركيزهم بعد التتويج بكأس "الكاف"، وعيش فرحة التتويج رفقة الأنصار، موضّحا بأن الطاقم الفني قام بعمل كبير حتى لا يدخل الفريق في عطلة مسبقة، والدليل أنه حقق انتصارين وتعادل بعد التتويج باللقب القاري. عبد اللاوي: الهزيمة مرّة والاتحاد لعب أفضل منّا من جانبه، قائد فريق مولودية الجزائر أيوب عبد اللاوي أفاد أنّ الهزيمة في الداربي أمام الاتحاد مرّة للغاية، وصرّح "يجب أن نكون واقعيين الاتحاد أدى مباراة أفضل منا، ويستحق الفوز المحقق أمامنا". وشدّد "ما علينا إلا أن نواصل عملنا في التدريبات، وأن نكمل المواجهات الخمسة التي تنتظرنا بنتائج إيجابية، هزيمة اليوم لن تقف حاجزا أمام مشروع المولودية". بخصوص تتويج جمعية الشلف الذي سيحرم المولودية من المشاركة بمنافسة كأس "الكاف"، في حال إنهاء الموسم الكروي في المركز الثالث بالترتيب العام، أوضح "تتويج جمعية الشلف رفع الضغط علينا، وجعلنا نفكر إلا في ضرورة تحقيق الفوز، ومحاولة خطف المركز الثاني للعمل على ضمان مشاركة قارية الموسم المقبل". وعلّل "الضغط السلبي ظهر علينا في شوط المباراة الأول الكارثي الذي لعبناه أمام الاتحاد، وتأثرنا كذلك بغياب الثنائي بن خماسة وتوقي في وسط الميدان". وختم "كما قلت كانوا أفضل منا في المواجهة، فزنا عليهم في الذهاب وتغلبوا علينا في العودة". يذكر أنّ المواجهة عرفت حضورا جماهيريا معتبرا بمدرجات نيسلون مانديلا ستاديوم، صنع فيها أنصار المولودية لوحات فنية عالمية.