أشاد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بخصال الفقيد «عبد الحميد مهري» في الذكرى الأولى لرحيله، واصفا إياه بالجامع والجامعة، كونه كان يرغب في وحدة الصف الجزائري كلما استطاع الى ذلك سبيل وقدوة في النضال والأخلاق والتمسك بمبادئه، وكذا حسن تدبره في الأوضاع التي كانت تشهدها الساحة السياسية الوطنية آنذاك. وفضل عبد العزيز بلخادم، في تدخله بالندوة التي نظمتها جمعية الكلمة للثقافة والإعلام بقاعة المحاضرات الكبرى بالمدرسة العليا للصحافة أمس، التحدث عن سنوات العمل التي جمعته بالراحل مهري حين أمينا عاما للحزب، قائلا: «ما تعلمناه منه هو أنه لا يحقد على أحد ورجلا صبورا عندما ظلم، ولديه بعد النظر وسدادة الرأي والقناعات». مشيرا الى أنه كان يتعامل بأخلاق بخاصة عندما كان يخطط لسحب الثقة منه حين كان أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني، وأنه لم يتصد لهم حرصا على وحدة الجزائر. وأضاف عبد العزيز بلخادم، بأن الفقيد كان يحبذ الحوار كوسيلة لإرساء الديمقراطية بين من يختلفون معه، وبقي شامخا ومتواضعا الى أن توفي، فقد فضل ممارسة التعليم على المناصب السياسية العليا. وفي ذات السياق، اعتبر عبد الحميد مهري هرما من أهرامات الجزائر مفيدا: «ما أحوجنا الى من يقتدي بهذه الشخصية العظيمة حين نتعامل مع من نختلف معه في الرأي». نفس الأمر ذهب إليه، وزير التربية الوطنية سابقا علي بن محمد قائلا أنه عندما ننظر في منهج حياة نجده نجح في الجمع بين الأفق والمقاربة السياسية للأمور التي يأخذ فيها مواقف وبين مطالب الحياة وواقع المعيشة اليومية. وكذا التمسك بالمبادئ التي يؤمن بها ونظرته الشمولية في التعامل مع المسائل الوطنية عبر البحث عن مسببات المعضلة لعلاجها. واصفا الراحل بضمير الأمة التي لا يمكن نسيانه أو إغفال ما قدمه من تضحيات نضالية وسياسية تجاه الوطن. وفي بداية تدخله اعتبر رئيس جامعة الجزائر 03 البروفيسور رابح شريط مهري بالمدافعين عن الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في إطار التشاور والحوار، وتفادي ثقافة الإقصاء وقريبا من المثقفين. وكان وفيا لمبادئه في الوقت الذي كان ابتعد عنه الذين أساؤوا إليه، مضيفا بأن وضعية الأمة العربية، ولاسيما القضية الفلسطينية كانت محل اهتمامه، وذهابه هو ضياع للأرشيف الحي.