عقد المجلس الإسلامي الأعلى دورته ال 18 أول أمس، بولاية أدرار، والتي تستمر إلى ال 23 من شهر أكتوبر الجاري، وتميزت هذه الدورة بالحضور المكثف لشيوخ الزوايا والمدارس القرآنية وأئمة المساجد، وعملت على ابراز المحامد والخصال النبيلة التي هي من طبيعة ديننا الحنيف النابذ للعنف والتناحر والإساءة إلى الغيرو التنابز بالألقاب لأنه دين الاعتراف بالآخر والتعايش معه. في البداية دعا رئيس المجلس الاسلامي الأعلى الدكتور الشيخ بوعمران خلال افتتاحه هذه الدورة إلى نبذ العنف بكل أشكاله وأنواعه مجددا بذلك المفاهيم العامة التي تحكم نشاط المجلس بصفته هيئة استشارية ملمة بأفكار العلماء وبكل ما يخدم الإسلام والمسلمين، وهذا من خلال تنقية ما تعلق بالإسلام من شوائب لم تكن فيه ولا منه، وبتصحيح الأفكار المسيئة والخاطئة والتصورات المغلوطة، ولا يتم هذ التصحيح إلا من خلال تضافر جهود المفكرين ورجال الإعلام سواء كانوا داخل الوطن أوخارجه. وأضاف رئيس المجلس الأعلى في معرض تحليله للوضع أنه ينبغي تدعيم الهياكل الثقافية والاسلامية بإصدارات تصب كلها في الحفاظ على المذهب المالكي. كما تطرق الدكتور بوعمران الشيخ إلى ضرورة الافتاء في حالة الأخطاء من طرف العلماء المختصين مع الإلمام بالحكمة والموعظة الحسنة. أما عن سبب عقد هذه الدورة بأدرار فيؤكد المجلس الاسلامي الأعلى أنها جاءت للوقوف إلى جانب الزوايا وعلماء المنطقة، بالإضافة إلى تكريم البعض من شيوخها تقديرا لاسهاماتهم الكبيرة في خدمة الدين الاسلامي ونشرهم لقيم التسامح وزرعها الشباب خاصة والمجلس الاسلامي الأعلى يدرك كل الإدراك مع غيره من المؤسسات أن أدرار تعد قطبا لتكوين الأئمة وحفظة القرآن الكريم المنتشرين عبر مساجد الوطن، كما نبّه المجلس الى محاربته للأفكار الغريبة والدخيلة على المجتمع الجزائري ومن جملتها ظاهرة التنصير. ولم تقتصر هذه الدورة على إلقاء المحاضرات وفحص الراهن بل برمجت على هامش أشغالها زيارات ميدانية لعدد من الزوايا بالمنطقة وزيارة بعض المساجد العتيقة والمدارس القرآنية، بالإضافة الى تنظيم مائدة مستديرة بالمركز الجامعي للتعريف بنشاط المجلس مع الوقوف على أهم خزائن المخطوطوات التي تتميزبها أدرار. الدورة التي تستمر لغاية 23 أكتوبر الجاري ستكون مسرحا لمناقشة القضايا الاسلامية وكيفية ترقية المجتمع على أسس سليمة بعيدا عن التطرف والتشكيك في قدرات العلماء.